حالة اللادولة والفوضى السياسية

شهاب وهاب رستم

تميزت العصور الوسطى بحالة اللادولة والفوضى العارمة وظهور العديد من المسميات المختلفة للحكم وشكل الدولة ..الامبراطورية ..الملكية .. السلطان .. الخليفة .. الخ ..

حُكمتْ الدول في اوربا بأسم الدين (الكنيسة ) التي سيطرت على مقاليد الحكم .. بعد أن فقد الامراء والملوك سيطرتهم وسلطتهم .. بسبب الحروب والديون التي كلفتهم حروبهم والحياة الباذخة التي كانوا يعيشونهاعلى حساب خزينة الدولة ،

مما جعلهم ضعفاء امام الكنيسة وجبروتها و الاستحواذ على الارض والاملاك الى جانب خزائن الكنائس المليئة بالفضة والذهب على حساب بؤس الشعوب .. بذلك اصبح الامراء تابعين وخاضعين لاوامر رجال الدين من الرهبان والقساوسة .. ولا يستطيعون القيام بشيء دون الخضوع اليهم واخذ البركات منهم .. ولم يكن ينصب اي امير اوملك ـ اميراً او ملكاً ـ مالم يحصل على موافقة البابا وبركات الكنيسة .. كان يقف خلف كل امير او ملك رجل دين يحدد له صلاحياته وعمله ، وكان يحمل الراهب او القسيس صليباً يبارك له اعماله او يرفضه مالم يكن مناسباً لرأي الكنيسة . دخلت اوربا الحرب لثلاثين عاماً ولم يتوقف هذا الحرب الا بعد أتفاقية وستفاليا عام ١٦٤٨ ميلادية .. الذي وضع حداً للحروب الدينية وسلطة الكنيسة .. بعدها دخلت اوربا مرحلة جديدة .. وبدأت النظام السياسي المعاصر .. الدولة الحيدثة ..

حرب الثلاثين بدأت كحرب بين الكاثوليك والبروتستانت لكنها تحولت الى حرب سياسية دمرت اقتصاد البلدان الاوربية وامتددت من اجل احتلال البلدان .. لكن الخلافات ادت الى ضعف الدول التي تقود الحرب ، الدول التي لم تدخل الحرب هما انكلترا وروسيا .. الكتاب المقدس كان يرفع على الرؤوس و وكانت مصدر المعرفة الوحيد للإيمان والمسيحين كانوا يتمتعون بالقدسية ولا يحق لاي كان مخالفتهم ، صاحبت هذا الحرب الاوربئة والمجاعة دمرت البنى الحياتية للمجتمعات الاوربية ..

استمرت النزاعات بعد هذا الحرب مدة ما يقارب الثلاثمائة عام .. لكن بانتهاء الحرب اصبحت البروتستانية الديانة الرسمية للعديد من الدول الاوربية خاصة الدول الاسكندنافية وتأسست في هذه الدول الكنيسة الحكومية او الكنيسة الرسمية ..

لا حرب في الكون يكون نتائجها إيجابية .. خاصة الحروب الاكريليكية التي تمارس فيها الحروب المذهبية والطائفية والتي تعادي فيها الطوائف بعضها البعض والخاسر الوحيد في مثل هذه الحروب .. لا يكون إلا شعوب هذه البلدلن الذين لا حول ولا قوة لهم على السلطات التي تختبأ خلف المقدسات الدينية ويحرم على المواطن فرصة التفكير لمصالحه وحياته كما خلقه الخالق . حالة اللادولة والفوضى تنتشر في كل بقعة جغرافية في العالم عندما تصل الحالة الكنسية لتلك البقعة .. عندما تضعف إدارة الدولة ويضعف القائمين على الادارة ويصبح المسؤولين تابعين لرجل الدين الذي هو ادنى منه ثقافياً وعلمياً وحتى في الفلسفة الدينية .. واجتماعياً وفي المنزلة ..

عندما يصبح الجاهل مسؤولاً على الاستاذ .. ويمنحه فرصة العمل في المعمل او الشركة التي أسسه من السحت الحرام ولانه يسرق لعدم شعوره بالمسؤولية القانونية والوطنية .. فيثري على حساب آلام الشعب ويمتلأ احشائه من المال الحرام ويجمع حوله ممن مثلهم من اللصوص الذين لا يهمهم الوطن وصرخات البؤساء من الشعب .. هنا تبدأ حالة اللادولة والفوضى السياسية على ايدي الجهلة الذين يتقدمون في كل الامور من خلال القدسيات التي يخلقونها ..

في الكنيسة وفي الجامع .. من الشيخ و الكاهن .. ويبدأ حالة الهذيان لديهم .. ابناء الشعب الذين ليسوا معهم فهم ضدهم و يجب تصفيتهم جسدياً بذلك يخلقون فضاءاً مرعباً من القتل المباح حسب قوانينهم التي حكم بها قبل الميلاد او ما بعد الميلاد بسنوات … وهناك من يحاول ان يمتدد على الارض لاحتلال دول وشعوب لا علاقة لهم به لا من بعيد ولا من قريب تحت مسميات حتى هم لا يحترمونه .. ويبنون افكارهم على اسس فقدت مصداقيتها منذ قرون طويلة ويرفض وجود شعوب بكاملها ويذوبهم في البودقة الفكرية والفلسفية المستهلكة وينصب نفسه ملاكاً وممثلاً لامة ينبذونه شخصياً .. لكن بسبب المال والقوة الذي يملكه يحاول الامتداد والتوسع .. وهذا حال كل الدكتاتوريات الكبيرة منهم والصغيرة .. في كل زمان ومكان .. وفي النهاية يجدون انفسهم في مزبلة التاريخ ولا يمكن القبول بنظرياتهم وفلسفاتهم التوسعية على حساب الشعوب والامم التي تنادي بالحرية.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here