التابعي الأصبغ بن نباتة واعتقاده النص على الائمة ع

التابعي الأصبغ بن نباتة واعتقاده النص على الائمة ع، مروان خليفات

الأصبغ بن نباتة التميمي ثم الحنظلي، أبو القاسم الكوفي عليه الرحمة والرضوان . توفي في القرن الأول الهجري، ذكره ابن حجر ضمن الصحابة في موسوعته (الإصابة في تراجم الصحابة)، وقال: «وروى ابن عساكر ما يدلّ على أنّ له إدراكاً).
الإصابة في تمييز الصحابة، ج 1، ص 347.

فإن صحت صحبته فهو كافٍ في إثبات وثاقته وعدالته على نهج القوم.
لازم عليا ع وفتن بحبه، فكان هذا سببا لنقمة المحدثين عليه.

قال ابن حجر : (قال أبو بكر بن عياش: الأصبغ ابن نباتة وهيثم من الكذابين. وقال ابن معين: ليس يساوي حديثه شيئاً، وقال أيضاً: ليس بثقةٍ. وقال مرّة: ليس حديثه بشيء . وقال النسائي: متروك الحديث… وقال العقيلي: كان يقول بالرجعة. وقال ابن حبان: فتن بحبّ عليٍّ، فأتى بالطامات فاستحق الترك
وقال الدارقطني: منكر الحديث … قلت: وقال ابن سعد: كان شيعياً، وكان يضّعف في روايته، وكان على شرطة علي…)
راجع : تهذيب التهذيب، ج 1، صص 316 و 317.

وقال ابن حجر: «أصبغ بن نباتة التميمي الحنظلي الكوفي، يكنى أبا القاسم، متروكٌ رمي بالرفض».
تقريب التهذيب، ج 1، ص 107.

وقال الذهبي: «أصبغ بن نباته الحنظلي عن عليٍّ، واهٍ غالٍ في تشيّعه».
المغني في الضعفاء، ج 1، ص 141.

هذه نماذج مما قيل فيه من جرح، وهذا يدل على نهج المحدثين في تكذيب كل من جاء بمرويات لم ترو من طرقهم، حتى قال البزار : (أكثر أحاديثه عن عليٍّ، لا يرويها غيره )
راجع : تهذيب التهذيب، ج 1، صص 316 و 317.

وإنّما طعن من طعن به لقربه من عليٍّ (ع) وتفضيله إياه على غيره،
حيث قال ابن حبان: «فتن بحبّ عليٍّ فأتى بالطامات فاستحق الترك». فجعل ابن حبان رواية الطامات من نتيجة حبّه لعليٍّ(ع)، ولا ملازمة بين ما قاله، ولكنه التعصب والبعد عن العترة النبوية التي جبلت عليها بعض النفوس، وإلا فإنّ القرآن نفسه دعا لحبّ عليٍّ (ع) ومودة قربى النبي (صلى الله عليه وآله)، وهذا حبٌّ ممدوحٌ ولكنّ نفس ابن حبان لا تطيقه !

بالرغم من جرحهم له فقد وثقه : العجلي وأحمد بن حنبل والحاكم النيسابوري بتصحيح حديث له، وابن ابي حاتم الرازي حيث احتجّ به في تفسيره الذي اعتمد فيه على أصحّ الأسانيد.
انظر : إكمال تهذيب الكمال في أسماء الرجال، ج 2، ص 253، المستدرك، ج4 ص 321، تفسير ابن أبي حاتم، ج8، صص 2716 و 2717 و ج10، ص 3470.

ليس البحث حول وثاقته، وإنما استحسنت ذكر ذلك للفائدة.

من العبارات التي ذكرها الرجاليون ودلت على نهجه العقائدي قول ابن سعد: «كان شيعياً» وقال ابن حجر: «رمي بالرفض». وقال الذهبي: «أصبغ بن نباته غالٍ في تشيّعه». ونسب إليه العقيلي القول بالرجعة .

قال السيد الخوئي في ترجمته: الأصبغ بن نباتة المجاشعي، وهو من المتقدمين من سلفنا الصالحين.ذكره النجاشي وقال: ” الأصبغ بن نباتة المجاشعي، كان من خاصة أمير المؤمنين (عليه السلام) وعمّر بعده، روى عنه عهد الأشتر ووصيته إلى محمد ابنه. أخبرنا … وقال الشيخ: الأصبغ بن نباتة (رحمه الله) كان الأصبغ من خاصة أمير المؤمنين (عليه السلام) …
وعدّه من غير توصيفٍ من أصحاب الحسن (عليه السلام)، وعدّه البرقي في أصحاب عليّ (عليه السلام) من اليمن…

وقد روى الشيخ الحرّ في الفائدة السابعة من خاتمة الوسائل عن ابن طاووس في كشف المحجّة من كتاب الرسائل لمحمد بن يعقوب الكليني عن عليّ بن إبراهيم بسنده عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنّه دعا كاتبه عبد الله بن أبي رافع، فقال: «أدخل عَلَيَّ عشرةً من ثقاتي»، فقال: سمهم لي يا أمير المؤمنين، فقال: «أدخل أصبغ بن نباتة وأبا الطفيل عامر بن وائلة الكناني وزر بن حبيش وجويرة بن مسهر وخندف بن زهير وحارثة بن مصرف والحارث الأعور وعلقمة ابن قيس وكميل بن زياد وعمير بن زرارة»… الحديث.
وطريق الشيخ بالنسبة إلى عهد مالك الأشتر صحيحٌ… وقع بعنوان أصبغ بن نباتة في إسناد عدّةٍ من الروايات تبلغ ستة وخمسين مورداً، فقد روى في جميع ذلك عن أمير المؤمنين (عليه السلام)، إلا موردين روى فيهما عن أمير المؤمنين والحسن بن عليٍّ (عليهما السلام..
معجم رجال الحديث، ج 4، صص 132 ـ 136.

ذكر أبو العباس الناشيء الكبير ( ت 293هـ) وهو من مخالفي الإمامية ما يدل على اعتقاد الاصبغ بالنص على الأئمة بأسمائهم. حيث قال : ( وزعموا أن النبي صلعم قد نص لعلي على كل إمام يكون بعده من ولده إلى يوم القيامة باسمائهم وصفاتهم، فالإمامة تجري اليوم عندهم على ما نص عليه النبي صلعم. وقد حكى هذا القول جماعة من أصحاب علي عليه السلام منهم : الحارث الأعور والأصبغ بن نباته وعبد خير )

مسائل الامامة ومقتطفات من الكتاب الاوسط فى المقالات ، ص 22

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here