قصيدة / محبوبتي بغداد

د. حسن كاظم محمد

تمهيد: بعد تقاعدي من وزارة الصحة عملت استشارياً لجراحة المفاصل والعظام في عيادتي الخاصة بمدينتي / بغداد. ولظروف خاصة قررت الذهاب الى مدينة أربيل، حيث عملت هناك أكثر من عشر سنوات بنجاح وكوّنت علاقات اجتماعية متميزة. وقبل سنتين قررت أنا وزوجتي العودة الى بغداد لضرورة أن نكون قريبين من الأهل والأقرباء (وقد تم ذلك وبدأت العمل مباشرة بكل ارتياح). أقمتُ قبل المغادرة دعوة عشاء لأصدقائنا المقربين وألقيت فيهم كلمة شكر وتوديع. بدأت علامات التأثر والأسى على الوجوه الطيبة، وألقى أحد الأخوة الحاضرين مشكوراً كلمة طيبة مقابلة. القصيدة الشعبية التالية تصف الحوار الذي دار في الجلسة التوديعية.

عْـزاز سْـألَـو مِــن قَـرّرت أرجـع
ويـن تروح ؟ مـو بغـداد ما تِـنفع
∞ ∞ ∞ ∞
ما أعـتقـد صَح انتم بهل مِـقـياس
بغـدادي أنه، بِسّجِـل مَسقـط راس
عْله دجله وگمر ضيّـه وَبو نوّاس
سِمچ مسگوف مِـنّـه أبد ما أشبع
∞ ∞ ∞ ∞
سِـئلـو شُغـلـك ابـغـداد مـو هَــيِّـن
بيها اهواي، ومرّت مُـدّه مَتـبـيّـن
رِزق ويّـاك ويـن تـروح مِـتْـعَـيّـن
لا تـِقـلق، بْـثِـقه توكّـل ولا تِـطـمع
∞ ∞ ∞ ∞
سِئـلـو النقـل مو سَهِـل تَـدبـيـره
مِـن بـيـتك لشغـلـك صعـب تقديره
بَـكّـيـر أطـلع لا دوخـه ولا حـيـره
سَـهِّـل أمرك وْلا تِـطـرح وتِـجـمع
∞ ∞ ∞ ∞
عُـبرت الجسر وَتْـغـنّـه بنهر دجله
شِـفِـت طير الملـوّن غَـرّز بْـرجـله
بْـطين الجرف والرجلين مِـتحجْـله
مِـن يِـعـطـش يعود يـجَـدّد ويِكـرع
∞ ∞ ∞ ∞
الحجّـيّـه سِئلوها كـيف تِگضيها ؟
شُغـل كَـثـره ونـفسي بي أسلّـيـها
نخـلة بـيتـنا البرحي اعْـتـني بيها
وَفْـرح منَّ شـوف التـمر يِـتـوزّع
∞ ∞ ∞ ∞
أجِاوبكم وخـتِـم ما بـقـه عِـدكـم
تِـرَكْـت أربيل بس الروح يَمْـكـم
أحِـب بغـداد وَبْـقـه لْـكُـم أحِـبْكـم
سِيرة عُـمر حُـب يِـثبت ويتوسّع
وإلى اللقاء

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here