الصَّراحة راحة : اين الخلل في المسار الوطني الفلسطيني؟!

الصَّراحة راحة : اين الخلل في المسار الوطني الفلسطيني؟!
د.شكري الهزَّيل

كل ما قرع لنا أحدا ما من عربان الردة طبل التطبيع, طبلنا ورقصنا على إيقاع التعليق على الحدث من الشتم واللطم ومرورا بالذم والقدح وحتى امتهان مهنة من نسي عيوبة واحصى عيوب الناس الى حد فقدنا فيه قدرة التمييز بين مجرى الاحداث وتأثيرها على الواقع الفلسطيني وبين ماهو حاصل بالفعل منذ عقود على الساحة الفلسطينية من تنازلات وخيانات وخيبات كبرى لا تحصى ولا تعد وبالتالي يبدو لي اننا تَّشربنا ثقافة قلع الشوك من عيون الاخرون وتركناه يفتك بعيوننا دون ان نقتلعه او نحاول ان نشخص مدى ضررة على نظرنا القريب والبعيد للأمور وهو للأسف نظر قصير وقاصر الحَّق اشد الاضرار بالقضية الفلسطينية وحَّرَّف مسارها الوطني نحو التية والضياع والكذب والتدجيل!!
الفلسطينيون ما زالوا يعيشون النكبة بكل تداعياتها وتفاصيلها منذ عام 1948 وحتى يومنا هذا والانكى من هذا هو ان فصول هذه النكبة تتواصل عبر حالات مختلفة تفرضها الاحداث والازمان التي كانت وما زالت حبلى بالأحداث المأساوية التي مر بها الشعب الفلسطيني من نكبة الى نكسه والى حروبات ومجازر داخل الوطن وخارجة, حيث انه من المستحيل سرد كل هذه الاحداث في مقالة واحدة لكننا نرى انه من المهم سرد الحالة المأساوية التي جرت وتشكَّلت بعد توقيع اتفاقية أوسلو عام 1993 وما ترتب عليها من انفصام سياسي ووطني فلسطيني حين انشأ الفلسطينيون العائدون من المنافي والمهجر ” شركة امنية” اطلقوا عليها اسم ” السلطة الوطنية الفلسطينية” اللتي تولت مهمة تقديم الخدمات لقطاعات الشعب الفلسطيني الموجودة ضمن مناطق تحت سيطرة الاحتلال الإسرائيلي من جهة وتولت مهمة التنسيق المخابراتي ” الأمني” مع سلطات الاحتلال من جهة ثانية وبالتالي ماجرى ويجري ان الاحتلال ومعه راعية السلام المزعوم ” أمريكا” لم يحترموا أي بند اخر من اتفاقية أوسلو سوا التنسيق الأمني وتحويل المسماة بسلطة وطنية الى شركة امن تحمى ظهر الاحتلال مقابل رواتب وامتيازات يقدمها هذا الاحتلال لمنتسبي هذة الشركة والى قوات شرطة ” دايتون” التابعة لجماعة محمود عباس الرئيس المزعوم المنتهية صلاحية رئاستة ل ” سلطة أوسلو” منذ عقد من الزمن ناهيك عن تنصيب نفسة كرئيس فلسطيني لم ينتخبة احد ولا يوجد حتى حيز او حدود لشئ اسمة دول فلسطينية وماهو موجود بالفعل احتلال إسرائيلي لكامل فلسطين بما فيها الرقعة الجغرافية المسماة ” مقاطعة رام الله” مقر ما يسمى بالرئاسة والحكومة الفلسطينية!!
