بين: الدّكتوراه و الأجتهاد

بين: الدّكتوراه و الأجتهاد
بقلم ألعارف ألحكيم عزيز الخزرجي

طلبُ أيّ علم يحتاج بذل جهد بل جهود و سهر و تعب و غربة ووووو .. و ليس الأجتهاد في الدِّين فقط كما يقول البعض!

لأستنباط الحكم الشرعيّ .. كما أيّ إكتشاف أو إختراع علم آخر يا بني ؛ نحتاج لمقدمات و لمصادر عديدة قد تتجاوز الألاف, بينما نحتاج فقط لأربعة مصادر شرعية لنيل الأجتهاد في تحرير رسالة “الدّين” و هي:ـ

– القرآن

– السنة

– العقل

– ألاجتماع

و يحتاج الباحث الأكاديمي إلى آلاف المصادر لأتمامه بحسب المعايير العالمية ..

بيد أن الفيلسوف محمد باقر الصدر (قدس) قال: لم أحتاج في إعداد و كتابة رسالتي العملية(العبادات) سوى إلى القرآن و السنة!

على كل حال يحتاج الشارع المجتهد ليكون ملمّاً بتلك المصادر فقط ليكون قادراً على استنباط الحكم و هي ممكنة لكل من يدرسها و ليست معقدة كثيراً , و لهذا قلّصها الصدر العظيم لمصدرين .. و من المؤسف أن يقتصر الأستنباط على المسائل الفقهية العبادية و الموجودة في كلّ رسالة .. و منذ زمن المجلسي رضوان الله عليه مرورا بآلطوسي و الحلي ووووووو رتل كبير من الفقهاء .. و تكاد تكون جميع الرسائل متشابهة بإستثناء تغييرات طفيفة .. حتى إن بعض المجتهدين يذهبون بكون رسالتهم هي نفس رسالة من تخرج على يده و كما هو الحال مع زعيم الثورة الأسلامية و غيره.

في القرآن يوجد 500 آية حكم و يدور بحث المجتهد لإستنباط أحكامه حول تلك الآيات الخمسمائة و كأن بقية القرآن ليس من الله و لاعلاقة له بحياة الناس و الأمة و الأنتاج و الصناعة و الزراعة و الابداع و الكرامة و كأنها لا أهمية لها في الحياة و المجتمع .. فقط أداء العبادات التي وردت في الرسالة كآلصوم و الصلاة و الحج وووو.

أما شهادة الدكتوراه فيكون التوسع فيها أكثر و أكبر من درجة الأجتهاد لطبيعة و لدقة الدراسة و أهميتها ألاكاديمية و دورها في حياة الناس العملية الصناعة و الأعمارية و جميع الشيؤون المدنية حيث يتخصص صاحبها بعدّة علوم ثم يختص بعلم واحدة ليحصل على آلـ درجة الدكتوراه. PH.D

و تعني درجة الفلسفة في الأختصاص و هي تقريباً أعلى درجة علمية في الجامعات الأكاديميّة و هناك درجات علمية أخرى أعلى من الدكتوراه لا محل لبحثها هنا, لأن العراقيين و كذا أكثر الشرق الأوسط لا يعرفونها بسبب التخلف العقلي و العلمي الذي أصيبوا بها.

طبعا بآلمناسبة .. شهادات (الدكتوراه) الصادرة من الجامعات العراقية و كما بينت في بحوث سابقة لا قيمة علميّة معتبرة لها خصوصاً في المجالات التكنولوجيّة و الذريّة و الهندسية الطبية و حتى العمرانية و غيرها لفقدان ألمعايير (الأستاندارد) المعروف في جامعات العالم بجانب فقدان الكثير من الأختصاصات, و كذا الاجتهاد الحوزوزي النّجفيّ لأنه كما أشرت يتحدّد بـ 500 آية حكم فقط من القرآن وباقي ألآيات كأنها ليست من القرآن ولا علاقة لها بآلأسلام و لا هو واجب أو حتى مستحب .. إلى جانب دروس الفلسفة و علم الكلام و غيرها ..

و هكذا مسائل كثيرة أتمنى على القراء الأعزاء مطالعة مؤلفاتي حول ذلك عبر صفحتي (نور كتاب – الفيلسوف الكوني) عبر الرابط أدناه؛ و على أساس الدرجات الاكاديمية تمّ تقييم المستوى العلمي الحوزوي .. يعني الأساس الذي إعتمدت عليه الحوزة العلمية في معادلة شهادة الأجتهاد دولياً .. أمّا قضيّة المنطق فهي محنة أخرى .. فهل تعلم بأنّ الحوزة للآن تدرس منطق أرسطو و ليس لديها منطق مجزأ مبتدع من المسلمين و هكذا المناهج المتبعة و قد حاولوا معادلتها بعلم (الأصول) لكنها هي الأخرى تعتمد على علم المنهج!

وهكذا اللغة العربية كلغة تستخدم لبيان الأحكام و المفاهيم كما لغة أية رسالة جامعية في العالم .. بحسب لغة الدولة. و (الأصول) تُعادل المنهج أيضا وهي قواعد معينة يختلف فيها مرجع عن آخر.. حيث يستخدم الأكاديمي بآلمقابل مناهج متطورة و علمية لبحثه.

و هكذا التقييم العقلي فهو الأداة الفعالة لتحقيق النتائج المطلوبة ..

و الأجماع كما معلوم , يعنى إتفاق المذاهب على مسألة معينة ..

و شكرا لكم, بآلأخص للأخ السائل .. مع ملاحظة أخيرة هامّة يرجى الوقوف عندها أيضاً:

الجدير ذكره أنّ أستاذنا محمد باقر الصدر قد قال في الصفحة الأولى من رسالته العملية؛ [لقد إعتمدت على القرآن و آلسّنة فقط في أستنباط مسائل (ألرسالة العملية) الكتاب], مما يعني, أنه لم يحتاج حتى إلى التفكر واستخدام المبادئ الأصولية و العقلية و المناهج لإعداد الرسالة و كما يتمّ تكبيرها عادة من قبل الآخرين لتعظيمها!
إنما أراد الصدر الصادق الامين أن يقول لنا؛ (الرسالة العملية) مجرد مسائل مكررة لا تحتاج إلى التفكير و الجّهد و الإستنباط, و كما يدعي باقي المراجع الإجتراريين ألذين بعضهم يخصها بمصطلح علم الرّجال ليعظمه بعيون “العوام” الذين يجهلون الحقيقة و ليُحجّم الأسلام بذلك و يلقي عن كاهله تطبيق أحكام الأسلام و الديات و الحدود التي أوجبها الله عبر عشرات الآيات المحكمة!
ألشهيد الصدر كان يرى الأسلام وحدة واحدة و آعمق و أوسع و له روح و أهداف, و ليس مجرد أحكام شخصية – تعبّدية.

https://www.noor-book.com/u/%D8%A7%D9%84%D9%81%D9%8A%D9%84%D8%B3%D9%88%D9%81-%D8%A7%D9%84%D9%83%D9%88%D9%86%D9%8A/books

الكتب المنشورة لـ الفيلسوف الكوني عزيز الخزرجي
noor-book.com

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here