جحوش حكام العرب في طريقهم إلى حظيرة التطبيع

جحوش حكام العرب في طريقهم إلى حظيرة التطبيع
بقلم:- سامي ابراهيم فودة
علمونا في مدارسنا وصدعوا رؤوسنا منذ نعومة أظفارنا بان العرب إخوة لنا ” حكام الانظمة ” وسنداً وذخراً في السراء والضراء معنا في مواجهة قوي البغي والشر والعدوان, ولكن للأسف تبدد كل ما تعلمنا على يدكم إلى وهماً وسراب, حيث رُفِعتِ الأقلامُ وجفَّتِ الصُّحفُ وكشف الستار عن أكذوبة التضامن العربي الرسمي الممزق والمزيف, والذي انفرط عقده وظهر معدنة الرخيص بعد هرولة جحوش حكام العرب إلى حظيرة التطبيع مع الكيان المسخ “القط المدلل” للإمبريالية العالمية, بحثاً منهم عن غرائزهم وشهواتهم الدفينة ومصالحهم النرجسية على حساب القضية الفلسطينية, بهدف تأمين وتمكين عروشهم الكرتونية وحفظ ماء وجههم القبيح من ممارساتهم الرذيلة في الملاهي والخمّارات والحانات، والمراقص وسوق الدعارة للعاهرات والساقطين من أشباه الرجال في دويلة الكيان الصهيوني الوضيع..
نحن نمر اليوم في أسوأ مراحل حالاتنا بعد ان فقدنا بكل مرارة وحسرة التضامن العربي الداعم لقضيتنا العادلة وحقوق شعبنا الفلسطيني المشروعة, نتيجة خذلان جحوش حكام العرب الذين باعوا ضمائرهم وذممهم وأشقائهم وارتموا في احضان أذنابهم وقدموا فروض الطاعة لأسيادهم, إرضاء لمبتغاه ولي نعمتهم لمنحهم حظيرة أو زريبة يعيشوا فيها تحت حماية “بساطير الصهاينة” وهنا استند بقول سيد البلغاء وفقيه اللغة علي بن أبي طالب رضي الله عنه عندما أوصانا وعلّمنا وأمرنا بقوله “لا تكن ظهراً يركب أو ضرعاً يحلب”.
أليس نحن الفلسطينيون في أمس الحاجة لتضامن فلسطيني, فلسطيني لمداواة جراحنا ولملمت شملنا وتوحيد كلمتنا وتمتين جبهتنا الداخلية المتصدعة كأولوية لمواجهة التحديات ومعالجة الآثار السلبية الناجمة عن الانقسام الاسود الذي أطاح بكل مناحي الحياة والذي مر عليه الآن أربعة عشر عاما, وبفضل هذا الانقلاب المقيت وأدواته الرجسة الذي اعاد بالقضية الفلسطينية سنوات إلى الوراء وأصبحنا مجتمع مفكك وضعيف وأزماته الداخلية لا حصر لها.
نجح الكيان الصهيوني المسخ بامتياز بدعم وجهد أمريكي وتواطؤ حكام العرب في ترويض بعض جحوش “حكام” الانظمة الرجعية في جرهم إلى حظيرة التطبيع والذين لم يكونوا يوماً ما على عداوة مع هذا الجسم السرطاني ولم تنزل قطر دم من أرتال جحوشهم على الرمال في ساحات الوغي بالصراع العربي الصهيوني,
اليوم نجد سيناريو الوقاحة والدناءة والإسفاف يتكرر من جديد بانضمام جحوش عسكر السودان صاحب اللاءات الثلاث المشهورة إلى جانب جحوش العهر والتطبيع مع مشيخة الامارات والبحرين, ويبدو أن قوس التطبيع الخياني مازال مفتوحاً على مصراعيه متوقعًا أن ينضم إليه جحوش أخرى خلال الفترة المقبلة للتطبيع مع دولة الاحتلال.
نحن الفلسطينيين نواجه واقع جديد مؤسف بصراحة عناوينه الغدر والخيانة والطعن وإدارة الطهر لنا والتآمر علينا , فلا يمكن تغير قواعد الاشتباك السياسي مع هؤلاء الجحوش ومن استجحشهم على الأقل في زمننا المنظور, فإن الاندفاع العاطفي والتسرع في التصرفات الفعلية واللفظية من قبل من هم في مركز القرار ودوائر السياسية التي لا يمكنها أن تأتي بالنتائج المرجوّة أمام هرولة الجحوش التي تسير في قاطرة الخيانة إلى حظيرة التطبيع.
في ظل الظروف العصيبة والمفصلية التي تمر بها القضية الفلسطينية وشعبنا الفلسطيني, على كل مسؤول في جهات الاختصاص أن يسأل نفسه كيف لنا نحن الفلسطينيون علينا ان نتعامل مع هذا الواقع الجديد واقع الانبطاح العربي والارتماء في الحضن العهر الأمريكي الإسرائيلي, وكيف يمكن أن نضيق فجوة الأزمات مع هذه الدول التي أصبحت في خندق العداء وعلى عداء معنا, وكيف يمكننا الاستفادة من هم خارج حظيرة التطبيع لصالح القضية الفلسطينية في إدارة الصراع مع الاحتلال عبر المؤسسات العربية والاسلامية والمحافل الدولية بوقف قاطرة التطبيع مع الاحتلال الصهيوني.
عاش نضال شعبنا الفلسطيني الآبي
الخزي والعار للمطبعين الخونة مع الاحتلال الصهيوني

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here