تصحيح المفاهيم والمصطلحات بظل التركيع العربي مع الصهاينة الإمعات !

تصحيح المفاهيم والمصطلحات بظل التركيع العربي مع الصهاينة الإمعات !

احمد الحاج

بداية لنغادرعادة البكاء على الأطلال ولنعالج أنفسنا من إدمان ندب الحاضر ونعي الماضي والتشاؤم من المستقبل اذ أن بعض الأمل والتفاؤل مطلوب جدا وما أضيق العيش لولا فسحة الأمل ،ولنتحرك جديا وجماعيا وبخطى ثابتة وخطط مبرمجة راسخة وبهمة وعزيمة لاتلين لتغيير الحال الى ما هو أفضل لشعوبنا وأوطاننا مجتمعة ولعل من الخطوات الرئيسة الواجب إتباعها لتحقيق التغيير المأمول في طريق الالف ميل تتمثل بإعادة تقييم الكثير من المصطلحات الخاطئة وتصحيح العديد من المفاهيم المرتبكة التي صارت – يخني – يحرص على تناولها الجميع وإزدرادها يوميا برغم سميتها القاتلة المدسوسة بالعسل ويتمثل ذلك بـ :
– الكف عن شطر القضية الفلسطينية وتقزيمها الى “غزة – الضفة الغربية ” و”منظمة التحرير- حماس” و” هنية -عباس” كرجع صدى لصراع القوميين واليساريين العرب من جهة والاسلاميين من جهة أخرى وبالعكس على مدار 100 عام تقريبا عند تناولها في وسائل الاعلام العربية قاطبة جريا على العادة،هذا في حال وجود وسائل إعلامية شريفة وغير مسيسة أو نصف شريفة أو حتى ربع شريفة ما زالت على قيد الوطنية والحياة والحرية الى يومنا ولم تتلوث بعد بسخام الترقيع والتخنيع والتبعية لهاثا خلف مصادر التمويل الملطخة بالعار والشنار، حتى صار اليسارجية والقومجية العرب وفي حال استهداف غزة بالفسفور الابيض والنابالم والعنقودي على ايدي الصهاينة لايبالون بما يجري الا ما رحم ربك وكأن الصهاينة يستهدفون خصومهم وأعداءهم التقليديين لا إخوانهم من المظلومين المحاصرين ، فيما صار استهداف الضفة الغربية من قبل الصهاينة وقمع تظاهراتهم الحاشدة بالرصاص المطاطي والحي علاوة على الغاز المسيل للدموع المشفوعة بالمداهمات والاعتقالات وكأنه شأن يخص الضفة والقوميين العرب ولايعني الاسلاميين قط ،هذه الطامة الكبرى كانت البداية الحقيقية للانحطاط ولتجزئة القضية الفلسطينية المركزية الأم ،وعلينا أن نصنع لأنفسنا إعلاما حرا نزيها وموضوعيا يضع النقاط على الحروف ويسمي الأشياء بمسمياتها،وأولها بيان أن فلسطين ليست غزة فحسب ..فلسطين ليست الضفة الغربية فقط ..فلسطين ليست القدس لوحدها..فلسطين ليست قبة الصخرة والمسجد الاقصى فقط لاغير ..فلسطين ليست عباس ولا هنية ،ولا حماس ومنظمة التحرير الفلسطينية وكل ما عداها فشنك وعارية، فلسطين ليست اراضي ما بعد هزيمة حزيران 1967 فقط وماعداها حلال على الصهاينة وامر واقع ودين ميئوس من استرداده، فلسطين ارض عربية اسلامية من البحر الى النهر تهم الجميع وكل لايتجزأ بكل ما عليها من مقدسات ومعالم واراض وبشر وتأريخ وحجر !
– الكف عن الترديد كالببغاوات أكذوبة،ان ” الفلسطينيين هم من باعوا أرضهم وقضيتهم للمحتل الغاصب، ذاك ان النضال الفلسطيني المرير والطويل وحجم التضحيات الهائل يشهد لها القاصي والداني،البعيد قبل القريب ” ولولا خيانات وجعجعات بعض القادة العرب، ولولا شطر القضية الفلسطينية وادخالها في حسابات الحقل والبيدر بين المعسكرين الرأسمالي والشيوعي أيام الحرب الباردة ، ولولا شطر النضال والكفاح وتوزيعه قطريا وقوميا وسياسيا وايدولوجيا بين الحكام العرب حتى صارت جبهة التحرير العربية تابعة للبعث العراقي ، ومنظمة الصاعقة تابعة للبعث السوري، والجبهة الشعبية التي بدأت ماوية ثم صارت ماركسية لينينية تابعة للشيوعيين العرب قبل ان تنشطر الى الجبهة الشعبية الديمقراطية والجبهة الشعبية القيادة العامة – وجيب ليل وأخذ عتابه – ، كذلك حماس للاسلاميين العرب ،كذلك حركة فتح القيادة العامة لقوات العاصفة للقوميين العرب،وهلم جرا لتحررت فلسطين منذ أمد بعيد جدا !
