مناسبة ذكرى مرور نصف قرن على وفاة جمال عبد الناصر

مناسبة ذكرى مرور نصف قرن على وفاة جمال عبد الناصر:
ذكرى مرور نصف قرن على وفاة جمال عبد الناصر

في مثل هذا اليوم المصادف للثامن والعشرون من شهرايلول(سبتمبر),وقبل نصف قرن بالتمام والكمال(عام 1970),فوجئ العالم بنبأ وفاة الرئيس المصري,جمال عبد الناصر حسين,وعن عمر يناهز52 عاما,والذي توفي نتيجة نوبة قلبية ,لم تمهله طويلا,وقد قيل انه مات مسموما,ولكن,لم يؤكد هذا الامرحتى اليوم,
راقبت وسائل الاعلام العربية فلم اجدأي اهتمام ,يليق بمثل هذه المناسبة,خصوصا,انه,لا

اختلاف بأن الرئيس المصري الراحل,كان اشهرقائدعربي خلال النصف الثاني من القرن العشرين,فقد امتلك كاريزما وجاذبية,كما انه نال محبة وتأييد جماهير واسعة من العرب غيرالمصريين ,لمناداته بتحقيق الوحدة العربية واعتبارالعرب امة واحدة ,ومصيرها مشترك,كان خطيبا لامعا,ومتحدثا لبقا,شكل ضاهرة لم يسبق لها مثيل,لقد كان رأسه مليئا بالمشاريع والافكار التي تبنت فكرة الوحدة العربية,وضرورة استقلالها ونيلها موقع مرموق بين الامم,ولاشك لدي شخصيا بأنه كان صادقا في نقل افكاره واحلامه,من خلال خطاباته الكثيرة,والتي كان يسخرها لنشر مخططاته واراءه حول كيفية الوصول الى تحقيق تلك الاهداف
لكن للاسف اقول,بأنه كان حالما,وبعيدا عن الواقعية والعقلانية,وقدتسبب من خلال قصرنظره وقلة خبرته السياسية,بالحاق اكبرهزيمة مذلة بالامة العربية,في ماعرف بحرب الايام الستة,أو,نكسة 5حزيران(يونيو)عام 1967,والتي اعترف شخصيا بأنه يتحمل وزرها,وحاول الاستقالة,ولكن الشعب المصري رفضها ,وسامحه على تلك الهزيمة المنكرة,وعلى اعتبار,انما الاعمال بالنيات,وبسبب قوة الصدمة,حيث لم يستطيع الشعب ان يصدق,بأن رئيسهم والذي وعهم بالنصر المؤكد,يمكن ان ينتهي هكذا وبكل سهولة ويترك الشعب للمجهول.

ومن هنا احب ان اعبرعن وجهة نظري في ذلك القائد الفذ المتميز,
حيث,انه دخل الحياة السياسية,عن طريق قيادة انقلاب عسكري ضد نظام حكم الملك فاروق, الشرعي المدني,ثم سارع بازاحة القائد الحقيقي لذلك الانقلاب( اللواء محمد نجيب)وبدأ فعلا بالاتجاه الى الحكم الديكتاتوري,ثم قام بتسليم قيادة الدولة المدنية لزملائه ممن سمو انفسهم الضباط الاحرار,وكانت تلك بداية النهاية للنظام السياسي المدني,والذي تحول الى مزيج مسخ,ادى الى ارتباك الحياة السياسية,واضطرارالعسكر,ونتيجة لفشلهم في قيادة الدولة المدنية,الى مواجهة الاحتجاجات الشعبية,وكذلك الاحزاب والمنظمات السياسية المدنية, بعمليات قمع وحشية,وفتحت سجون رهيبة امتلأت بسجناء الرأي,وانتشرت قصص التعذيب والارهاب,الذي كان يطال المعارضين,حتى شلت الحياة السياسية ولم يبقوالا رأي عبد الناصر,والذي تحول الى ماسمى بالتيار الناصري
ان قوة الخطابة التي تمتع بها الرئيس الراحل استطاعت ان تخدع الكثير من الطوباويين والحالمين,والذي وعدهم,بما لايقبل الشك,باستطاعته تحقيق مستقبل مشرق للامة العربية,عن طريق توحيدها وتحرير فلسطين,وغيرها من الشعارات والتي لاتتعدى كونها اماني واحلام مستحيلة التحقيق,على ارض الواقع,
مشكلة كل القيادات العربية الثورية,انهم لايفهمون ان السياسة هي فن الممكن,ولايملكون عقلية راجحة تستطيع قراءة حقيقة الامرالواقع ,بل يحلقون عاليا في سماء الخيال,خصوصا عندما يصيبهم داء العظمة,والذي كثيرا مايسلخ الانسان عن واقعه عندما يتحول شخص ما,من رجل عصابة او بائع طرشي الى قائد لدولة,وعن طريق ثورة او انقلاب عسكري,انذاك لن يستطيع اي ان يقنعه بأنه وصل الى القمة,بل ويحاول الصعود,فيسقط,ويسحب معه كل من ابتلاه الله بان يكون من رعيته
حدث ذلك مع صدام والقذافي,ومن قبلهم المرحوم جمال عبد الناصر,ويبدو ان الرئيس التركي اردوغان اصبح يسير بخطى حثيثة في نفس الطريق!
كما ان كل الدلائل تشير الى قرب محاسبة قادة الصدفة في عراق مابعد 2003,حيث ينتظرهم مصيرامرعبا
واختم بالترحم على روح الرئيس ناصر, لأني لا شك انه كان مخلضا في خطابه,لكنه لم يكن سياسيا ناجحا,بل ادت سياساته الى حدوث ضرربالغ بكل العرب

مازن الشيخ

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here