3 سفارات أوروبية: باقون في بغداد حتى لو غادرت واشنطن

ترجمة/ حامد أحمد

قال مسؤولان غربيان في بغداد ان بعثتي بلدانهما الدبلوماسية قد تم تبليغها بالخطة الأميركية المزمع تنفيذها والتي تنص على اغلاق السفارة في بغداد واعلان الحرب على الفصائل المسلحة.

لم يتضح الامر فيما إذا وقّع البيت الابيض على خطة محتملة للانسحاب وما قد يدعو ادارة الرئيس الاميركي دونالد ترامب الى الغاء هذه الخطة. وقال دبلوماسي مطلع على الوضع انه لو مضت الادارة قدما تجاه تنفيذ الخطة، فانه من المتوقع ان تستغرق عملية اغلاق السفارة بحدود 90 يوما، وهذا مجال قد يعطي لواشنطن الفرصة بإعادة تقييم قرارها .

مسؤول عراقي قال ان الحكومة الاميركية طلبت اتخاذ اجراء اقوى ضد المجاميع المسلحة، لافتا الى ان قرار اغلاق السفارة يمكن تفاديه اذا يحصل ذلك . متحدثة باسم الخارجية الاميركية قالت انها ترفض “التعليق على ما جرى من مباحثات دبلوماسية خاصة بين وزير الخارجية الاميركي مايك بومبيو وقادة اجانب” ولكنها ركزت على امتعاض الولايات المتحدة بحسب قولها “من قيام مجاميع مسلحة مدعومة من ايران باطلاق صواريخ على سفارتنا.” واضافت المتحدثة بقولها “مثل هكذا هجمات لا تعتبر خطرة علينا فقط بل على حكومة العراق ايضا وعلى البعثات الدبلوماسية المجاورة والمقيمين في المنطقة الخضراء وكذلك المناطق السكنية المجاورة .”

قرار الرئيس ترامب بقتل قائد فيلق القدس الايراني في كانون الثاني قرب مطار بغداد الدولي كان قد اثار عاصفة نارية في بغداد. ودعا نواب عراقيون، حينها، الى طرد القوات الاميركية. وشنت فصائل مسلحة حملة قصف بصواريخ وقذائف ضد السفارة الاميركية وقواعد عسكرية عراقية تضم قوات للتحالف. خلال هذا العام قتل جنديان اميركيان مع مجندة بريطانية وعدة منتسبين من القوات الامنية العراقية جراء هجمات صاروخية نفذتها فصائل مسلحة.

وخلال الاشهر الاخيرة ايضا استهدفت عبوات ناسفة ارتالا عسكرية تابعة لقوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة. سواق عراقيون كانوا هم الهدف مما اثار ذلك مخاوف بينهم. وكانت قنبلة قد زرعت هذا الشهر بجانب رتل تابع للسفارة البريطانية في بغداد، مما قد يوحي ذلك بمرحلة محتملة جديدة من حملة الفصائل المسلحة .

بعد سبعة عشر عاما من الغزو الاميركي للعراق، توسع حجم السفارة الاميركية في بغداد لتصبح احد اكبر المواقع الدبلوماسية لاميركا في العالم. لم يتضح الامر بعد فيما اذا سيبقى القرار بالانسحاب قيد المراجعة اذا ما تمكنت الحكومة العراقية التي يرأسها مصطفى الكاظمي من حماية منتسبي البعثة الدبلوماسية الغربية وجنودهم بشكل افضل . التحديات التي يواجهها حادة، ويقول مسؤولون عراقيون ان رئيس الوزراء لا يتمتع بدعم. حاول الكاظمي كبح الفصائل المسلحة باستهداف مصادر تمويلهم مع اعادة هيكلة الجهاز الامني العراقي بتعيين حلفاء موثوقون في المناصب العليا. في حين ردت الفصائل المسلحة بزيادة هجماتها على البعثات الدبلوماسية . ويعزو مسؤولون امنيون عراقيون ايضا اغتيال احد مستشاري الكاظمي الامنيين، هشام الهاشمي، لفصيل مسلح مدعوم من ايران . المتحدثة باسم الخارجية الاميركية قالت “وجود الفصائل المسلحة الخارجة على القانون ما يزال يشكل احد اكبر العقبات امام استثمارات اضافية في العراق، في وقت تسعى فيه الولايات المتحدة لتأمين دعم مالي للعراق من المجتمع الدولي والقطاع الخاص .” وكان قرار الولايات المتحدة هذا قد أعقب زيارة الكاظمي الشهر الماضي لواشنطن التي وصفت من قبل الطرفين بعبارات مشجعة ومؤشرة لشراكة متجددة.

مسؤول رفيع المستوى في مكتب الكاظمي قال الأحد ان رئيس الوزراء يقوم بتحشيد شركاء اوربيين لمحاولة إقناع الولايات المتحدة ان تراجع قرارها، مستشهدا بـ”العواقب السلبية” التي من الممكن ان يسببها هذا القرار على استقرار البلاد.

مسؤولون من ثلاث سفارات اوروبية في بغداد قالوا ان بلدانهم ستبقى حتى لو غادرت الولايات المتحدة . الجيش الاميركي يترأس تحالفا بقي يحارب تنظيم داعش في العراق وسوريا من مقره في بغداد منذ العام 2014. مسؤولون عسكريون قالوا ان الولايات المتحدة تخطط للاستمرار في مهمتها بمكافحة الارهاب في العراق بالنسبة للوقت الحالي .

الجنرال فرانك مكينزي، الذي يترأس القيادة المركزية للقوات الاميركية، قال هذا الشهر ان الولايات المتحدة ستخفض مستوى قواتها من اكثر من 5,000 جندي الى ما يقارب من 3,000 بحلول نهاية الشهر .

محللون قالوا ان اي انسحاب اميركي قد يقوض من قدرة الكاظمي في حربه ضد الفصائل المسلحة.

لهيب هيغل، محلل لدى مجموعة الازمات الدولية في واشنطن، يقول: “التوجه هنا هو ان الولايات المتحدة مقبلة على الانسحاب. اذا لم ينسحبوا الان فانهم في النهاية سينسحبون. هذه المجاميع ستعيد التنسيق فيما بينها بشكل او بآخر، انهم جزء من المشهد السياسي للعراق”.

مسؤولون في البنتاغون يقولون ان استمرار مهمتهم في العراق هي مهمة لضمان عدم قدرة تنظيم داعش للظهور بقوة من جديد. التنظيم مستمر بشن هجمات ضيقة النطاق عبر الاراضي العراقية . التواجد الاميركي في العراق يوفر ايضا قاعدة للعمليات المستمرة في سوريا. هناك اقل من 1000 جندي اميركي في سوريا، والكثير منهم يعتمد على التواجد العسكري الاميركي في العراق بالنسبة للامور اللوجستية والتنقل. وكانت الفصائل المسلحة المدعومة من ايران قد استهدفت خلال الأشهر الاخيرة شركات الدعم اللوجستي العراقية التي تخدم قواعد تتواجد فيها قوات اميركية . الكاظمي عالق في معركة خطرة لكبح فصائل مسلحة خارجة على القانون متورطة بهجمات ضد قوات غربية . استنادا لمسؤولَين اميركيَين فان بومبيو قد حذر الحكومة العراقية الاسبوع الماضي من ان الولايات المتحدة قد تغلق السفارة ما لم يقدم الكاظمي على كبح هذه المجاميع . المحلل هيغل قال “لا اعتقد ان الامور ستكون في صالح العراق مع وجود مثل هكذا مجاميع .”

عن: واشنطن بوست

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here