أطباء مضربون عن العمل: المستشفيات بلا أدوية والفئران فـي صحون الإعاشة

بغداد/ علي الجاف

يدخل إضراب الاطباء منعطفا جديدًا بعد عشرة ايام على إعلانه في مواجهة ليست الاولى للأطباء مع وزارة الصحة في مسائل لم يتم حسمها حتى الآن، منها انتشار الجرذان والقطط والعقارب والثعابين في صحون الإعاشة وبهو الاطباء في أكثر من مستشفى.

وأعاد لقاء رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي بوفد يمثل الأطباء المقيمين والدوريين المضربين، الحياة للاحتجاج الذي انطلق في 19 أيلول الماضي، والذي تضمن عدة نقاط منها العمل على الحماية من الاعتداء الجسدي واللفظي وتحسين ظروف العمل وبيئة السكن والدفع باتجاه تحسين الوضع الوظيفي، بالاضافة الى تزويد المستشفيات باللوازم الكافية لخدمة المرضى.

وكان بيان رئاسة الوزراء قد ذكر ان الكاظمي، قد “استمع الى مطالبهم واحتياجاتهم والتحديات التي يواجهونها في ظل جائحة كورونا، وفي هذا الظرف الصعب، حيث يشهد البلد أزمة مالية الى جانب تحديات اخرى”، مشيرًا الى أن “مطالب الأطباء مشروعة، وسيتولى رئيس الحكومة رعاية ما يمكن منها بشكل مباشر، وتذليل كل العقبات التي تحول دون تنفيذها”.

ودعا الكاظمي، بحسب البيان، الى “الإسراع في إنهاء إضرابهم العام والعودة الى ممارسة مهنتهم الإنسانية ومساندة زملائهم من الكوادر الطبية والصحية والتمريضية، للعبور من هذه الأزمة الخطيرة”.

بالمقابل، قابلت وزارة الصحة، المضربين بالتهديد الاداري والوظيفي “على من يوقف الخدمات الصحية في هذا الظرف الصعب”.

أحد الاطباء المضربين رفض الكشف عن اسمه شريطة الحديث، وقال لـ(المدى) ان “الاضراب في الازمة الحالية لمصلحة الناس، تخيل ان هناك مستشفى تعليميا وسط بغداد يخلو الطوارئ فيه من العلاج”. واضاف: “نقوم بتهدئة الاهل ونعطيهم قصاصة لشراء العلاج من خارج المستشفى”.

وأوضح الطبيب ان “زملاءه يتظاهرون لكي يتوفر جهاز إنعاش او جهاز cpap لأي طفل وإنقاذه من الموت”.

الطبيبة زينب مهدي، قالت: “المضحك هو ان الوزارة تمنع كتابة العلاج غير المتوفر في صيدلية المستشفى، اذا احتاج المريض لومينال او فنيتوين او دوبامين، لا اعرف ماذا افعل، في بعض الاوقات نشتري أدوية على حسابنا الشخصي تجنبًا للتأخير وخوفًا من حدوث اعراض تسبب عوقا دائميا”.

وتشير مهدي في اتصال مع (المدى)، “اذا كتبت اي علاج من خارج المستشفى ستتم معاقبتي، وبذات الوقت عليَ مواجهة اهل المريض الذين يطالبون بعلاج من داخل المستشفى”.

الانتقادات التي طالت الاطباء نتيجة الإضراب في ظل أزمة كورونا، دعتهم الى الإيضاح على وسائل التواصل الاجتماعي وفي عدة تجمعات، بأن أهم مطالبهم هي منح المستشفيات اللوازم الكافية لأداء العمل.

الطبيب رغدان عبد الغني يقول: “على الناس مساندتنا، هناك احساس قاتل نمر به جميعًا عندما نراقب موت مريض بسبب نقص الادوية أو الاجهزة، في بعض الاحيان نعمل كل ما في وسعنا للإبقاء على حياته، لكن هناك مرضى لا يعيشون من دون الأدوية وهذا ما يفوق قدرتنا”.

ويقول أطباء إن حالة نفاد الادوية او عدم وجودها في صيدليات المستشفيات تتكرر كثيرًا، وهي واحدة من أهم مشاكل القطاع الصحي. وحاولت (المدى)، حتى ساعة كتابة هذا التقرير الحصول على تعليق رسمي من وزارة الصحة عبر متحدثها الرسمي سيف البدر، من دون جدوى.

ويقول طبيب آخر، ان “الجميع يعلم ما هي ادوية الطوارئ، فهي معروفة وثابتة، والسياق هو وضع ورقة في بداية كل خفارة طوارئ، بخط يد مساعد الصيدلاني الخفر تعلق على حائط الطوارئ قرب منضدة الطبيب حتى نعرف ما هي الادوية المفقودة”. ويقول الطبيب الذي طلب إبقاء اسمه ومكان عمله سرًا لـ(المدى)، “تخيل انت بالطوارئ المسائي في الساعة الثالثة فجرًا حيث تغلق الصيدليات الخارجية، ولا توجد أية أدوية منقذة لحياة المريض الذي بين يديك”.

ويتابع بالقول، “أهل المريض لا يقتنعون بفقدان الدواء، نضطر لإرسالهم الى مناطق بعيدة لشراء الدواء المفقود الذي لابديل عنه في ساعات الفجر”.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here