– الكف عن حصر القضية الفلسطينية بالشأن العربي فحسب حتى أن بقية القوميات غير العربية التي تجاور العرب أو تسكن معهم في بلدانهم وتحمل جنسايتهم صارت وكأن فلسطين قضية عربية محضة ولاشأن لهم بها مطلقا!
– الكف عن تسمية الكيان الصهيوني المسخ بـ” اسرائيل ” لأن اسرائيل تعني وكما تذكر المعاجم “اسم علم مذكر أصله عبري هو”يشرائيل” أي يجاهد مع الله، واسرائيل هو اسم النبي يعقوب ومعناه عبد الله ، فكفانا ضحكا على الذقون واكل طعم المحتل الغاصب وترويج مصطلحاته التي يريد ترويجها بين الناس في أرجاء المعمورة !
– كفانا هروبا من تهديدات دول الجوار الى أحضان الصهاينة الفجار ،صحيح اننا لسنا خرافا الا أن ضرب الأمثال بالمخلوقات من حولنا لتقريب الصورة رمزيا مفيد ونافع ،وبناء على ذلك أقول بأن الخراف الفارة من خطر ذئب صائل يتوجب عليها أن لاتطمئن كثيرا وأن لاترتمي بأحضان الجزار لأن نهايتها مأساوية في كلا الحالتين ،كذلك الفار بحياته ومستقبله لايستقيم حاله اذا ما فر من خطر محدق الى خطر آخر لايقل عن الأول فداحة،الفرار الآمن إنما يكون من خطر الى حيث الأمن والأمان الحق !
-كفانا ترديدا لمصطلح الـ ” تطبيع ” لأن التطبيع في القواميس السياسية معناه “اعادة العلاقات الى طبيعتها بعد قطيعة ولأي سبب كان” وبما أن العلاقات لم تكن يوما طبيعية مع الكيان حتى يتم إعادتها الى طبيعتها،ولا التطبيع العربي الصهيوني هو تطبيع بالمفهوم السياسي الدولي للمصطلح لأنه مفروض بالقوة على بحار من الدم وتلال من الجماجم وجبال من الانتهاكات والمظالم على مراحل بدأت بتهجير السكان الاصليين من أرضهم بالقوة والمجيء وبقوة السلاح بشذاذ الآفاق من اوربا وبقية دول العالم ليسكنوا أرضا ليست ملكهم ولا لأجدادهم حتى صار الفلسطينيون -شعبا بلا أرض – فيما تملك الصهاينة أرضا بلا شعب وذلك بمؤامرات طويلة وعريضة بمساندة ودعم بريطانيا واميركا وبقية دول – الاستدمار-الدولي وبذلك يكون قد “منح من لايمتلك الارض من لا يستحقها” .
– الكف عن تسمية المجمعات السكنية للصهاينة بـ” المستوطنات ” ولا حتى بـ” المستعمرات ” لأن المستوطنات في القواميس السياسية = الاقامة فوق ارض والاستقرار بها قانونيا ،أما المستعمرات وإن كانت تعني الاستيلاء الا أنها وفي ذات الوقت = البناء والاعمار، والتسمية الصحيحة لهذه التجمعات شبه العسكرية الهجينة التي أقيمت بعد تهجير أصحاب الارض الاصليين عنوة وتجريف مزارعهم وحرق بساتينهم وقتل مواشيهم وهدم مساجدهم ومصادرة منازلهم لإحداث تغيير ديمغرافي مقيت هي “المستدمرات “الصهيونية .
