ومن العتوه ما يتشابه

أحيانا نسمع كلمة المعتوه وهو الشخص الغير الطبيعي على مستوى التصرف والإدراك. وهي آفَةٌ تُوجب خللاً في العقل، فيصيرُ صاحبها مُخْتَلَطَ الكلام، فيُشبهُ بعض كلامه كلام العقلاء، وبعضهُ كلام المجانين، فاسد التدبير. وكلمة معتوه سرعان مايتبادر في ذهننا شخص غير طبيعي أو في وضع عقلي غير سليم، فمعنى هذه الكلمة توارثنها بهذه الصورة، فأصبحت كلمة معتوه كوصف يطلق على أي شخص ناقص عقليا أو جنونه يأتي ويذهب بشكل غير محدد، لكن مع الوقت الحالي أصبحت كلمة معتوه تستعمل كوصف مهين للإساءة لشخص ما.

نحن نلاحظ ان الرئيس الامريكي ينشر في تغريدات له دون حسابات القيم والاخلاق عبارت متسهجنة في توصيف مثلاً نشر فيه موظفة سابقة في البيت الأبيض وأحد أهمّ مساعديه في الحملة الانتخابية بـ”المسعورة” و”الكلبة”، ولا يتورع هذا الرئيس “المعتوه” على حد وصف مساعدة الرئيس الأمريكي السابقة “أوماروسا مانيغولت نيومان” التي فضحت للرأي العام الأمريكي الطريقة التي يُدار بها البيت الأبيض في عهد ترامب، واتّهمت رئيس أمريكا بـ”الجنون” عندما قالت “تراجع حالته العقلية أمرٌ لا يمكن إنكارُه”.

ووصف احد عضاء مجلس النواب الاردني ، رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو بـ’المعتوه’ عقب تصريحاته الاخيرة بان غور الاردن ملك لاسرائيل حتى مع وجود اتفاق. وشن هجوما على النتن ياهو واصفا اياه بـ’الكذاب’ وانه لا يحترم الاتفاقيات ولا المواثيق الدولية بعد تصريحاته الأخيرة التي أكد فيها بأن أية خطة لن تتضمن الانسحاب من غور الاردن، واشار الى ان النتن ياهو رجل سفاح ويداه ملوثة بدماء الأبرياء من الأطفال ، ويجب على مراكز القرارات الدولية إتخاذ موقف حازم في حق هذا ‘المعتوه’ والحد من ‘عنجهيته’ التي يتفاخر بها أمام الجميع.
وعن الامام علي بن أبي طالب عليه السلام ، حيث قال: “رُفِعَ القلَمُ عَنْ ثلاثَةٍ: عنِ النائِمِ حتى يستيقِظَ، وعن الصبيِّ حتى يشِبَّ، وعنِ المعتوهِ حتى يعْقِلَ”.

ان للحقيقة يجب ان نتجه بالمقال ونوجه للداخل العراقي وللعقلاء منهم فهناك في تشابه بالعتوه بين الساسة الحاليين ومثل هؤلاء الذين ذكرناهم في المثلين نعم هناك تشابه وعيب كبير في عقول الكثير من الساسة في العملية السياسية العرجاء ،واكتب دون خوف او وجل من احد عن مجريات الالام والمعاناة والمستقبل المظلم الذي ينتظر لعراقنا الحبيب في المناكفات والمزايدات والصراعات على الميراث القديم والحديث لهذا البلد العظيم في التاريخ بعد ان وقع بيد من لا يرحمه فعندما يغيب القانون ومؤسسات الدول تصبح عرضة للنهب… فلن يسكت الشرفاء لحماية وطنهم وهويتهم بالوقوف بوجه كل من يتطاول عليه ويحاول المتاجرة بما يتبقى منه ونقول لقد فشلتم ايها السادة بحماية ثرواته وهويته. القضيه لم تتوقف عند شخص يستبيح الوطن ولا يحسب اي حساب لدولة وهم المتمسكين بالسلطة انتاج مجلس هزيل للاستهلاك الاعلامي وللتغطيه على سياساته وفساده ويحارب شعبه بكل الوسائل ويعاملهم كعبيد او عمال في حانات رجال السلطه الفاقده لكل انواع الثقه والهيبه ويعيشون في شريعة الغاب ،القوي يأكل الضعيف والغريب لم يحترم غربته والكل تمرد على الوطن لأكثر من سبب . و الله يستر من الفاسدين و المفسدين و السماسرة و هم للأسف في غالبيتهم ممن يوصفون بالرموز ،

