هذيان مبهم من شدة وضوحه : للذين لا يفهمونني

مهدي قاسم

هذيان مبهم من شدة وضوحه : للذين لا يفهمونني

قصة قصيرة أو شيء من هذا القبيل

و يضيف بطل قصتنا كأنه يخاطب نفسه أولا :

ـــ كان من الممكن أن تجري الأمور على نحو ما ، لو أنه في نفس الوقت ، و بشكل غير متوقع لم يحدث الذي ــ ربما حدث في غمرة استعداد ات متحمسة على شكل تباينات متصادمة و طارئة ـــ كحزمة مبعثرة ـ متناثرة هنا و هناك على ناصية مخيلة مفتوحة على مشارف هذيانها السيَّال كغيمة مثقوبة أبدا وهي تسيل و تسيل إلى مالا نهاية ، نقول لو لم يحدث ما كان غير متوقع أو يكون في الحسبان أصلا ، ضمن تدخل سلسلة طويلة من إشكاليات متشابكة ومتداخلة حالت دون تحقيق ذلك الذي ، أو بالأحرى ما كان يجب أن يكون مثلما أُريد له أو لها أو لهم ، بل و لنا نحن جميعا ، مثلما لكم أنتم ، دون يعني ذلك عدم تساؤل من هو هذا الذي ؟ ، أو من أنتم ؟ من هم ؟ فمن نحن حقا و في واقع الأمر ؟ ، مع العلم أن المسألة برمتها لا تعدو أن تكون مجرد رغبات و طموحات قد تكون مشروعة بمجد وثراء و أحلام وردية وزاهية في متاهات انتظارات دون أماد او أجل معين ؟ ، أسئلة ربما ليس لها من معنى مباشر أو مشروعية طرح أصلا بكذا صيغ مبهمة كهذه ، مع إنها ليست مبهمة قطعا ، غير أنها قد تبدو كذلك لبعض أذهان مسترخية بلذة كسل وتمضية الوقت في لا شيء محدد ، أو على عكس من ذلك أي من شدة تفكير مجهد و منهك جدا لحد إغماء وعي وسكتة ذهنية ، غير أننا لسنا هنا بهذا الصدد أو ليس على هذا الصعيد تحديدا ، بقدر ما نريد توضيح ما لا يمكن توضيحه من التباسات عصية ومبهمة ، قد تكون هكذا لبعض آخر ، مع إنها ليست كذلك إطلاقا ، كما أنه ضمن هذا السياق والوفاق لا توجد رغبة في إدخال ثمة تسلسل أفكار وتصورات معينة في غرف تعرِ خاصة ِأو على طاولة تشريح لمعرفة طبيعة غموض أو التباس مبهمة لعل جمالها الخفي ــ أن وجد قطعا ــ يبقى مثيرا كمن ينبهر مشدوها بجمال جسد حبيبته المتعرية في ظلام غرفة وإذا بها تضيء فجأة حيث يراها لأول مرة بعد معاناة معذبة من رغبات متأججة كانت مؤجلة لزمن طويل وقاس بمداه غير المحدد .

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here