من هم أعداء الحزب ؟

لازلت مقتنعأ بأن الحزب الشيوعي العراقي هو الكيان السياسي الوحيد والحاضر الأن بالساحة السياسية العراقية القادر على الوقوف بوجه أحزاب الفساد والمحاصصة بمختلف أنواعها وبالتعاون مع القوى الوطنية والمدنية لبناء مجتمع العدالة والحرية الذي ينشده الجميع .حتى الأنتفاضة التشرينية بعظمتها والتي هزت عرش الفاسدين والمتحاصصين لكنها لم تبلور لحد اليوم تنظيمأ سياسيأ قادرأ على قيادة هذه الجموع من الشباب .

لكن ليس الحزب الشيوعي بهذه السياسة التي أنتهجها منذ سقوط الصنم والتي كانت سياسة مهادنة وغير جريئة وبعيدة عن نبض الشارع ولهذا أبعدت الناس عنه وجعلته رقمأ ثانويأ جدأ بالمعادلة السياسية العراقية.

*ما السبب في هذا التراجع لدور الحزب ؟

لاشك أن هنالك عدة أسباب سواء تتعلق بالناس ووعيها وكذلك طبيعة تركيبة الحزب الحالية وقيادته وتعقد المشهد العراقي من حيث التدخلات الخارجية وأعداء الحزب الكثر وغيرها من الأسباب.

*هنا أريد الحديث عن أعداء الحزب والذي أعتقده هو أكثر الأسباب خطورة على عدم تطور وضع الحزب في المشهد السياسي العراقي بما لا يتناسب وأمكانياته.

-يخلط الرفاق كثيرأ بقصد أو بدون قصد بقضية من هم أعداء الحزب وهل كل من ينتقد الحزب ولا يقتنع بسياسته ويعلن رأيه يصبح بخانة المعادين للحزب؟ -للأسف أن بعض الرفاق ولآنهم طيلة أعمارهم الحزبية الطويلة كانوا ولازالوا متلقين للأفكار والقرارات من الهيئات القيادية دون أن يفكروا كثيرأ بهذه الأفكار والقرارات مما جعلهم لا يميزوا بين النقد لأجل تصحيح المسار أو الأساءة للحزب وزاد الطين بله هو ان بعض القياديين وبتعمد مدروس يركزوا كثيرأ في كلامهم على خلط الجميع، من ينتقد لأجل الأصلاح ومن يسيء للحزب من خلال النقد وجعلهم في سلة واحدة لتبرير أعمالهم وقراراتهم التي لا تخدم الحزب.

-من المعلوم أن غاية أعداء الحزب على الدوام هو أضعاف دوره بالحياة السياسية والأجتماعية لكي لا يشكل عمله اليومي عنصر معوق ومعرقل لما يرسموه من خطط وبرامج لكيفية أدارة هذا المجتمع وأستغلال خيراته لصالحهم.أما طرق أيذاء الحزب فهي متعددة سواء القتل أو الأعتقالات أو التضييق على حياتهم مهنيأ ودراسيأ وأجتماعيأ وغيرها من الطرق التي يراد بها على الدوام تحجيم وضع الحزب. من هنا نصل الى نتيجة :

*أن كل من يعمل على أذية الحزب ورفاقه سواء بقصد أو دون قصد ومهما يكن ،فهو بفعله المؤذي للحزب ورفاقه يصبح عدوأ للحزب.

-أنا أصنف هؤلاء الى صنفين.

*الصنف الأول هو الظاهر للعيان .

-هذا الصنف يمتلك الكثير من الأمكانيات لأذية الحزب والمتمثل بالحكومات القمعية وأجهزتها الدموية التي قتلت وسجنت وعذبت ونفت الكثير من الرفاق ولسنوات عديدة (العهد الملكي والحكومات التي جاءت بعد ذلك لحد 2003).

– الأحزاب التي تقود هذه الحكومات (البعث) أو تمتلك سلطة في مكان ما والتي عملت على محاربة الحزب والتضييق عليه مثل(الحكومات المحلية في كردستان) .

– الأحزاب الأسلامية التي توالت على حكم البلد بعد سقوط الصنم وما قامت به من تضييق ومحاربة للحزب سواء عن طريق مليشياتها (أغتيال العديد من الرفاق) أو تزوير الأنتخابات لصالحها.

– لكن جميع هذه الصنوف من الأعداء ورغم قساوة وبطش ما مارسته بحق الحزب لكنها لم تكن قادرة على تغيير مكانة الحزب بدواخل الناس وزخمه الكبير داخل المجتمع رغم الضربات القوية التي كان يتلقاها بين فترة وأخرى .أذكر بالعهد الملكي وكيف أعدم قادة الحزب ورغم ذلك بقي الحزب هو من يتسيد الساحة السياسية العراقية وتتبنى الناس كل مواقفه(وثبة 1948،أنتفاضة 1952،ثورة تموز 1958) وحتى بعد أنقلابي 1963 و1968 وهجمة 1978البعثية الدموية بقي الحزب رقمأ مهمأ بين الأحزاب العراقية الأخرى.

*كل الأحزاب التي أذت الحزب لايعني بالضرورة هي على الدوام تمارس القمع والقتل ولكنها قامت بهذه الممارسات في فترات معينة .اما اليوم فتستخدم أساليب أخرى للتضييق على الحزب .