كل ما نسمعة في هذا الأوان من اخبار واحاديث وتعقيبات على تطبيع ابوظبي والعرب مع الكيان الإسرائيلي يندرج في اطار التضليل الإعلامي والمعلوماتي لغاية في نفس يعقوب ان لم نقل ” يعقوبات” تقودها
وسائل اعلام سلطة أوسلو ومشتقاتها ضد التطبيع لابعاد الشبهات عن ماهو حاصل بصراحة في فلسطين وهو اخطر الف مرة من التطبيع ناهيك عن كونة ” البساط الأحمر” ومرجعية التبرير والتمرير لكل اشكال التطبيع العربي مع الكيان الغاصب في فلسطين.. مصر والأردن ودول عربية كثيرة لها علاقات دبلوماسية وغيرها من اشكال العلاقات علنا وسرا مع الكيان والامر لم يعد سرا ان إسرائيليون كثر يزورون تونس والمغرب والأردن ومصر ولربما دول عربية أخرى كثيرة قامت بتطبيع علاقاتها سرا مع الدولة الإسرائيلية وبالتالي لماذا كل هذه الضجة حول تطبيع ابوظبي ما زالت الأحوال هكذا وعلى هذه الشاكلة من الانفراط والتفريط الى حد ان امين جامعة الدول العربية احمد ابوالغيط احد ابرز رموز نظام ” كامب ديفيد” الداعمين لمعاهدة السلام المصرية الاسرائيلية 1978والتطبيع بين مصر والكيان الإسرائيلي..مصر لها علاقات دبلوماسية مع الكيان وسفارة في تل ابيب.. فضائية الجزيرة التابعة لامارة قطر كانت وسيلة الاعلام العربية الأولى التي أدخلت الإسرائيليون الى بيوت العرب عبر التطبيع الإعلامي ناهيك عن علاقات قطر مع الدولة الإسرائيلية وما نشهدة ونلحظة ان فضائية الجزيرة تصفي حسابات قطر السياسية مع الامارات من بوابة التطبيع ومن خلال الكذب والتضليل وكأن الجزيرة وقطر حامية حماة القضية الفلسطينية فيما الحقيقة ان فضائية الجزيرة هي اول من قاد التطبيع باستضافة اعتى الرموز الصهيونية ليتحدثون عبر شاشتها للعرب..لم تكن قضية راي وراي اخر لابل تطبيع وتدجين للعقل العربي لقبول راي هذا الصهيوني الغاصب.. ابقوا معنا …
…الاردن وعبر اتفاقية وادي عربة 1994 يقيم علاقات دبلوماسية و تبادل سفارات بين عمان وتل ابيب..الاسرائيليون يسافرون كسياح الى تونس والمغرب منذ عقود من الزمن.. جميع دول الخليج المنطوية تحت ما يسمى ب” مجلس التعاون الخليجي” عبارة عن محميات أمريكية وخاضعة وتابعة بالكامل للسياسة الامريكية.. غربت أمريكا غربوا… شرقت أمريكا شرقوا.. وهم أي الخليجيون اول من قبلوا صفقة ” قرن” ترمب وأول من تنازلوا عن مبادرتهم هم انفسهم” مبادرة السلام السعودية” التي تبنتها قمة” القمة العربية” بيروت عام 2002 واطلقت عليها اسم المبادرة العربية للسلام وهي بالمناسبة مبادرة جائرة تتنازل عن اهم حقوق الشعب الفلسطيني وهو حق العودة.. بالمجمل جميع الدول العربية المنطوية تحت عباءة أمريكا طبعَّت علاقاتها سرا وجهرا مع الكيان الإسرائيلي بما فيها دولة الامارات العربية الذي يحكمها نظام حكم قبلي ورجعي لا تهمه فلسطين لا من قريب ولا بعيد لا بل ان امارة هذا النظام عبارة عن معسكرات أمريكية وغربية مهمتها حماية نظام ال زايد….اشكالية العلاقات الاماراتية الإسرائيلية ستلقي بظلالها الثقيلة على الجارة الكبرى ايران وهذه الأخيرة سيكون لها القول الأخير في مصير علاقة التطبيع الجارية لانها ببساطة لن تسمح للدولة الصهيونية بان تكون على حدودها ولذلك سيكون مستقبل وجود امارة ال زايد على المحك في اول احتكاك إسرائيلي إيراني…ببساطة ال زايد انصاعوا لترمب ووضعوا كامل مستقبل امارتهم المارقة على المحك!!
