عْاشُورْاءُ السَّنَةُ السَّابِعة (٢٢) [درُوسٌ منَ أَلإِنقلابِ]

عْاشُورْاءُ

السَّنَةُ السَّابِعة

(٢٢)

[درُوسٌ منَ أَلإِنقلابِ]

إِنَّ قَصص الإِنقلابات تُنبِّهنا وتُعلِّمنا دروساً في غاية الأَهميَّة ينبغي أَن لا نغفل عنها لننجحَ فلا ننخدِعَ أَو نظلِمَ؛

أ/ التشيُّعُ للحُسينِ السِّبطِ (ع) ليس هويَّةً على الورقِ، وإِنَّما هو موقفٌ وولاءٌ وأُسلوبُ تفكيرٍ وطريقةُ عملٍ، نتأَكَّد من كُلِّ ذلك لحظة البلاء والإِمتحان والإِختبار،فإِذا تطابقَ القَولُ مع العملِ تأَكَّد الإِنتماء أَمَّا التَّناقُض فينسفُ [الهويَّة].

يلزمنا أَن نضعَ المُتاجرة بالإِنتماء والتَّباهي والمُزايدات، جانباً ما لم تتطابق الهويَّة مع السُّلوك، فالتَّباهي يلزم أَن يكونَ للإِنجاز في إِطار الهويَّة حصراً.

لقد صادفَ كلُّ واحدٍ منَّا مَن كان يدَّعي الإِنتماء للحُسين السِّبط (ع) ولكنَّهُ في لحظةِ إِختبارٍ بالمالِ أَو الجاهِ أَو السُّلطةِ والجنس، انقلبَ على كلِّ قيَمهِوشعاراتهِ، وهُم الذين قالَ عنهُم (ع) {النَّاسُ عبيدُ الدُّنيا والدِّينُ لَعِقٌ على أَلسِنتهِم، فإِذا مُحِّصُوا بالبلاءِ قلَّ الدَّيَّانُون}.

عكس هذهِ الصُّورة كذلك مرَّت على كلِّ واحدٍ منَّا.

أُنظرُوا إِلى قولِ الله تعالى {وَقَالُوا مَا لَنَا لَا نَرَىٰ رِجَالًا كُنَّا نَعُدُّهُم مِّنَ الْأَشْرَارِ}.

والسَّبب هو أَنَّ البعض عيَّنَ نفسهُ قاضياً يمتلك صكُوكَ الغُفرانِ أَو وكيلاً عن الحُسين السِّبط وكأَنَّ الإِنتماء طابو يمنحُ مَن يشاءُ نُسخةً ويسحبَها ممَّن يشاء،فهذا شيعيٌّ حقيقيٌّ وذاكَ شيعيٌّ مُزيَّف وثالث من شيعةِ لندن، وهكذا.

يلزمنا أَن نفهم أَنَّ الإِنتماء للحُسين السِّبطِ (ع) ليسَ حجراً لأَحدٍ، ولذلكَ ينبغي أَن نلقُم مَن يدَّعي ذلكَ حجراً لإِيقافهِ عندَ حدِّهِ.

إِنَّهُم [سلفِيُّوا الشِّيعة] التكفيريُّون والمتعصِّبون، مثلهُم كمثلِ مَن حدَّثنا عنهُم القرآن الكريم {وَقَالُوا لَن يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَن كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَىٰ ۗ تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ ۗ} وقولهُ {قُلْ إِن كَانَتْ لَكُمُ الدَّارُ الْآخِرَةُ عِندَ اللَّهِ خَالِصَةً مِّن دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ}.

للأَسفِ الشَّديد فلقد امتلأَت بعض الفضائيَّات بمثلِ هذهِ الخُزعبلات وكأَنَّ رسالتها توزيع صكوك الغُفران وأَوراق [طابو الإِنتماءِ]!.

لقد اتُّهم المرجعَ الأَعلى وقتهُ صاحب [العُروة الوُثقى] السيِّد كاظم اليزدي بالعمالةِ للإِنجليز بسببِ مواقف لم يفهمها الهَمج الرُّعاع، كما أَن شيخ الفُقهاء المرجعُالأَعلى في زمانهِ الشَّيخ النَّائيني تعرَّضَ لتُهمٍ شتَّى لأَنَّهُ كتبَ في [المشرُوطةِ] [الديمقراطيَّة بالمُصطلحِ المُعاصر].

كما أَنَّ المرجع السيِّد مُحسن الأَمين العاملي إِتُّهِمَ هو الآخر بسببِ رأيٍ في شعيرةٍ حُسينيَّةٍ خلافيَّةٍ، حتى نادى السقَّاؤُون في النَّجفِ الأَشرفِ بلعنهِ بدلاً عن[يزيد]!.

ب/ ينبغي أَن لا نعتمدَ عند التقييم على التَّاريخ والتَّضحيات والإِنتماءِ والهويَّةِ فقط، وانَّما يجب النَّظر إِلى واقعِ المرء واحاضرهِ، فقد يكونُ فيما مضى حسنَالسُّلوك ثُمَّ انقلبَ اليوم أَمام إِغراءات السُّلطة، والعكس هوَ الصَّحيح فقد لا يكونُ كذلك فيما مضى إِلَّا أَنَّهُ في لحظةِ الإِمتحان أَبلى بلاءً حسناً.

يقولُ أَميرُ المُؤمنينَ (ع) {وَأَلْزِمْ كُلاًّ مِنْهُمْ مَا أَلْزَمَ نَفْسَهُ}.

عاشوراء تعلِّمنا أَن أَخذَ [مَوقف اللَّحظة] بنظرِ الإِعتبار ضروريّاً عند التقييم حتَّى لا نظلمَ أَحداً.

لو كانَ الحُسين السِّبط (ع) حاسبَ الحُر على ما فعلهُ بهِ فقط لما أَجابهُ عندما سأَلهُ [وإنِّي تائِبٌ إِلى الله ممَّا صنعْتُ فترى لي ذلكَ توبةً؟!] {نعم يتوبُ اللهعليكَ، أَنتَ الحرُّ في الدُّنيا والآخِرة}.

ج/ عندما ينقلبُ أَحداً فيحاولُ تصحيحَ مساراتهِ تغلق البابَ بوجههِ، بل يلزم تمكينهِ من التَّصحيح ومساعدتهِ على ذلكَ بشتَّى الطُّرُق المعقولة.

كُن عامِلاً مُساعداً على فتحِ أَبوابِ الخَيرِ للآخرينَ ولَو بحرفٍ ولا تكُن سبباً لإِغلاقها بوجوههِم، ففي الحديثِ الشَّريفِ {الكلمةُ الطيِّبةُ صدقةٌ}.

لا تُفتِّش في عقولِ [التَّائبينَ] فلم يُعيِّنُكَ أَحدٌ وكيلاً عن الله تعالى أَو عن الحُسينِ السِّبطِ (ع).

إِنَّهُ (ع) سفينةُ النَّجاةِ الأَوسع والأَسرع فما دخلُكَ أَنتَ تُضيِّقُ مساحتَها وتحتكرَها لنفسِكَ؟!.

١٨ أَيلول ٢٠٢٠

لِلتَّواصُل؛

E_mail: [email protected]

‏Face Book: Nazar Haidar

Twitter: @NazarHaidar2

Skype: nazarhaidar1

WhatsApp, Telegram & Viber: + 1(804) 837-3920

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here