تجليات في عالم بدون راتب

تجليات في عالم بدون راتب

بقلم صبيح الكعبي

قد عجزنا حتى شكى العجز منّا , وبكينا حتى ازدرانا البكاء

جُبًل الأنسان على حب الذات وسعادته تكمن بالإطراء والاهتمام والاحترام ,يميل نحو من يقف الى جانبه في أزماته ومشاكله ويساعده ويرد مظالمة ويمنع آذاه وينصهر بذات من يقف معه, والأروع من يتذكره بهدية جميلة ويحرص على سمعته ويذود عنه في غيابه ولايذكره بسوء ,حريص على مقتنياته ولايفرط بأمواله , مسلمات بديهية في حياتنا اليومية لكنها مهمة في الحياة . في عراقنا الحبيب نعتبر الدولة صمام أمان وقيد مضمون , مالكت الاشياء وتمسك القانون الذي نلتجأ اليه ونرمي ثقلنا بأحضانه , الوظيفة فيها أمنية كل عراقي لان مستقبله مرهون في بقاءها ولايمكن ان تفرط بمواطنيها ( كفيل مضمون), والراتب الشهري عند الموظف السبيل الوحيد للمعيشة ,باعتباره سبب معيشته ولايمكن لأحد ان يتدخل بحرمانه نظم حياته على ما يستلمه من حقوق فيها , وهو الدرجة الدنيا في سلم الحياة المدنية ( رزق محدود ) , قَسْمه بين المعيشة , والمولدة , المؤجر , والنقل , الاجتماعيات , مصروفات الاطفال , سلف ,أي خلل يصيب هذه التقسيمات يضر بالجميع فهي حلقات مرتبطة بعضها بالآخر, انتظار الراتب أمل يعيش عليه فهو البقاء وايفاء المتطلبات ,بدأت معاناة الدولة زمن الدكتور العبادي عندما أعلنت الأزمة الاقتصادية وتفاقم الديون الخارجية وهبوط أسعار النفط ولهذه اللحظة , مصابة بداء عدم الوفاء كونها غير أمينة على مصالح المواطن , عذر غير مقبول وشماعة ملابس خاوية وسوء تدبير وغياب التخطيط , بدليل انها عاجزة على ان تسيطر على التجارة الخارجية , التصدير , الواردات , التحويل الخارجي القائم بفواتير وقوائم غير قانونية تتحكم بها المافيات ( غسيل أموال ) , اما الموارد فحدث بلا حرج { وزارة المالية , التجارة , المنافذ , وزارة الكهرباء , وزارة النقل , وزارت العدل , أمانة بغداد , هذا غيض من فيض }.. أين تذهب هذه الواردات ومن هو المسؤول عنها ؟؟؟؟ , لو دققنا لوجدنا انها تسد بل تفيض عن حاجة المواطن لو استغلت بأمانة وحرص ومسؤولية , ان الدولة هي المسؤولة عن حماية المواطن من حيث الرواتب والحقوق والامتيازات لو فرضت سطوتها وبسطت نفوذها ومارست عملها بشكل أمين ومدروس , الموظف ضحية الدولة وممارساتها غير القانونية أضرت به وبعائلته , توفير الراتب من ادنى الحقوق بينها وبين منتسبيها , مأخذ آخر في عدم قدرتها على ذلك , عجز سينعكس سلبا على موقف المواطن من السلطة التنفيذية التي ما انبرت تصرح انها حريصة عليه ومصالحه , كلاما بعيدا عن الحقيقة والتطبيق ثلاثة أشهر عمر تسلم الكاظمي للسلطة وهي تعاني من هذا العجز الشيخوخي في توفير الراتب عند كل شهر .{ اللهم أشكو إليك جَلد الفاجر ، وعجز الثقة} . واخيرا أنطلق الراتب فرحة لا تستمر ومعاناة كل شهر .

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here