عود على بدء وبعد هذه المقدمة اعلاة اللتي أظهرت عيوب وخلل الأنظمة العربية فلا بد من تشخيص مكامن الخلل في المسار الوطني الفلسطيني وأول هذة المكامن هو وجود شركة الامن المسماة بالسلطة الفلسطينية في رام الله وهذة الشركة تمارس التطبيع والتنسيق والخيانة ليلا نهارا فلماذا هذا التبكبك على تطبيع ابوظبي فيما مربط كل الخيانات والانحرافات في رام الله؟.. ماهذا الكذب؟… لماذا هذا الانفصام والتضليل السياسي الاعلامي الذي يظهر من خلالة محمود عباس كحامي حماة ” القضية الفلسطينية” وهو الذي تنا زل عن ثلثي فلسطين جغرافيا وثلثي الشعب الفلسطيني ديموغرافيا وصمَّت على كل هذا الكم الهائل من المستوطنات والمستوطنين في الضفة والقدس .. منذ عام 1993 “أوسلو” تضاعف عدد المستوطنات والمستوطنين اضعاف الاضعاف على مرأى من جماعة محمود عباس الذين ينسقون مخابراتيا مع الاحتلال ويحمون ظهرة وظهر مستوطنية في مناطق الضفة والقدس المحتلَّتين..هل من المعقول ان يصدق الشعب الفلسطيني ان محمود عباس رئيسهم وهو الذي يمثل اشنع رموز الفساد الوطني التي عرفة التاريخ الفلسطيني.. مصطفى دودين ” رئيس روابط القرى العميلة بداية ثمانينات القرن الماضي” و محمود عباس” رئيس سلطة أوسلو” وجهان لعملة واحدة اسمها خيانة وهذه الأخيرة تتقدم بمراحل ودرجات كثيرة على التطبيع ” العربي”.. التطبيع العربي والتنسيق الفلسطيني مع الاحتلال يرقى الى اعلى درجات الخيانة الوطنية.. الخلل الأعظم في المسار الوطني الفلسطيني هو انه لا يوجد قيادة فلسطينية وماهو موجود تابع لشركة ” أوسلو” ويختطف كامل القضية الفلسطينية حتى في كذبة تصدية للتطبيع العربي…!
الانقسام الفلسطيني هو انقسام وانشطار فصائلي حدث في خلاف عام 2007 على كعكة أوسلو ولا علاقة له بالشعب الفلسطيني الموحد.. خلل اخر يعكس نفسة على المسار الوطني الفلسطيني.. ماجرى في بيروت مؤخرا وسمي باجتماع “أمناء ” الفصائل الفلسطينية هو إعادة تاهيل محمود عباس واستمرار أوسلو..جماعة لا تستحي ولا تخجل : اكثريتهم مشارك في كارثة أوسلو وينبح ضد التطبيع!..ادوار مقسمة في قائمة طويله من مكامن الخلل الفلسطيني السياسي والوطني… بالمجمل وبالمناسبة أيضا: على الفلسطيني ان يُغير نمط تفكيره ومنهج طرحة السياسي بربط القضية الفلسطينية بهذة المحمية الامريكية او تلك الناطقة بالعربية وان يركز الجميع على انتشال القضية من بين فكي كماشة عصابة اوسلو ومشتركة الكنيست وهذه هي ليس مشتقات احتلال فقط لابل جزء لا يتجزأ من منظومة الاحتلال الاسرائيلي.. العدو الاول للقضية الفلسطينية في البيت الفلسطيني.. العدو الثانوي في البيت العربي.. العدو الاساسي الكيان وامريكا والغرب بشكل عام… مكامن خلل لابد من تشخيصها ومعالجتها ودون هذا ستستمر العصابة ب “النباح” ضد التطبيع وفي الوقت نفسة تمارس التنسيق مع الاحتلال!!
