خلاف شيعي حول إقالة الحلبوسي .. والكورد يدعون إلى عدم زعزعة استقرار العراق

بحسب آراء ووجهات نظر بعض السياسيين والنواب، فإن تشكيل الجبهة العراقية السنية جاء نتيجة رد فعل لهيمنة رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي على المشهد السياسي السني، ما دفعهم إلى المطالبة بإقالته، وينقسم البيت الشيعي بين مؤيد ورافض لمطالبة الجبهة السنية، ومن جانب آخر، فإن الكورد يميلون إلى عدم زعزعة الاستقرار السياسي حالياً وخلق أزمات جديدة في الوسط السياسي، خصوصا وأن العراق على أبواب انتخابات نيابية.

‹الجبهة› تبحث عن زعامات .. والكورد «بيضة القبان»

يقول الكاتب والمحلل السياسي علي البيدر  إن «الهدف الرئيس من تشكيل الجبهة العراقية السنية ليس كما هو معلن أنه لمعالجة مشاكل المكون العربي السني والمطالبة بحقوقهم وإعادة النازحين إلى مدنهم، وإنما الهدف الرئيسي هو سحب البساط من الزعامة الحالية المتمثلة برئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي».

وأضاف البيدر «كما أن الأسباب التي دعت إلى تشكيل الجبهة هو الصراع المناطقي بين محافظات المكون الأخرى ومحافظة الأنبار، بعد أن لمسوا وجود استئثار وتفرد بالقرار والسلطة من قبل شخصيات محددة».

واستدرك البيدر قائلاً: «إلا أنه من جانب آخر، هي حالة صحية لخلق المنافسة بين السياسيين»، مشيراً إلى أن «الموضوع يتوقف على إرادة ونوايا الفاعلين في هذه الجبهة».

وفيما يخص رأي وموقف الشارع السني من تشكيل الجبهة، أشار البيدر إلى أن «الذين قاموا بالإعلان عن الجبهة لم يعودوا إلى جماهير المكون السني لمعرفة موقفهم ورأيهم، وبالتالي فإن العملية هي سياسية بحتة للحصول على الزعامة».

وأوضح الكاتب، أن «أبرز الأسباب التي دعت الجبهة للمطالبة بإقالة بالحلبوسي هو تفرده بالقرارات وانتشاره بشكل عامودي وأفقي، وكما هو معروف فإن المناطق السنية مقسمة إلى مقاطعات لا يجوز تواجد شخصية من مقاطعة أو منطقة معينة في مناطق أخرى»، مبيناً أن «الحلبوسي كان منظماً وبالتالي هناك تصادم بين مصالح السنة ومحمد الحلبوسي، ما دفعهم إلى التلويح بمطالبة الإقالة».

وفيما يخص موقف وآراء المكونات الأخرى المتمثلة بالشيعية والكوردية، أوضح البيدر، أن «مواقف بقية الأطراف حيادية براغماتية، فكتلة سائرون والنصر والحكمة مع بقاء الحلبوسي، أما دولة القانون والفتح والصدر مع إقالته، فيما أشار البيدر إلى أن «البيت الكوردي عادة ما يتأخر في اتخاذ قراراته وهو يعتبر بيضة القبان في الوسط السياسي العراقي ويتخذ قراراته بعد دراسات وتفكير معمق، وهو يميل إلى ضرورة استقرار العراق حالياً وبقاء الحلبوسي في مكانه».

ويرى البيدر، أن إقالة الحلبوسي «ستفتح المجال لأزمات جديدة إذ لن يستطيع البيت السني ترشيح شخصية جديدة، وهذا سيسمح للنائب الأول إدارة البرلمان»، مشيراً إلى أن الجبهة لم تاتِ بشيء جديد وإنما نفس المطالبات والمواقف العربية السنية، لكن ربما تعمق بعض الملفات وتنزل الجبهة إلى الشارع السني ويحتكون بهم أكثر، وهو ما يمثل بداية حقيقية للتقرب من الشارع السني وذلك يخلق منافسة بين جميع الأطراف لكسب رضا الشارع».

إقالة الحلبوسي ستدخل العراق في ازمة سلطات

من جانبه قال النائب في البرلمان العراقي عن كتلة صادقون، أحمد الكناني، لـ (باسنيوز)، إن «موقف الشيعة بشكل عام واضح اتجاه التحالف، وإنهم يرحبون به لطالما الغاية منها التقويم»، مؤكداً أن «صادقون مع الأغلبية السنية، فإذا ما اتفق المكون السني على تبديل الحلبوسي لن نعترض على ذلك حينها».

وأضاف الكناني «إننا ندعم تشكيل الجبهة ونرى أنه حالة صحية إن كان تشكيله مبنياًعلى أسس قوية وليس لأغراض انتخابية»، مبيناً أن «التنافس محتدم في المناطق السنية والحلبوسي أصبح في وضع قوي حتى في نينوى، ولذلك فإن السنة يتخوفون من سيطرته وسلطته».

ويرى الكناني، أن «هناك دوافع سياسية أدت إلى تشكيل الجبهة وذلك للضغط على الحلبوسي لأنهم يعتقدون أنه مسيطر على جميع المناصب التي من حصة المكون ويرغبون بأن يتشاركوا معه في أن تكون لهم حصص في هذه المناصب».

وأكد الكناني، أن «هناك بعض الملاحظات على أداء رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي، ولكن ذلك لا تتحمله رئاسة البرلمان فقط وإنما جميع الكتل الأخرى».

مبيناً أن «إقالة الحلبوسي ستدخل العراق في أزمة سلطات جديدة، لأن هناك كتل أخرى تريد استبدال رئيس الجمهورية برهم صالح، والبلد لا يتحمل المزيد من المناكفات السياسية ويجب تهيئة الأجواء للانتخابات  القادمة».

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
, ,
Read our Privacy Policy by clicking here