*الصنف الثاني من الأعداء. العدو الغير ظاهر للعيان .كيف ؟ (لا أود الحديث عن العملاء بداخل الحزب لأن أمرهم معروف للجميع):

هذا الصنف هو من داخل الحزب ويعمل على تهديمه من الداخل عبر أفراغ الحزب من القيم النبيلة وابعاده عن مبادئه الحقيقية التي نص عليها النظام الداخلي أو برنامج الحزب والتضييق على الرفاق النزيهين لحد أبعادهم عن مراكز التأثير بالقرار الحزبي أو حتى أبعادهم خارج الحزب و تقديم نموذجأ سيئا لعضو الحزب أو القيادي امام الناس.

نتيجة التصرفات الغير نزيهة في العمل الحزبي أصبح هؤلاء قوة طرد للرفاق من الحزب ولاعجب من ترك العشرات بل المئات من الرفاق للحزب والذين تشهد لهم ساحات الوطن وخارجه بالعمل والتضحيات.كذلك أبتعاد الناس عن الحزب وعدم التصويت أليه أو الأهتمام بنشاطاته وطروحاته.

هذه أمثلة لهذه التصرفات الغير نزيهة:

-عضو حزبي يمارس العنف المنزلي مع زوجته أو بناته أو أخواته ويدعي أحترام الحزب للمرأة ومكانتها الكبيرة بالمجتمع . هل تقتنع هؤلاء النسوة بالحزب ؟

-عضو حزبي ينتخب قيادي ما على أساس المعرفة الشخصية أو التخندق للطائفة والقومية وليس على أساس الكفاءة مما يساهم بوصول قادة غير أكفاء لمهام خطرة .

-عضو حزبي يقدم الوشايات السيئة للتنظيم عن رفاق أخرين بسبب خلافات شخصية .

-لجنة قيادية تخطط وتنفذ عقوبة بحق رفيق ما أو أكثر وبطرق غير شرعية تنظيميأ .

-لجان قيادية تعمل على التضييق على الرفاق أو الهيئات التي لا تتماشى أفكارها مع أفكار قيادة الحزب وحتى تخطط لأنهائهم سياسيأ من الحزب .

– عضو قيادي يقدم معلومات مغلوطة وفي محفل حزبي لقضية جدلية وهو يعلم بأن ما يقدمه من معلومات غير صحيحة (المصيبة بأن الرفاق يعلمون بعدم صحة أقواله).

-أعلى هيئة تنظيمية للحزب تتخذ قرارات مجحفة بحق رفاق وهذه القرارات ليست من صلاحياتها.

-أعلى هيئة تنظيمية بالحزب تزور أسم هيئة حزبية أخرى وتكتب رسائل بأسمها .

-أعلى هيئة للحزب تقدم معلومات مغلوطة للتنظيم لكي تحصل على موافقة التنظيم لخطوة سياسية مهمة.

-سكرتير أعلى هيئة للحزب يقدم تبريرات خاطئة لقرار أتخذه وهو يعلم علم اليقين بأن تبريره خاطئ.

-سكرتير أعلى هيئة حزبية يقرب من يتماشى وأفكاره ويبعد من لا يتماشى مع أفكاره وبغض النظر عن الكفاءة حتى يصبح هذا النموذج في العمل هو السائد في أغلب الهيئات الحزبية.

-أعلى هيئة قيادية للحزب ترسم سياسة للحزب غير صحيحة وكل الوقائع تشير بالضد من هذه السياسة وحتى بعد فشل هذه السياسة لازال البعض من القياديين يتمسك بها.

-عضو قيادي لا يتحمل أختلاف أراء رفاقه مع سياسة الحزب ولهذا ينعتهم بالمساوين للكفيشي (المتطرف الأسلامي) أو ناظم جزار في خطورتهم على الحزب.

-كل هذه التصرفات والقرارات المؤذية للحزب ورفاقه وغيرها الكثير ،ألا تخدم أعداءه وتقدم لهم خدمة مجانية؟ألا تتوافق مع ما تريده كل القوى التي لا تريد تطور الحزب من أضعاف لمكانته بالمجتمع؟بمعنى أخر ألا يقوم كل هؤلاء المسؤولين عن أرتكاب هذه الأخطاء بالسير جنبأ الى جنب مع أعداء الحزب العلنيين في مسعاهم لتخريب الحزب؟

*من كل ما تقدم والكلام لرفاق الحزب هل تدركون الأن لماذا لم يتطور وضع الحزب منذ سقوط الصنم ولحد اليوم؟هل تدركون لماذا ابتعدت الناس عن الحزب بهذه المسافة البعيدة؟هل تدركون لماذا هبط مقياس الحماس والنشاط لدى

الرفاق الى درجة وصلت حد الامبالاة بوضع الحزب؟هل تدركون لماذا بقيت نفس سياسة الحزب منذ 2003 ولحد اليوم رغم فشلها ؟هل تدركون أين يكمن العدو الأخطر للحزب؟

-اخيرأ من هو برأيكم الأخطر على الحزب الصنف الأول من الأعداء والظاهر للعيان أم الثاني الذي لازال يعمل بداخل الحزب وينخره من الداخل ؟

مازن الحسوني 2020-10-10

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here