احمد ابو ريشة .. تعددت ولاءاته .. وترك اهل الانبار وصحوتها لانياب الدواعش !

احمد ابو ريشة .. تعددت ولاءاته .. وترك اهل الانبار وصحوتها لانياب الدواعش !

محمد عبدالله

” ان حكاية احمد ابو ريشة في الصعود والهبوط السياسيين ، هي نتاج اوضاع ملتبسة حدثت في العراق عقب الاحتلال الامريكي .. فهذا الرجل المغمور والبعيد عن الاضواء ، قادته الظروف الى تصدر المشهد السياسي في محافظة الانبار ، ولكنه ظل يفكر بطريقة الربح الشخصي والانتفاع المالي ، فخسر موقعه السياسي وفقد وجاهته العشائرية ، حتى ان اصدقاءه الامريكيين تجنبوا اللقاء به خلال زيارته الاخيرة الى واشنطن بعد ان ادركوا انه صار هامشيا لا نفع منه ولا فائدة “..

هذا ما جاء في تقرير الصحفي الأميركي اميل بيار ، الذي انتج سلسلة برامج ولقاءات سياسية لقنوات / سي ان ان / و / أي بي سي / و / فوكس نيوز / الامريكية الذي كان عائدا من بغداد عام 2014 ، حيث شاهد / ابو ريشة / في ركن قصي من اكبر صالة في فندق الرشيد ببغداد.

أحمد أبو ريشة .. ذاع صيته بعد مصرع شقيقه عبد الستار أبو ريشة على يد تنظيم القاعدة الإرهابي .. بصفته قائدا للصحوات التي تصدت للتنظيم الإرهابي في محافظة الانبار ..

الا ان هذا الموقع لم يمنعه على ما يبدو من المتاجرة بالسلاح .. الذي ذهب بعضه فيما بعد الى تنظيم داعش الارهابي وحتى الى بشار الأسد وقبله الى الجيش السوري الحر !

وينفي ابو ريشة الاتهامات الموجهة اليه بانه باع اسلحة وسيارات الى تنظيم داعش في الانبار كان المالكي قد ارسلها اليه انذاك لتوزيعها بين مقاتلي الصحوات ، ويقول انه لم يستلم شيئا من المالكي الذي ظل (زعلانا) عليه حتى بعد انشقاقه من الحراك الشعبي ، وان عملية توزيع الاسلحة والسيارات قام بها وزير الدفاع سعدون الدليمي وقائد عمليات الانبار رشيد فليح وانه شخصيا سمع بتسرب بعضها الى داعش ، كما يدعي.

ونعود الى الصحفي الاميركي اميل بيار الذي يؤكد ان احمد ابو ريشة ارتبط بعلاقات وثيقة مع رئيس الوزراء السابق نوري المالكي الذي اغدق عليه اموالا واسلحة كثيرة ومنحه اغلب مناقصات البناء والتشييد في محافظة الانبار حتى كاد ان يكون زعيم الانبار بلا منافس حيث اوكلت اليه مهمات اختيار المحافظين ورؤساء الدوائر وقادة الجيش والشرطة فيها ، حتى وصلت مرتبته الى درجة اصبح فيها يرشح وزراء في حكومة المالكي السابقة.

الغريب في الامر ، ان احمد ابو ريشة الذي نصب قائدا لصحوات الانبار ، غادر محافظته حال دخول داعش اليها عام 2014 ، والتجأ الى حليفه نوري المالكي في بغداد بعد ان تنكر لابناء الانبار الذين كانوا على مدى اشهر يعتصمون في الفلوجة والرمادي مطالبين المالكي بتغيير سياسته التي وصفوها بالطائفية واطلاق سراح المعتقلين واولهم النساء ، ورفع الظلم عن محافظتهم .

ويبدو ان الاوضاع في بغداد لم ترق له ، فالتجأ الى دولة الامارات العربية المتحدة وأسس عددا من الشركات العقارية ومكتبا للصرافة وتحويل الأموال من وإلى العراق ، في وقت وجه القضاء العراقي تهما إليه تتضمن عمليات غسيل أموال ، وابتزاز ذوي معتقلين ، والتحايل في عقود تعمير وبناء بالأنبار بين 2005 وإلى غاية 2012 ، فضلا عن شكاوى من مقيمين عراقيين في الإمارات.

هذا جزء يسير من تاريخ هذا الرجل ( المتلون ) الذي تنكر اولا لابناء محافظته ، وغادرها بعد دخول داعش الارهابي تاركا رجال الصحوة الذي كان يقودهم ، تحت رحمة من لا يعرف الرحمة ..

امتهن التهريب بكل انواعه ، حسبما يعرفه المقربون منه ، ثم قاطع طريق ، وحاول ان يكون سياسيا ، وزعيما قبليا ، وقائدا للصحوات .. يوزع ولاءه بين امريكا والمالكي الذي يوصف بانه رجل ايران المهم في العراق ، وبين بعض دول الخليج العربي .. لكن ولاءه الاهم ، كما يقال ، لـ ( المصاري ) ، التي تدخل جيبه حتى وان اتت من الشيطان!

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here