الحشد اكبر من اي جهة سياسية

الحشد اكبر من اي جهة سياسية

محمد الفاهم

يبدو أن معركة “الانتخابات المبكرة” بين القوى السياسية العراقية بدأت مبكرة هذه المرة! على الرغم من أن الكثير من العارفين والمراقبين للشأن العراقي يستبعدون إجراءها في موعدها المقرر في حزيران 2021، والذي حدّده رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، وذلك لأنه الى الآن لم يتم حسم قانون الانتخابات في البرلمان ومن ثمّ موافقة رئاسة الجمهورية عليه وغيرها من الاجراءات التي يشترط وجودها قبل إجراء الاقتراع العام.

وهذه المعركة والمنافسة الانتخابية للاسف الشديد، لا تختلف عن سابقاتها، فلا زالت نفس القوى التقليدية السياسية في العراق تستثمر اي حدث سياسي او أمني يحصل في البلاد لتجييره لصالحها وأدخاله في لعبة الاستقطاب الطائفي أو القومي أو العرقي، وكله من أجل الكسب الانتخابي لا غير! ولا يهمها سواء احترقت البلاد أو تنازع وتراشق العباد!

وهذه المرة من الواضح سيكون “الحشد الشعبي” هو كبش الفداء في السباق الانتخابي المقبل، وما جريمة القتل البشعة بحق المدنيين في منطقة (الفرحاتية) في محافظة صلاح الدين، إلّا دليل على استثمار القوى السياسية وبعض ممثلي تلك المناطق هذه “الحادثة” من أجل استقطاب الناس على اساس طائفي، عبر أرعابهم بالحشد ومحاولة شيطنته، فقط من أجل تحويل سكان تلك المناطق الى أرقام تذهب لعتبتهم الانتخابية في صندوق الاقتراع، ولا يهمهم بالنهاية لو قتل وسبي جميع أهل تلك المناطق كما فعلوها من قبل حين سلموا تلك المدن لداعش عام 2014، ولولا الفتوى العظيمة للمرجعية العليا وتضحيات الحشد لما أمكن أن تُحرّر تلك المناطق بعد ثلاث سنوات من القتال ضد اعتى تنظيم متوحش عرفه العصر الحديث.

وهذا الاستثمار غير الشريف من بعض القوى السياسية التي تريد ادخال الحشد الشعبي في لعبتها الانتخابية لكسب الاصوات حتى وإن كانت على مصائب العراقيين وجر البلاد الى الوراء عبر ايجاد الخلاف والانشقاقات داخل المجتمع من اجل مصالحها الضيقة! يجب أن يوضع له حد منذ اللحظة، لأن الحشد مؤسسة أمنية رسمية تابعة للدولة وقد قدمت الالاف من الشهداء والضحايا دفاعاً عن العراق وشعبه.

اضافة الى أن الحشد الشعبي اقدس من أن يكون لعبة بيد السياسيين يستثمروه متى يشاؤون من أجل الكسب الانتخابي، لأنه “أكبر من أي عنوان او جهة سياسية”، كما وصفه المتحدث السابق باسمهِ ورئيس كتلة السند الوطني حالياً، النائب أحمد الأسدي.

واضاف الأسدي خلال استضافته قناة العراقية أول أمس للتعليق على أحداث الساعة، أن الحشد لا يمكن اختزاله بالمنضوين ضمن هيئة الحشد فقط، بل عنوانه أكبر من ذلك لأنه جمهور تشرين الذي تظاهرت ضد غياب الخدمات والأداء السياسي الفاشل منذ عام 2003.

فالحشد كما يؤكد عليه النائب الاسدي، عنوان كبير يمتد على طول خارطة العراق من الشمال وحتى أقصى الجنوب، يحب الحفاظ عليه وإبعاده عن الخلافات والصراعات السياسية التي تجري على الساحة.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here