أهالي القرى النائية بين فكي داعش ومنع تسليحهم

بغداد/ تميم الحسن

بعد ان عاد مطلك لمنزله– مزارع في احدى القرى النائية في غرب تكريت- وجد ان أقرب نقطة تتواجد فيها القوات الامنية تبعد عن منطقته نحو 5 كيلومترات، صار لابد أن يختار واحدة من ثلاثة:

التعامل مع داعش، او الموت، او الهجرة. كانت رحلة النزوح التي استمرت نحو 6 سنوات وانتهت قبل اشهر بالنسبة لمطلك الذي عاد توا الى ارضه وباشر بعمله، بحسب ما ينقله مسؤول محلي هناك تحدث لـ(المدى)، قبل ان يعود التنظيم ليطالبه بدفع اموال شهرية، وتأمين الغذاء، والوقود وإلا سيكون مصيره القتل.

حالات كثيرة مشابهة لوضع مطلك، وفق ما يقوله المسؤول الذي فضل عدم ذكر اسمه، “حيث لا تستطيع القوات الامنية الوصول في الوقت المناسب حين يهاجم التنظيم القرى البعيدة، ولا يسمح للسكان في المناطق المحررة، بحمل السلاح للدفاع عن انفسهم والا اعتبروا داعشيين”.ومثل تلك الهجمات التي بدأ داعش يلجأ اليها للحصول على التمويل بعد هزائم 2017، قد افرغت 108 قرى من 159 في الحضر، جنوب الموصل. ويقول احمد الورشان، قيادي في احد الحشود العشائرية في نينوى لـ(المدى): “كان من المفترض ان تقوم الحكومة بتسليح ابناء 50 قرية في الحضر ومناطق اخرى نائية لمواجهة تلك الهجمات، لكن لا نعرف لماذا تعطل المشروع”. وسلّحت بغداد، خلال فترة الحرب ضد داعش، العشائر السُنية بشكل محدود وحذر جدًا، خوفًا من تسرب السلاح الى التنظيم، كما جرى في عام 2013، بحسب بعض الادعاءات. واتهمت أطراف سياسية، في ذلك الوقت، ما كان يعرف بالصحوات بتسليم سلاحها الى داعش ما ساعد فيما بعد بإسقاط 5 محافظات بيد التنظيم. ولا تقف اوامر منع السلاح على العشائر فقط، بل حتى القوات الامنية!. ويقول شعلان الكريم نائب سابق في صلاح الدين: “تمنع الاجهزة الامنية اي منتسب من ابناء المدينة من ان يحتفظ بسلاح في منزله”. ويضيف الكريم وهو زعيم عشائري، في حديث مع (المدى)، ان ذلك “بسبب عدم ثقة الاجهزة الامنية بالعشائر والسكان في المناطق المحررة”. وتعتبر الحشود العشائرية والقوات الامنية والمخاتير في تلك المناطق، العدو رقم واحد بالنسبة لـداعش، حيث يهاجم بشكل مستمر تلك الفئات. بالمقابل كان قائد عمليات البصرة اكرم صدام، قال في أيلول الماضي، على خلفية حملات لحصر السلاح، بأنه “سيسمح للسكان بالاحتفاظ بسلاح خفيف واحد في المنزل”، دون اعطاء سبب لتلك الاستثناءات!! كذلك تلك الاستثناءات تتوسع لتصل الى الحشد الشعبي. يقول وميض فصال، زعيم حشد عشائري في الانبار، بانه لدى فصيله عجلتان فقط، إحداهما من أمواله الخاصة. ويضيف لـ(المدى): “تسلمنا أسلحة كلاشينكوف فقط من هيئة الحشد رغم اننا نقف على حماية مناطق ساخنة”. ومعروف بالمقابل أن فصائل في الحشد الشعبي، مثل فرقة العباس القتالية تملك طائرات مسيرة وأعلنت مؤخرًا عن تصنيع دبابة.

من جانبه، يقول النائب عن كتلة بدر كريم عليوي ان تسليح بعض العشائر هو لخلق فصيل لمواجهة الحشد الشعبي.

ويضيف عليوي لـ(المدى) على “الحكومة ان تحمي السكان بدلا من محاولات التسليح”.

بالنهاية سمع مطلك عبارة “ممنوع من حيازة سلاح” عندما تحدث للقوات الامنية عن تهديد داعش وعاد لأرضه ليفكر في الخيارات الثلاثة.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here