من حكاياتنا (1)

من حكاياتنا (1)
ريام الشمري
في تمام صباح احد الأيام الممطرة خرجت من منزلي, كان الجو بارد جداً وممطر مرتديا قفازاً شتوياً ومعطفاً من الصوف حاملاً بيدي اليسرى حقيبة وبيدي اليمنى مضلة تحميني من شدة هطول المطر,أسير بين أزقة حيينا وأنا أشاهد سكانه متعاونين فيما بينهم لإزاحة المياه التي أغرقت منازلهم , بعد أن غمرتها مياه الأمطار, في حين انشغل البعض الآخر في تنظيف الشارع بعد أن غمرتها مياه الأمطار مع اختلاطها بمياه المجاري,ومن الجانت الآخر أرى حركة الطرقات في هذا اليوم مزدحمة ,وهناك من كان يواجه صعوبة في تشغيل سياراته بسبب ارتفاع مياه الأمطار وانغمار محركاتها بالمياه , وقفت في الشارع وأنا أحاول بجهد البحث عن مكان يقيني من زخات المطر, بانتظار سيارة أجرة, ومن جانب أخر هناك رجل المرور كان وافقاً وسط زخات المطر ووجهه وثيابه مبلله وأنا أشاهده يواجه صعوبة في عملية تيسير المركبات ملوحاً بيده لتسهيل حركة مرور السيارات والمواطنين كأنه أصبح بديلاً للإشارة الضوئية التي توقفت عن العمل.
كان بعض أصحاب العجلات يتذمرون من شدة الازدحام وانعدام شبه تام للرؤية بسبب غزارة الأمطار,مع انشغال رجل المرور بتمرير العجلات بانتظام أتى شاباً يافعاً في مقتبل العمر قوى البنية مفتول العضلات عريض الصدر يستقل سيارة رياضية حديثة, قد خالف أشارة المرور وسار بعكس الاتجاه ومن ثم ركن سيارته التي كانت لاتحمل أرقاماً, بقربي في مكان ممنوع الوقوف فيه وقطع الطريق على المواطن مترجلاً منها وسار في طريقة وكأن شيئاً لم يحدث , أتى شرطي المرور وحرر له غرامة وضعها على الزجاج الأمامي للسيارة ,وعاد إلى مزاولة عمله من جديد, وبعد برهة أتى مفتول العضلات مفاجئا بوجود المخالفة فقد تغيرت تعابير وجهه وأصبح غاضباً مع بروز عروقه, حمل المخالفة وهو ينظر اليها ويقرأها ويضحك باستهزاء وقام بتمزيقها ورميها على الأرض,واقترب من شرطي المرور
متسائلاً إياه :حضرتك انت مسوي المخالفة الي؟
فأجابه شرطي المرور:اي اني سويتها لان ركنت سيارتك بمكان ممنوع احد يوكف بيه
فرد عليه مفتول العضلات:الظاهر حضرتك متعرفني اني منو، وهاي مخالفتك شوفها وين مشموره؟ عود لمها من كاع واشرب ميها.
بدأت حالة من الغضب من قبل شرطي المرور بسبب كلامه الغير لائق,وعلى حين غرة بدأ مفتول العضلات بشتم رجل المرور وضربه وترهيبه, حتى تدخل بعض المارة وسائقي السيارات لفض النزاع, وأنا مازلت انظر إلى هذه الحادثة دون أحرك ساكناً, ولا اعلم ما السبب الذي جعلني في هكذا موقف!
ثم سمعت صوت يقول: علاوي نفرين طالع
التفت واذا بسائق ينادي باسم المكان الذي أروم التوجه اليه, ترجلت السيارة تاركاً النزاع قائماً مع شرطي المرور واكتظاظ الناس لفض النزاع من حولهم, وبالتأكيد مازلت اجهل ما الذي حدث بعد رحيلي, وكيف تم حل الموضوع.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here