صحفيو العراق بين حرية التعبير وسياسة التهجير

ربما تخدع بعض العقول بعبارات رنانة تطرح في قاعات المؤتمرات او تزين بعض تصريحات المسؤولين وخطابات ساسة العراق لكن ما نراه في الواقع عكس ما يدور في عالمنا الافتراضي مع وجود مسمى الديمقراطية.
حرية الصحافة والتعبير عن الرأي انموذج حي على ذلك، فلعل كثرة الفضائيات ووكالات الانباء والمواقع الالكترونية وما يطرح في صفحات “الفيسبوك” و”تويتر” وغيرها دليل على المساحة الواسعة في طرح الرأي والرأي الاخر، ولكن الخطوط الحمراء مازالت تقديد الحريات وتجهض جميع محاولات تغيير الواقع وكشف الحقائق.
ما يعنيه الصحفيين في العراق من قيود ومضايقات وحدود غير متناهية جعل اقلام البعض منهم تصدأ وجعل البعض الاخر يدخل في اسماء مستعارة من اجل ايصال فكرة للأخرين ولو بطريقة خجولة، وهذا الامر بانت ملامحه واضحة للقاصي والداني.
فكيف يمكن ان نعيش في اجواء تحمل قسطا من الحرية والديمقراطية ومازالت ازمات ومشاكل البلد تتراكم ولا تنتهي، ومازالت الاشارة الى الحقيقة وكشف الفساد جرم يعرض من يقوم بذلك الى الملاحقة وربما المساءلة القانونية ؟! .
ان حقيقة وضع الصحفيين في العراق ومسار هدفهم يلفه الغموض فضلا عن انهم معرضون للاستهداف بشكل مستمر من قبل جهات تابعة لما يسمى بـ ” الدولة العميقة ” او من قبل جهات محسوبة ربما على الدولة ولكن بعناوين متعددة.
فهناك خطر محدق بكل صوت او قلم يريد ابراز الحقيقة ايمانا منه بحب الوطن، وان الخطر الذي نعنيه قد يصل بالصحفي الناجح الى اتهامه بصفات تجعله محط لعنة لا رحمة وربما يؤدي ذلك الى تصفيته جسدياً، وهكذا يمكن ان تكون نهاية كل من يريد التعبير بشكل واقعي ولا يهاب السلطة او تفرعاتها.
ما ندركه بشكل واقعي ان كل اعلامي في البلد يمتلك قدرا من الحرية في التعبير ولكن بحكم قواعد وقوانين معينة تجعله اسيرا لدى المؤسسة الاعلامية التي يعمل بها ، بل تصل فيه المرحلة الى ان يكون لسانه او قلمه معبراً عن توجهات تلك المؤسسة حتى لوكان ذلك عكس توجهاته الشخصية ورأيه الخاص ، وعند رفض ذلك الامر يكون الصحفي خارج اسوار المؤسسة الاعلامية ، بل يتهم بالانحراف عن مسار الاعلام المهني الهادف ، ولن تنتهي مسيرته عند تلك النقطة فحسب بل يكون عرضة للتخويف والتخوين والملاحقة والمضايقة والابتزاز في حالة الاستمرار على نهجه وهذا ما لوحظ جليا عندما قتل بعض الصحفيين والمحللين السياسيين ووجهت اصابع الاتهام للمتسببين بقتلهم ضد مجهول ، مما ادى ذلك الى لجوء العديد من الصحفيين المحترفين والاقلام الحرة الى عدة دول حفاظا على حياتهم .
لذا ما نبتغيه لكي تتحقق احلامنا في حرية التعبير وايصال افكارنا والابقاء على وجودنا في الوطن كصحفيين يمتلكون وعيا واخلاصا لوطنهم، هو فك القيود عن حناجرنا واقلامنا وازاحة ستار الديمقراطية الزائفة لتحل محلها الحرية الحقيقية الني تؤتي ثمارها في التغيير والاصلاح من اجل عراق مزدهر.
بقلم : احمد السراي
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here