– الكف عن النظر الى الصهاينة على أنهم مجتمع متألف واحد في خطأ فادح لأنهم وكما وصفهم القرآن الكريم :” بَأْسُهُم بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ ۚ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّىٰ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَعْقِلُونَ ” ،هؤلاء شراذم جاؤوا من كل دول العالم ينقسمون الى ” إشكناز، وسفارد، وعيدوت مزراحي ” الاولى – اشكناز – تعني اليهود القادمين من شرق اوربا ..اما سفارد فأصلهم من يهود اسبانيا والبرتغال ممن طردوا من هناك مع المسلمين بعد سقوط الاندلس وتوزعوا في دول العالم من بينها الدول الاسلامية والعربية ،كذلك ” عيدوت مزراحي ” وتعني اليهود المشارقة ” ممن سكنوا العراق، ايران ،جورجيا ، الهند ، اليمن ، سورية ،المغرب مصر ..الخ ” وهناك خلط عجيب بين – يهود المشرق والسفارد – عند المثقفين العرب وفي كتاباتهم ..وانوه الى أن طقوس هؤلاء جميعا وعباداتهم اليهودية مختلفة عن بعض بعضا ، أضف الى ذلك أن هناك تمييزا عنصريا هائلا بين السود – يهود الفلاشا القادمين من اثيوبيا – وبين البيض من اصول اوربية خصوصا ،وبين صهاينة المشرق وصهاينة اوربا عموما ،حتى لغتهم مختلفة ، علما ان السفارديم يتحدثون لغة “اللادينو”،بينما الاشكناز يتحدثون اللغة اليديشية ودولة الكيان المسخ وإقتصادها وسياساتها وبنوكها ومصارفها وقيادة جيوشها كلها بيد الاشكناز أما البقية فتوابع وذيول من الطبقة الثالثة والرابعة – صايرين مكفخة الداخل للرايح والجاي
-وعلى الجميع ان يعلم بأن مصطلح الـ “جوييم ” أو الاغيار هو المصطلح الذي يطلقه الصهاينة على كل ما هو غير يهودي وهو محتقر تماما عندهم وفي كتبهم وثقافتهم وأعرافهم وفكرهم وتقاليدهم وتوراتهم وتلمودهم ،الجويييم عندهم قد خلقوا من نطف الحمير وزواجهم ببعضم باطل وابنائهم كلهم اولاد زنا وسفاح يجوز الضحك عليهم وخداعهم وسرقتهم وظلمهم وقد زعموا انه وكما جاء في “‏سفر المكابيين الثاني ” ان يعقوب – إسرائيل – سأل ربه ” لِمَ خلقت خلقًا سوى شعبك المختار‏؟‏ فقال له‏:‏ ‏”‏لتركبوا ظهورهم، وتمتصوا دماءهم، وتحرقوا أخضرهم، وتلوِّثوا طاهرهم، وتهدِموا عامرهم‏” والحقد التلمودي اكبر من العد والحصر بما لايتسع المقام لذكر ولو عشر معشاره ..فهل هؤلاء وأمثالهم يؤمن جانبهم بتطبيع أو بصلح أو بهدنة أو بحلف وتحالف ؟مؤكد لا بالمطلق فعن اي تطبيع سيحقق الازدهار والسلام والمحبة بين الشعوب كما يروج له انهم يحتقرونكم ابتداءا ويضحكون عليكم انتهاءا لسرقة آخر ما تملكون من خيرات وثروات وعزة وإباء وكرامة !
بالمقابل لقد تأملت في “تحجيم القضية الفلسطينية” طيلة السنين الماضية وكيف تم بالتدريج المبرمج حتى صارت القضية برمتها وبسبب الاعلام المغرض بمثابة شأن فلسطيني داخلي لاعلاقة له لا بالعروبة ولا بالاسلام ،وتأملت بالخلافات الداخلية العربية ودورها في إنهيار هذه الدول تباعا كأحجار الدومينو حتى وصل الامر الى استعانة كل منهم بمحتل أجنبي غاشم وبناء قواعد عسكرية له على أرضه لمواجهة الشقيق العربي الآخر وتدميره وسحقه وحصاره كليا، وتأملت في دور الخلافات العربية والاسلامية في ضعفهم تماما وتكالب الامم عليهم من كل حدب وصوب ،حتى صاروا وكما وصفهم النبي الاكرم صلى الله عليه وسلم “غثاء كغثاء السيل” برغم كثرتهم الكاثرة ما أسفر في نهاية المطاف عن تكالب الامم عليهم كتكالب الاكلة على قصعتها ومن دون حياء ولا خوف ولا وجل..ولابد من نبذ الخلافات وتجاوز الصراعات والاحتكام للعقل والمنطق والتأريخ والجغرافيا المشتركة والا فالمستقبل ينذر بمزيد من الانحطاط والتبعية ! اودعناكم اغاتي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here