المالكي يدعو لاتخاذ مواقف حازمة بعد الاساءة للإسلام والرسول

دعا الأمين العام لحزب الدعوة الإسلامية نوري المالكي، الخميس، إلى اتخاذ مواقف دبلوماسية وسیاسیة واقتصادية وإعلامیة “حازمة” للرد على الإساءات المتواصلة بحق الإسلام والنبي محمد (ص)، وفيما حذر من المخططات الجديدة لـ”أعداء الإسلام”، وصف التطبيع مع إسرائيل بأنه “صلح محرّم بكل المعايير”.

وقال مكتب المالكي في بيان إن “الأمين العام ل‍حزب الدعوة الإسلامية نوري المالكي شارك في افتتاح الدورة الرابعة والثلاثين للمؤتمر العالمي للوحدة الإسلامية، والذي ينعقد هذا العام عبر الفضاء الافتراضي، بمشاركة أكثر من (500) عالم دين ومفكر إسلامي من (47) بلداً، في الفترة من 29 / 10 الى 5 / 11/ 2020، وهي أيام أسبوع الوحدة الإسلامية”.

ونقل البيان عن المالكي قوله إن “الآية الكريمة: ((مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا))، قدّمت وصفاً شرعياً دقيقاً للمؤمنین، بأنهم أشداء علی الکفار، ورحماء بینهم؛ ذلك أن الشغل الشاغل للکافرین المحاربين هو وضع العقبات والمشاكل أمام مسارات الأمة الإسلامیة، وتفکیك وحدتها وسلب عناصر قوتها، ومنعها من أن تأخذ دورها الطبيعي في الحياة الحرة الكريمة”.

وبشأن “الإساءات الفرنسية الرسمية للإسلام ورسوله الكريم”، قال المالكي إن “الغرب يعمل على مراكمة الصعوبات والإساءات التي تستهدفنا بانتظام، وكان آخرها المواقف المعادية للرئیس الفرنسي، والتي أساء فيها إلی الرسول الكریم، دون حياء وكياسة، ودون احترام لعقيدة ومشاعر مليار و700 مليون مسلم، وهو بذلك یكشف مرة أخرى عن كذب ادعاءات الغرب بالالتزام بمعايير التحضر والحریة والأخلاق، وزيف شرعة حقوق الإنسان التي أعلنتها الثورة الفرانسیة، هذه الشرعة التي سمحت للغرب بدعم جماعات التكفير الإرهابية الوهابية، أمثال تنظيم داعش، وتحريكها لذبح المسلمين وانتهاكات حرماتهم وأمنهم ومقدراتهم”.

وشجب المالكي، “هذه الإساءات بشدة، وكل السياسات الدعائية التي تستهدف المسلمين، ومن بينها إساءات الصحافة الفرنسية”، داعياً “المسلمين والشعوب الحرة إلى الدفاع عن حرمات الأديان السماوية وأنبيائها، واتخاذ مواقف دبلوماسية وسیاسیة واقتصادية وإعلامیة حازمة؛ للرد علی هذه الاساءات المتواصلة، ومنع تكرارها”.

وفي سياق منفصل، قال المالكي إن “الحدث الخطیر المتجدد الآخر هو مسیرة الذل نحو الكيان الصهيوني، والتی یسمونها التطبیع والصلح، وهو صلح محرّم بكل المعايير؛ لأنه صلح مع لص غاصب قاتل متآمر على العرب والمسلمين، وليس مع أتباع ديانة سماوية كما يدّعون، وإذا کانت هذه الدول الذليلة قد طبّعت علاقاتها السياسية والاقتصادية والثقافية مع الكيان الصهيوني منذ زمن بعيد، وقامت منذ بضع سنوات بإنشاء حلف أمني إقليمي مشترك مع الكيان الصهيوني، يستهدف أمن الفلسطينيين والعرب والمسلمين؛ فإنها تجرأت أخيراً على إعلان هذه الخيانة إعلاناً رسمياً، وبدأت بتبادل البعثات الدبلوماسية، وتوقیع الاتفاقیات الاقتصادیة والثفافية الأمنیة مع الكيان الصهيوني، وذلك برعاية أمريكية وأوربية مباشرة، مستغلين تفكك الأمة والخلافات المذهبية بين المسلمين، ووجود الأنظمة السياسية العربية والمسلمة الخانعة التي هانت فسهل الهوان عليها؛ الأمر الذي یفتح الأبواب للصهاینة لمزید اختراق نسیح مجتمعاتنا، سیاسیاً واجتماعیاً واقتصادیاً وامنياً، ويجعل أمتنا في مواجهة تحديات وجودية أكثر خطراً وتهديداً”.

وشدد المالكي على أن “تماسك الأمة، وتكريس حالة الممانعة الشعبية الذاتية، وتقوية محور المقاومة كماً ونوعاً، إضافة الى الإعداد للقوة الدبلوماسية والسياسية والأمنية والعلمية والتكنولوجية والاقتصادية، هي الخطوات الكفيلة بمنع تنفيذ مشاريع الذل والاستسلام للكيان الصهيوني ورعاته الغربيين”.

وبحسب البيان، فقد ختم الأمين العام ل‍حزب الدعوة الإسلامية كلمته بمخاطبة “نخبة الأمة”، محذراً من “مخططات أعداء الإسلام الجديدة، وضرورة التحرك السريع والمركّز للتصدي للأخطار والتهديدات”، حيث قال: “أیها المسلون..یا رجال العلم والفکر ويا قادة السياسة والعمل والميدان، إن العدو لن ينتظركم ولن يعطيكم الفرصة لتحلّوا أزماتكم بهدوء واسترخاء؛ بل سيراكمها عليكم؛ إن لم تتحركوا بكل سرعة وتركيز، وأن کرامة الأمة ورسولها وأبناءها أمانةٌ في أعناقکم؛ فاعملوا على إحیاء قوة الأمة وحصانتها، وشدوا أزرکم واحموا ظهور بعضكم، وادفعوا الأخطار التي تخلقها وتحرکها أصابع الشر، وغذوا روح الممانعة في الأمة، وادعموا مسيرة المقاومة والدفاع التي يقودها الصالحون من أبناء الأمة، ممن لايزالوا صامدين صابرين في الساحات، وفي طلیعتهم الجمهوریة الإسلامیة الإيرانية وحرکات المقاومة الإسلامية والتحررية، والجماهیر العربية والمسلمة في کل امتداد حضور الأمة، دون أي تمييز بين أتباع مذهب إسلامي وآخر”.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here