تنطوي الأزمات التاريخية التي يواجهها العراق الآن على نتائج طويلة الأمد لا حدود لها ، ففي جميع ارجائه، تتعرض جماهيره إلى ضغوط قاسية تكتنفها الصراعات في أطر مؤسسية يتفشى فيها الفساد وان القضية التي هزتني وانا اطلع الاعلام والصحف هو مشروع الفاو الكبير هذا المشروع المهم لمستقبل العراق والاجيال القادمة وليحافظ على هيبته وادارة المشروع من الاهمية التي يمكن بناء الامال عليه و الذي يصفه خبراء بأنه مشروع إستراتيجي يربط الشرق بأوروبا عبر العراق مرورا بتركيا وسيغير خارطة النقل البحرية العالمية. ويقع ميناء الفاو الكبير في منطقة رأس البيشة في شبه جزيرة الفاو في محافظة البصرة جنوبي العراق، وتبلغ تكلفة المشروع حوالي 4.6 مليارات يورو، وتقدر طاقة الميناء المخطط إنشاؤه بحسب التصاميم التي وضعتها شركة استشارية إيطالية بـ99 مليون طن سنويا، ليكون واحدا من أكبر الموانئ المطلة على الخليج العربي والعاشر على مستوى العالم، وتم وضع حجر الأساس لهذا المشروع يوم 5 أبريل/نيسان 2010.

والمشروع خطوة مهمة جدا في عملية تغيير محاور اللعبة التجارية، لأنه يعد مركزا تجاريا ليس للعراق فحسب وإنما للمنطقة، و هذا المشروع في حال اكتماله سينقل البلد بشكل كبير ونوعي.ولكن سرعان ما يتوقف من جديد العمل فيه والغاء عقده وبشكل مفاجئ دون معرفة الاسباب.

ان إلغاء العقد مع ” شركة دايو العملاقة والتي يزيد رأسمالها عن 400 مليار دولار” هل اصبح العقل والمنطق يتقبل مايجري في العراق بعده دون مراجعة الإلتزامات المالية والقانونية وعدم إعادة النظر في إلغاء عقد هذا المشروع استراتيجي والذي في غاية الأهمية ويتوقف عليه مستقبل العراق الاقتصادي ” و ان إلغاء العقد هو نصر مؤقت لدول المنطقة التى تريد الخراب للعراق ولعملائهم ولكل مسؤول فاسد استلم رشوة من جهات خارجية “

ويعد المشروع حلقة وصل بين دول الخليج العربي التي تعتبر مستهلكًا رئيسيًا للبضائع الأجنبية، كما تعد حلقة وصل مع تركيا التي تعتبر مستهلكًا رئيسيًا للنفط وفي نفس الوقت للبضائع، لذا من المتوقع أن تصبح منطقة الفاو حلقة وصل تربط العديد من الأطراف مع بعضها اذا ما استكمل المشروع .ويبدو ان هناك جهات سياسية في العراق متواطئة، ولها أجنداتها، وهي من ساهمت في منع إتمام مشروع ميناء الفاو الكبير وتأخيره،

وهناك من الدول التي تتضرر من هذا المشروع ويمكن ان يكون لها دور مخادع لعدم انجاز هذا المشروع المهم مثل دول ، من بينها الكويت والإمارات ومصر وأمريكا والكيان إسرائيلي ويعد التطبيع جزء مهم منه ايقاف هذا الصرح المهم مما يسوجب التحقيق وبشكل جاد لكشف “الأيادي الخفية المجرمة والعميلة “التي تعمل مع مخابرات هذه الدول لقاء الأموال”. واذا كان الحرية والديمقراطية وحقوق الانسان والتشردق بالوحدة الوطنية شعارات يتغنى بها البعض لغرض في نفس يعقوب فأن ابناء الوطن سوف لن يقفوا مكتفي الايدي والسكوت على هذه الجريمة الشنعاء بحق العراق ومستقبل اجياله. ونذكر بقول الشاعر :أنا آت يا وطني آت، والعالم يرقب خطواتي،خطواتي عزم و إباء، وحياتي بذل وفداء، والثورة هي كل حياتي، الثورة هي كل حياتي، أنا آت يا وطني آت،وسيعود الخير لاهله.

عبد الخالق الفلاح باحث واعلامي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here