أين ميثاق الشرف ؟(( يا دعاة الشرف )) !

د . خالد القره غولي
أن العراق اليوم لا يحتاج إلى انتخابات ديمقراطية جديدة أخرى كما حدث في الأعوام السابقة بل هو بحاجة إلى حكومة وطنية مقبولة من العراقيين كافة , أن الشخصيات العراقية الأصلية التي تم اجتثاثها والتي لا غبار على وطينتها بسب أو بدون سبب قد دفعت ثمن لقادة طائفيين تابعين إلى دول الجوار لمساعدة الولايات المتحدة في إيجاد حل لمأزقها في العراق , أن العملية السياسية الأمريكية الإيرانية لن تصل بالشعب العراقي ولا بالعراق إلى بر الأمان لأن معاناة الشعب العراقي هي بسبب الاحتلال ومليشياته الذي حول الشعب إلى دكتاتور رافض الديمقراطية المزعومة لم تتحقق له شئ يذكر ونصبت له حكومة ديمقراطية مزيفة , أن الانتخابات العراقية السابقة لن تؤدي إلى خروج القوات الأمريكية أو الإيرانية كما صرح الرئيس الأمريكي باراك أوباما قبل فترة أن بلاده ترغب ببقاء ما لا يقل عن خمسين ألف عسكري أمريكي في أربع عشرة قاعدة عسكرية وعدد اكبر يصل إلى مائة ألف مرتزق هم نواة القتل والاغتيال وعمليات التفخيخ للسيارات في الأماكن العامة وعمليات اغتيال النخب والكوادر العراقية , أن الانتخابات ليست ألا مسرحية للوكلاء العراقيين لكي يحصدوا مراكز في السلطة التي تعمل بأوامر تأتي مباشرة من البيت الأبيض من أمريكا ومن البيت الأسود من طهران ؟
أن قلق المواطن في العراق اليوم وهو يتطلع إلى المشاركة في الانتخابات المقبلة لا يكمن مصدره في ذات قيمتها الفضلى أنما يكمن في عملية ممارسة الديمقراطية رهن بسلوكه نحوها وممارسة دوره الريادي بصدد هذا الموضوع والتي يوظفها لحراستها والذود عنها ويعد اغتراب هذا السلوك عن المضمون أو المعنى الفكري لمجموع قيمها انفصال الإنسان عن باب الحضارة التي ينتمي أليها , كلمة الديمقراطية لها في نفوسنا وقع مكين وإذا لم نكتب عنها بقلم جريء وشجاع فسوف تبقي نغمة منفصلة عن بعضها فالديمقراطية كما يتصورها الآخرون ، أصبحت ألان لا تسد رغبات وطموحات المواطن العراقي الذي يجهل معني الديمقراطية قبل صنوفها وأشكالها , ولا حتى له خبرة فيها . أن الديمقراطية لا تزدهر ألا في ظل العدالة , لا نريد تكرار أخطائنا الماضية التي ساقتنا إلي أفران الحريق والقتل ، وبالرغم من الديمقراطية التي جاءت من الخارج فإننا نحب الوطن ونحب العراقيين لنعيش فيه بسلام وامن واستقرار دون تمييز أو فارق . فالعراق بلد عنيد وقيادته صعبة ما لم يكن من صلب الشعب العراقي الذي يعرف جيداً ماذا يريد العراقي وماذا يحب وأي شيء يكره , فعندما يحصل هذا فأننا عندها يمكن أن نحتفظ بالديمقراطية لكي ننصر العدالة , أن حديقة الأمن في العراق اليوم تنمو وتزدهر بأغصان هذا الشعب المتنوع أذا كانت هنالك عدالة حقيقية تتوزع على الجميع دون الرجوع إلى الحقبة الماضية أملنا الوحيد وكل من يعتدي على الأمل يعتدي على الحياة ويشوه الإنسان ، وكل من يشوه الحقيقة لكي يشن حرباً دينية ، فهذه الحرب وان تكن لأجل البقاء ولأجل الحياة فأنها تلحق اشد الضرر بالشعب وتخدم المحتل وتحمي موقفه . في الوقت ذاته تمزق القلب الواحد وتدمر حضارة لها أسماؤها وبناتها دفعنا دماء كثيرة لكي تدوم وتبقي بين سائر الأمم مرفوعة عالية , والسؤال هنا يطرح نفسه ما هو الحل وأصدقاء الأمس من السياسيين الذين وقد تحولوا إلى أعداء بل إلى وسطاء بينهم وبين دول إقليمية , لا أدري لمَ أتذكر تغريد البلابل من السياسيين العراقيين الجدد كلما اقترب موعد الانتخابات ، والمضحك أكثر السياسيين اليوم يلبس عباءة جديدة ولباسا جديدا ويظهر كل واحد منهم عنترياته ووطنياته ونزاهته ! وإخلاصه المغرض للعراقيين السياسية في العراق الجديد لأتعرض أفلاما روائية طويلة ! والجميل أن المرشح يبقي مدوياً ومسموعاً لكنه معروف جداً حتى وإن تغطي بألف عباءة أو تقنع بكل أنواع الأقنعة , آو غير اسم كتلته أو حزبه , هذا التخفي بأسماء جديدة للكتل والقوائم وأخطاء جديدة إبعاداً للشبهات ومحاولات لتغييب الحقيقة أو الاختباء خلف متاريس الضعفاء المتوهمين ، لا تُليق بمسئول سياسي، ولا تُليق بمن قاتل وأستبسل وانقلب علي عقبيه بحثاً عن المال والجاه لا أكثر ( لله ….. الآمر )

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here