صالح للجمعية العامة: نريد المساعدة في كشف الأموال المهربة والفاسدين

أكد رئيس الجمهورية برهم صالح، أمس الأربعاء، أن المشروع الوطني هو ترسيخُ الدولة المقتدرة والقادرة على فرضِ القانون والمتمكنة من الإيفاءِ بحقوق مواطنيها.

وقال صالح خلال كلمته في الدورة 75 للجمعية العامة للأمم المتحدة التي عقدت افتراضيا، إن “العراقيين يتطلعون إلى عقدٍ سياسي جديد يعالج الخللَ البنيوي الكامنَ في منظومةِ الحكم ما بعد 2003”. واوضح انه “يجب تعاون الجميع في الدولِ المتقدمة لتبادلِ الخبرات والمعلومات اللازمة لمواجهةِ وباء كورونا، وهناك ضرورةِ لمساعدةِ الدولِ المتقدمة الدولِ النامية في تحقيقِها لبيئةٍ صحية قادرة على مواجهةِ الوباء وتفادي ارتداداتِه على الحياةِ والمجتمعات”.

واضاف “كذلك علينا جميعًا أن نحاربَ الاخبار الزائفة في ما يخص الوباء، فالجهلُ وانتشارُ الأخبار الكاذبة يهدد أرواحَ الملايين (…) ونشيرُ أيضًا إلى أهميةِ التخطيطِ المُبكر لضمانِ العدالة في توزيعِ اللقاح حين يُتاح، ومراعاةِ تخفيف الطبيعةِ التجارية في تسويقِه بما يُساعد الدول الأشدَّ فقرًا على التمكنِ من الحصولِ عليه لجميعِ مواطنِيها”.

وتابع رئيس الجمهورية “نحن في العراق عَملنا بالقدُراتِ المُتاحة، وهي محدودةٌ بفعلِ الظروفِ المُحيطةُ بِنا، على مُواجهةِ الوباءِ وتقليصِ آثارِه عبر سلسلةٍ من الإجراءات والاحترازات المطلوبة، مع هذا لا يزالُ أمامَنا الكثيرُ مما يجب فعلُه برغم محدوديةِ قدراتِنا في الرعاية الصحية وبسبب ضعفِ البنية التحتية للخدمات الصحية”.

وفي سياق متصل قال صالح: “لقد واجه العراقُ قبل وبعدَ ظهور الوباء، وباءً لا يقلُ فَتكًا وخَطَرًا على العالم، ألا وهو الإرهابُ والفساد”.

واضاف “لقد نجحنا فعلًا في دحرِ الإرهاب عسكريًا وتحريرِ مُدننِا وذلك بقوةِ إرادة شعبِنا وبتضحياتِ قواتِنا، من الجيش والحشد الشعبي والبيشمركة، وبدعمِ التحالف الدولي وجيراننا. لكن الحربَ ما زالت مستمرةً مع الإرهابِ والتطرفِ المتحرك عِبر الحُدود والكامن في خلايا نائمةٍ هنا وهناك في صَحارى بلدِنا. لا يمكن لنا ان نستخفَّ بخطورةِ الارهاب وخطورةِ عودتِه وإعادةِ تنظيمِه لفلولِه. اذ نعتقد أن أيَّ تراخٍ أو تهاون او الانشغالَ بصراعاتٍ في المنطقة سيكون متنفسًا لعودةِ تلك المجاميعِ الظلامية”. وتابع “كذلك فإن التهاونَ في مكافحة الفسادِ المستشري والتدخلات التي تمسُّ السيادةَ الوطنية لبلدانِنا من شأنِه أيضا ان يعرقلَ جهودَ مكافحةِ الإرهابِ والتطرف”.

واشار الى انه “في هذا الإطار نأملُ دعمًا وإسنادًا من لدُنِ الأصدقاءِ في المجتمعِ الدولي للكشف عن الأموال المهربة والفاسدين الذين يقومون بتهريب هذه الأموال لتمويلِ المجاميعِ الخارجة عن القانون والمتطرفة. الفسادُ آفة يعانيها كثيرٌ من البلدان، ولقد خطف الفسادُ من العراقيين التمتعَ بنِعمِ بلادِهم بل ساهم في تدميرِها لسنواتٍ طويلة. ويشعر العراقيون ازاء اثرِها في دولتهم بالكثير من المرارةِ والغضب. وانطلاقًا من هذا فقد وجهتُ في العام الماضي ومن خلال الجمعيةِ العمومية دعوةً لتشكيل تَحالُفٍ دولي لمحاربةِ الفساد واسترجاعِ الاموالِ المنهوبة، على غِرارِ التحالفِ الدولي ضد الإرهاب. واليوم أيضًا أُكرر هذه الدعوةَ.. حيث لا يمكن القضاء على الارهاب الا بتجفيف منابعِ تمويلهِ وانهاء الفساد بوصفه الاقتصادَ السياسي للعُنف والارهابِ وتأثيرِه المُدمِر على اقتصاداتِ الدول وتعطيلِ إرادةِ الشعوب في التقدم والبناء”.

الى ذلك، قال رئيس الجمهورية في كلمته “يجب أن نقفَ عند جرائمِ الإبادةِ وسلسلةِ المجازرِ التي حَصلت بحق الايزيديين في بلدنا والتي كانت تهدف الى انهاءِ وجودهِم، الامرُ الذي يستدعي من المجتمع الدولي الوقوفَ ومساعدةَ العراقِ على منعِ تكرارِ هذه الجرائم”. واضاف “قبل أيام كُنتُ في اجتماعٍ مع مواطنات ايزيديات وتركمان شيعة وشبك اُتيحت لهُنَّ النجاةُ من وحشيةِ الارهاب ومن فظاعةِ ما لقِينَ من جرائِمه.. واستمعتُ الى المعاناةِ المُؤلمة التي مازالت مستمرةً بالرغم من مرور اكثر من ثلاثِ سنواتٍ على تحريرِ المُدنِ بالكامل، فان هؤلاء السيدات ما زلنَّ يَعشْنَ المعاناةَ النفسية والجسدية مِن جراء ما حدث لهُن من إبادة وتهجير وتعذيبٍ نفسي وجسدي، كما ما زلن يعشن في المخيمات”. وقال ايضا: “علينا العمل من أجلِ إعادة النازحين والمهجرين لمُدنِهم وقُراهم وبكل ما يتطلب ذلك من جهود. وهذا يتطلب ايضًا من الأصدقاء والمنظمة الدولية موقفًا ساندًا لإمكاناتِنا وجهودِنا”.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here