تطبيق قوانين ألفلسفة ألكونيّة العزيزيّة؟

بقلم: ألعارف ألحكيم عزيز الخزرجي
ألأيمان بآلله و الدّعوة لسبيله قصّة لها بداية بغير نهاية ..
أنها قصّة مُدن العشق السّبعة!
وقد أوردناها تفصيلاً في فلسفتنا الكونية بعنوان :
[ألاسفار الكونية السبعة] التي من خلالها نصل مدينة الحُبّ و السلام و الخلود ..
هي قصة واقعيّة أبعد من الخيال و الرّومانطيقية و جميلة للغاية؛ لأنها تحكي هجرة مجموعة من الطيور لوصول تلك المدينة التي يتمنّاها ألفيلسوف العارف الحكيم!

بعد بدء رحلتهم و صلوا مدينة العشق الأولى بحسب الخطة, و نزلوا لإستراحة قصيرة للتزود بآلماء و الكلأ , لكن البعض من تلك المجموعة ألمهاجرة التي كانت بحدود 30 طيراً لم تصمد, بل ركنت في الوادي الأوّل لتستمتع بما حبا الله تلك المدينة بآلماء و العشب و آلخيرات, و إستمرّ الباقون بطريقهم لوصول المدينة الثانية, ليتكرّر ذلك المشهد ألمُغري بعد الإستراحة و شرب الماء و الكلأ .. حيث تزوّج بعضها و إستأنسوا بزوجاتهم و خيّروا البقاء ليقضوا باقي العمر فيها .. لكن البقية الباقية صمدت وإستمرت بآلمسير و هكذا تكرر المشهد كما مشاهد الحياة العادية في كل مدينة جديدة حتى لم يصمد منها سوى إثنان أو ثلاثة, و البقية تركوا المسير و إنشغلوا ببطونهم و ما تحتها بقليل, بآلضبط كحال دعاة اليوم و من على شاكلتهم من عبدة الدّولار لأجل المنهومتان!

قصّة (الأسفار ألكونيّة) سواءاً كانت حقيقية أو خيالية؛ واقعيةُ أو فضائية؛ فأنها تعبر عن حقيقة الدّعاة وكل مهاجر في سبيل الله, و تأسيساً على مبادئ (الفلسفة الكونية العزيزية) ليس كلّ الناس يختارون السفر و إنما فقط مَنْ فهم حقيقة الحياة و بعض أسرارها ثمّ تهيأ مُعدّاً نفسه للسفر .. و حتى هؤلاء المسافرين لا يصل جميعهم لمبغاهم الأخير كما أشرنا ..

تلك هي قصة الأنسان منذ وجوده على هذه الأرض و التي لَخَّصَتْها (الفلسفة الكونية العزيزية) التي تُعبّر عن حقيقة الأنسان و الوجود و متعلقاتها, إنّها فلسفة تطبيقية عمليّة لا فقط رومنطيقية أو سريالية, بل تحوي قوانين فوق العِلم تُهدي الأنسان لتحقيق الغاية من وجوده المضمور بآلأسرار والرّموز.

في عالم اليوم و في العراق بشكل خاص ؛ لا يستطيع أحداً أن ينكر دعاة الله ألّذين وحدهم بدؤوا بآلمسير نحو الله عبر التصنيف ألرّائع للفيلسوف ألمُلا صدرا و التي إختصرها في أربعة أسفار أو كأسفار الشيخ الأنصاري الكبير الذي فسر القرآن الكريم أو كمحي الدين العربي و الأمام الراحل(قدس), حيث حدّد كل منهم أسفاره وأطولها أسفار الأنصاري بـ 51 سفراً بعدد الرّكعات اليومية الواجبة على العرفاء طبعاً!

وتطبيق قوانين (الفلسفة الكونيّة) يتناسب مع مسيرة “الدّعاة” في العراق كما كل الناس(لأن الطريق إلى الله بقدر أنفاس الخلائق), ثمّ إننا كنا قريبين .. بل أشرفنا على المسيرة في زمن التصدي حين تخلى جميع العالم عنا و تركونا لوحدنا نواجه الطواغيت في قصّة دامية أوردنا تفاصيلها في كتاب: (قصّتنا مع الله)!

قصّة (الدّعاة) مُؤلمة للغاية خصوصا بعد ما رخّص منهج الصدر الأول و باعوه بثمن بخس, فألدّاعية يبدأ مسيرته (باسم الله) بعد التّعهد لبدء الأسفار الكونيّة – و كل دعاة اليوم بآلمناسبة لا يعرفون و الله هذه الحقائق بمن فيهم ألذين إدعوا ألقيادة – للوصول إلى (آلناس) بأمر الله تعالى الذي أشار لها القرآن الكريم إجمالاً حيث يبدأ (باسم الله و ينتهى بالناس) كآخر سورة و هدف في القرآن الكريم .. لكن و لمجرد بدئهم يتركون الأمر لسبب من تلك الآسباب التي ذكرناها كآللهو مع زوجته وأولاده وأحفاده و آخرين بتجارتهم و رواتبهم والبعض بأموالهم و هكذا يُطاب لهم العيش فيتركون الهدف الذي هو الناس, ولذلك يفشلون كما فشل من سبقهم للوصول إلى مدينة العشق الأبدية!

في العراق و نتيجة ألأدوار ألتخريبيّة لدُعاة اليوم و الأسلاميين عموماً؛ لذلك ليس فقط لم يصلوا للناس؛ و إنما الناس أنفسهم تنفّروا و إبتعدوا عنهم لما شهدوا عليهم من الفساد و الظلم و التجاوز على حقوق الناس لدرجة تبطرهم و كان ما كان من نتائج ستمتد بآلعمق.

و من هنا بدأت مأساة العراق الحقيقيّة تتشعّب و ستتفاقم أكثر فأكثر .. و إنّ قوانين (الفلسفة الكونية) هي الحلّ الوحيد لدرأ المحنة التي يعيشها الجّميع قبل وصول النهاية المحتومة المحفوفة بأالمخاطر وآلفناء لفشل الدّعاة في سيرتهم و مسيرتهم التي كان يفترض ببعضهم على الأقل عبور تلك المحطات الكونيّة؟

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here