قال وقلنا ونقول وكل هذا التهويل والتضليل الإعلامي.. التطبيع وبن زايد.. موقف الجامعة العربية.. ماذا قال السديس..كل هذا كذب و تضليل وكسب وقت لصالح الاحتلال الإسرائيلي.. الخلل مشخص وواضح: مربطة في رام الله.. عبد الرحمن السديس خطيب مسجد وبوق النظام السعودي..غَّرب النظام غرب..شرق النظام شرق..لكن في المحصلة العدو الرئيسي في البيت الفلسطيني “في بيتنا عدو”.. كفي يكفي..
احترموا عقول الشعب الفلسطيني وهو بالمناسبة شعب مسيَّس ومثقف ويعرف اين يكمن الخلل الوطني الفلسطيني.. في رام الله!..باقي ما تبقى احاديث فلسطرائيلية وعربان عاربة للتنفيس والقدح والردح…السديس في السعودية والهباش في رام الله؟؟؟…الازمة فلسطينية وليست عربية بالدرجة الاولى..في فلسطين فوضى ” هويات” وانتسابات واسراويلويات…عندما غاب عنصر الردع الفلسطيني تطاول الواوي على كل ماهو فلسطيني…من يعتبر احمد الطيبي وطني وقدوة ومحمود عباس رئيس وقائد والحركة الاسلامية التابعة للكنيست “قبلته” علية ان لا يعلق على السديس.. لا تذهبوا بعيدا.. لن يحك ظهر فلسطين الا ظفر الشعب الفلسطيني وعندما نعدل مسارنا الوطني لن يتطاول علينا لا الاحتلال الغاصب ولا اعراب الخليج ولا نفايات النظام المصري ولا جامعة ابوالغيط والاهم من هذا وذاك سنُوقف العدوان الاوسلوي بقيادة محمود عباس على القضية الفلسطينية.. وقف العدوان الاوسلوي الغاشم هو الأساس الأول والرئيسي لتصليح الخلل الجاري في المسار الوطني الفلسطيني….!!
أيها الفلسطينيون أينما كنتم وتواجدتم.. ابوظبي طابق فاضي وتافه وهي بالمحصلة محمية أمريكية صهيونية يحكمها اعرابي نفط وليس عربي.. رَّتبوا بيتكم الفلسطيني ومن ثم تحدثوا للناس عن فلسطين وماهو جاري فيها من احتلال وهدم بيوت وتشريد ومصادرة اراضي وظلم واضطهاد صارخ يتعرض له الشعب الفلسطيني وطنا ومهجرا في ظل وجود الاحتلالَّين الصهيوني والاوسلوي… الصراحة راحة : في فلسطين تداخلت الأمور لكن الخلل الوطني هو الأخطر..تصليح هذا الخطأ وتصحيح المسار الوطني الفلسطيني سيسقط التطبيع والتنسيق ويقطع رأس الكارثة الاوسلوية!!
دمتم بخير وطنا ومهجرا وانتم شعب شعابها وجمل محاملها..باقي ما تبقى تفاصيل احداث ولكم في مثال أطفال الحجارة وابطال الانتفاضة1987 خير مثال على البطولات الفلسطينية التي قطفها تجار أوسلو قبل ان تينع لينشأوا شركة امنية تابعة لمنظومة الاحتلال…هذا الخطأ لابد من تصحيحة ولن يصح الا الصحيح وما ضاع حق ووراءه مطالب.. في فلسطين ما فيها من نشاما ونشميات وابطال وتحت ترابها شهداء ابرار وفي سجون الأعداء اسرى ابطال.. في فلسطين بداخلها وخارجها شعب الجبارين… المفقود : برنامج وطني وقيادة تقود هذا الشعب الى شاطئ التحرير والتحرر..دمتم وعشتم..!!

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here