دولة التوحيد

دولة التوحيد، الدكتور صالح الورداني

يقف السلفيون بالمرصاد لكل من يحاول النيل من آل سعود باعتبارهم يمثلون دولة التوحيد في منظورهم..
وكلما نشرنا كلمة عنهم هبوا لنصرتهم منزلين علينا شتى اللعنات وصور السباب التي تدل على عمق جهلهم وانحطاط خلقهم..
وإيمانهم بأن دولة آل سعود هى دولة التوحيد يعني أن بقية دول المسلمين هى دول الشرك..
وهو ما يؤكد لنا أن السلفيين لا ينتمون لوطن ولا صلة لهم بالمواطنة وإنما ينتمون لمذهب من صانه كان هو شيخ الإسلام..
ومن دعمه كان هو ولي أمر المسلمين..
من هنا فهم يعيشون وسط الأوطان في عزلة شعورية..
ويوالون دولة تتخذ السيف شعاراً لها..
وسيفها هذا موجه للمسلمين لا لأعداء الدين..
ويتبنون عقائد تنبذ الآخر وتتصادم مع المواطنة..
ويتعصبون للمذاهب والأشخاص ولا يتعصبون للدين والأوطان..
وإذا كانت دولة آل سعود هى دولة التوحيد، فهل من التوحيد موالاة المشركين والاستعانة بهم على المسلمين؟
وهل من التوحيد تدمير العراق وسوريا والبحرين واليمن؟
وهل من التوحيد دعم اقتصاديات الغرب الصليبي؟
وهل من التوحيد شراء الجزر والقصور الفاخرة في دول أوربا وغيرها؟
وهل النظام الملكي المستبد من التوحيد؟
وقد كشفت لنا الأحداث المتلاحقة مدى خطورة الدور السعودي في المنطقة..
وهو دور مواكب للدور الأمريكي الصهيوني يظهر لنا بوضوح من خلال مايفعلونه في العراق وسوريا ولبنان والبحرين واليمن وغيرها من البلدان..
وقد كشف آل سعود عن وجههم اليهودي من خلال تصريحات كبراء العائلة ولقاءاتهم السرية والعلنية بالصهاينة..
والدولة السعودية هى صناعة بريطانية أمريكية كما هو حال الدولة الأردنية..
وهى تستثمر وجودها في ظل الحرمين لكسب تعاطف المسلمين والتأثير عليهم..
والحقيقة أنه لولا وجود الحرمين لزالت من الوجود وما قامت لها قائمة..
وعائلة آل سعود يزيد عددها على عشرة آلاف ويشكلون عبئاً كبيراً على الدخل العام حيث يستنزفون أكثر من 90% من هذا الدخل ويتركون الفتات للشعب المغلوب على أمره..
والدولة السعودية رغم تمسحها بالدين هى من أبعد الدول عنه وأشدها خطورة عليه..
وأكثرها انتهاكاً لحقوق الإنسان..
وهى قد استقطبت المؤسسات والدعاة والأقلام ..
وكذلك الدول..
ونجحت في تكوين جهاز إعلامي ودعائي يجملها على الدوام ويتصدى بقوة لكل من يحاول كشف حقيقتها والمساس بها..
فلا تجد من يشير نحوها بإصبع الاتهام من قريب أو بعيد إلا قلة قليلة لا تأثير لها..
وقد شكلت الحركات الإسلامية وعلى رأسها جماعة الإخوان في مصر والجماعة الإسلامية في باكستان والجماعات السلفية في العالم قوة داعمة لهذه الدولة، وقوة ضاربة لخصومها أيضاً..
إلا أن الملاحظ أن الزمان قد بدأ في الاستدارة..
وأن العد التنازلي لآل سعود قد بدأ..
( وتلك الأيام نداولها بين الناس )
وما طار طير وارتفع ، إلا كما طار وقع..
وهو ما يأمله كل مسلم عاقل بصير..
ومدافع للحق نصير..

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here