صبرا وشاتيلا ونهاية عملي في اذاعة طشقند

صبرا وشاتيلا ونهاية عملي في اذاعة طشقند
بعد احداث ١٣ من يناير في اليمن ، تبدلت الاوضاع وحاول معظم العراقيين الى وجود مأوى اخر لهم . فقد عادت زوجتي وهي حامل بطفلتنا الاولى الى طشقند . وبعد اشهر ارسلت لي زوجتي دعوة زيارة . وحين وصولي في بدية العام ١٩٨٧ الى اوزبكستان كان عمر ليلى ستة اشهر . قدمت اوراقي للاقامة الدائمة من خلال دائرة الجوزات (اڤير) وبقيت فترة ليست بالقليلة في الانتظار . حاولت الحصول على عمل بشتى الوسائل ولكن دون جدوى اذ انني لا املك الاقامة . وبعد فترة اتصل بي احد الاصدقاء وقال ان اذاعة طشقند القسم العربي بحاجة الى مذيع ومترجم اذ ان المترجم والمذيع قد سافر . ذهبت الى القسم العربي وكانت رئيسة القسم ارمنية الاصل ، وبعد الاختبار قبلت مترجما ومذيعا باجر يومي دون طلب الاقامة وكان حينذاك الاجر هو (٣،٥٠) ثلاثة روبلات وخمسين كپيكا
وبعد اكثر من ثلاثة اشهر من العمل كان المفروض ان اثبت وامنح الاقامة عن طريق الاذاعة اضافة الى منحي راتبا شهريا جيدا .
جاءت ذكرى صبرا وشاتيلا والقسم العربي سنويا يقدم تقريرا مأساويا عن الحدث والمجزرة وقد ترجمت المقال وكان فعلا جادا ويليق بالحدث .
وبعد الاستعداد لتقديم البرنامج الخاص عن المجزرة قدمت قائمة المواد التالية.
وكان علي ان اقدم اغنية هزلية بعد التقرير .
هنا وقفت وطلبت من المديرة ان نقدم اغنية وطنية تشيد بالحدث والمجزرة او موسيقى حزينة .
ثارت ثائرة المديرة وقالت :- انت من حتى تطرح علي ان اغير بالبرنامج
اجبتها :- اولا انا عربي وثانيا انا عراقي وثالثا انا شيوعي
ولا اقبل ان نضحك على جراح اخوتنا الفلسطينيين
اجابت وبعصبية :- انت تقرأ ما يملى عليك او تخرج دون عودة من الاذاعة
رميت الاوراق على الطاولة وخرجت دون عودة
قدمت شكوى ضد المديرة وعلى اسلوبها وعن البرنامج الا ان الارشيف اختفى بقدرة قادر وانكر بعض العاملين عن وجود مثل هكذا برنامج او اغنية .
وعدت ادراجي دون عمل لفترة ليست بالقليلة
احمد الزبيدي -طشقند

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here