المسؤولية الاجتماعية البداية في محاربة كوفيد – 19

المسؤولية الاجتماعية البداية في محاربة كوفيد – 19
أ.د عبودي جواد حسن
جامعة عجمان\الإمارات

في احدى المرات في ثمانينات القرن الماضي ارادات سيدة أسكتلندية التمتع بعطلة على السواحل قرب ويلز في بريطانيا بصحبة ابنتها البالغة من العمر عشر سنوات. واثناء وجودها هناك اهملت رعاية ابنتها الصغيرة على الساحل فغرقت الطفلة الصغيرة وقامت الشرطة بالبحث عنها فوجدوا جثتها وقامت الشرطة باحتجاز هذه السيدة ووجهت لها تهمة الاهمال والاخلال بمبادئ المسؤولية الاجتماعية وعندما قدمت للمحكمة خاطبها القاضي ان طفلتها ليست ملكا لها فقط وانما ملكا للمجتمع ايضا وعليه فانها ارتكبت جريمة بحق نفسها ومجتمعها
المسؤولية الاجتماعية Social Responsibility) ) بأبسط صورها هي ان يحب المرء للناس ما يحبه لنفسه وان يكره للناس ما يكره لنفسه واذا ساد الود و الحب بين ابناء المجموعة الواحدة انحسر ت الكراهية وهذه هي تعاليم ديننا الحنيف وما دعا اليه الرسول الكريم (ص). والمسؤولية الاجتماعية ايضا ان يعمل الفرد كل ما في وسعه من اجل الاخرين وتجنب الاهمال من اجل اسعاد الجماعة التي يعيش بينها وعدم التخلي عن الواجبات العامة التي تخدم الجماعة. ومتطلبات المسؤولية الاجتماعية في هذه الفترة فترة (COVID-19) هي ارتداء الكمامة (Face Mask) والتباعد الاجتماعي ( Social Distancing) لحماية الجماعة ومواجهة الواقع حين تثبت الإصابة
نحن نربي اطفالنا ونعلمهم ونرعاهم صحيا ونكابد صعاب الحياة كي ينجحوا في حياتهم لتوفير العيش الكريم لأسرهم ونجاح كل اسرة هو نجاح للجماعة التي يعيش معها الفرد. اذن اننا لا ننظر الى اطفالنا على انهم ملك لنا فقط وانهم مصدر سعادتنا فقط وانما ملك للمجتمع الذي نعيش فيه. وهذه هي مسؤوليتنا الاجتماعية. وهي ان نقوم برعايتهم والحفاظ على سلامتهم ونجاح مسيرته

لنعد الى المسؤولية الاجتماعية في زمن جائحة الكورونا في الالفية الثالثة. الم يكن من متطلبات تقليل فاعلية الفايروس Mitigating the virus danger)) الالتزام بتوجيهات وارشادات الجهات الصحية وعدم تسيس القضية؟ المرض هذا وباء معدي ومميت والاصابة به لا تجلب العار للفرد وعائلته وعند تشخيص المرض والتأكد منه يجب اتخاذ الاجراءات والاحتياطات الواجب على الفرد اتخاذها لمنع انتشار المرض وعدم الادعاء بانه زكام عادي وليس كورونا ويجب التحلي بالمسؤولية الاجتماعية ومبادئها والمساعدة في عدم انتشار هذا الوباء القاتل مهما كانت صرامة الإجراءات المطلوبة . وتجنب الاختلاط بالأخرين وعدم التجاهل بخطورة هذا الوباء.
ويقول الخبراء كما تؤكد ذلك منظمة الصحة العالمية ( W.H.O ) ان 90% من سكان هذا الكوكب هم عرضة للإصابة بهذا الفايروس القاتل وان على الدول الخيار بين الحياة او تعطيل الاقتصاد(life or shutting down the economy ) حتى زوال هذا الخطر. بعض الدول الكبرى لم تكترث ولم تأخذ بجدية هذه التنبيهات والتحذيرات ولم تستطع التخفيض من عدد الوفيات او الاصابات ( Flatten the Curve ) نتيجة تسبيقها الاهتمامات الاخرى.
ومع ذلك وبفضل التطور التكنولوجي الحالي تم التقليل النسبي من الخسائر والدليل على ذلك هو ضخامة الخسائر التي نجمت من انتشار اخر وباء تعرضت له البشرية وهو الانفلونزا الاسبانية (ٍSpanish Flu ) في اوائل القرن العشرين التي راح ضحيتها الملايين مقارنة بالإصابات الحالية الناتجة عن الاصابة ب كوفيد 19.
ما أردنا قوله هو ان الالتزام بالمسؤولية الاجتماعية والتمسك بها والتقدم التكنولوجي والخبرة المرافقة كل هذه الامور لها القدرة على انقاذ البشرية من الاخطار والكوارث الطبيعية ك(التسونامي) او تلك التي هي من صنع الانسان كانفجار المفاعل النووي الروسي تشرنوبل

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here