رحيل الأسير المحرر والمناضل الوطني الكبير الحاج عوني عبد القادر فروانة ” أبو العبد ” (1940م-2020م)

رحيل الأسير المحرر والمناضل الوطني الكبير الحاج عوني عبد القادر فروانة ” أبو العبد ”
(1940م-2020م)
بقلم :- سامي ابراهيم فودة
قال تعالى:- “مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلا “صدق الله العظيم ،
إخوتي الأماجد أخواتي الماجدات أعزائي القراء أحبتي الأفاضل فما أنا بصدده اليوم هو تسليط الضوء على سيرة عطرة وذكرى طيبة لرجلاً وطنياً مناضلاً أحد أعلام الحركة الوطنية وأحد قيادات وكوادر الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ومن خيرة رجال الوطن المخلصين الشرفاء وأحد مناضلي الثورة الفلسطينية في زمن عزّ فيه الرجال,
أنه صاحب الابتسامة ذي الوجه البشوش والقلب الطيب الأسير المحرر المناضل الوطني الكبير الحاج عوني عبد القادر حسن فروانة المكني بـ “أبو العبد” والذي وافته المنية صباح يوم الأحد الموافق 8/11/2020م بعد ان أصيب بجلطة بالدماغ تعرض لها قبل ثلاثة أيام وأدخل على إثرها إلى غرفة العناية المركزة في مستشفى عن عمر يناهز 80 عاماً قضاها في خدمة الوطن.
ولد الأسير المحرر المناضل الوطني الكبير الحاج عوني عبد القادر حسن فروانة “أبو العبد ” في مدينة يافا بحي العجمي يوم 10/5/1940م فهو والد الاخوين المناضلين عبد الناصر فروانة رئيس وحدة الدراسات والتوثيق في هيئة شؤون الأسرى والمحررين وعوني فروانة رئيس منظمة أنصار الأسرى, وقد نشأ في كنف أسرة فلسطينية لاجئة مناضلة محافظة على تقاليد المجتمع الفلسطيني وملتزمة بتعاليم الدين الإسلامي وترجع أصول جذور عائلته إلى مدنية يافا في فلسطين المحتلة عام 1948م التي هاجروا منها قسراً بقوة السلاح إلي قطاع غزة وأستقر بهم المطاف في منطقة تل الهوى ,فهو متزوج من المناضلة المثابرة الأخت أم العبد وله من الأبناء / عبد الناصر- عوني- مهما- فاطمة.
المؤهل العلمي:- تلقى تعليمه في مدرسة رياض في يافا حتى الصف الثالث وهاجرت عائلته مع نكبة فلسطين إلى غزه وسكنت عائلته في بيت العائلة في حي الشجاعية وبدا رحلة العمل والشقاء وتعلم صنعة تنجيد فرش السيارات حتى اصبح صاحب صنعه .
محطات مضيئة في حياة الأسير المحرر والمناضل الوطني الكبير الحاج/ عوني فروانة “أبو العبد ”
التحق المناضل عوني فروانة “أبو العبد ضمن مجموعات الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بقيادية الرفيق المناضل جورج حبش وضمن مجموعات القائد جلال عزيزه أبو حافظ المسؤول العسكري للجبهة الشعبية آنذاك وقد استشهد من ضمن مجموعته عدد من الشهداء هم كلا من الشهيد عبد الله جلق “عوض ” والشهيد عبد المجيد السعدني اللذان استشهدا في احد الاشتباكات مع قوات الاحتلال الصهيوني بمخيم المغازي اضافه إلى الشهيد داود خلف الذي استشهد في مخيم البريج بمواجهه مع جنود الاحتلال الصهيوني.
ومن ضمن مجموعته العسكرية المناضلين سعدي قاسم حيث امضى بالسجن حوالي 14 عام وكذلك القائد حسن العمودي من مخيم البريج الذي امضى 15 عاما في سجون الاحتلال الصهيوني وأبو العز الذي غادر الى الخارج ولم يتم اعتقاله وقد اوجعت مجموعته قوات الاحتلال وأوقعوا خسائر كبيره في صفوف الكيان الصهيوني.
في يوم 3/3/1970 وأثناء عمله في محله في الشيخ بشير بالمنطقة الصناعية القديمة في مدينة غزه داهمت قوات الاحتلال الصهيوني المحل وقامت باعتقاله وداهمت بيته في حي الدرج بمنطقة بني عامر وامضوا ثلاث أيام وهم يحاصرون المنطقة والبيت ارعبوا خلالها أهل بيته وكان حينها ابنائه صغار “عبد الناصر” الذي لم يتجاوز الثلاثة سنوات “جمال” كان طفلاً رضيعاً وجاء الى هذه الدنيا بعد اعتقال والده أبو العبد.
حكمت المحكمة الصهيونية عليه بالسجن الفعلي لمدة 22 عام وقامت قوات الاحتلال بنسف محله بكل ما فيه انتقاما منه ولم يبقى للمناضل عوني فروانة سوى دراجة ناريه امريكي الصنع جميله ورائعة نفذ عليه العديد من العمليات العسكرية ضد قوات الاحتلال الصهيوني ,وامضي في سجون الاحتلال لأكثر من خمسة عشر عاماً وشهرين ونصف “متواصلة، قضاها متنقلا بين سجون غزه وعسقلان وبئر السبع والرملة.

المناضل المرحوم أبو العبد لم يكن من النوعية المتعصبة لتنظيمه الجبهة الشعبية بل كان قائد وطني بامتياز تربطه علاقة وطنيه بكل التنظيمات الفلسطينية وقضى فترات طويلة في زنازين العزل الانفرادي ،وعانى أثناءها من المرض وتبعات الاهمال الطبي، وكان يقف إلى جانب الأسرى في مرضهم وحزنهم وفرحهم بشكل كبير.
لم يقضي المناضل عوني فروانة “أبو العبد ” مدة محكوميته فأطلق سراحه في العشرين من آيار/ مايو عام 1985 في إطار صفقة تبادل الأسرى الشهيرة عام 1985، ضابط مخابرات بريطاني مسؤول
حين تم الإفراج عنه من المعتقل كان حلمة هو الدراجة النارية الخاصة به والتي شاركته في عملياته وتاريخه النضالي وقام بإصلاحه وعمل كل اللازم من اجل ان يعود ليركبه ولكن ضابط المخابرات المسؤول عن منطقة الدرج آنذاك حذره من العودة إلى السجن ان قام بركب هذا الجيب فاضطر إلى بيعه وهو يقول انه لازال عند الذي اشتراه يحتفظ فيه في بيته كما علم .
عمل آنذاك المناضل أبو العبد سائق على الخط حيث اشترى سيارة من نوع بيجو وكان يجول ويصول ويزور اصدقاءه الأسرى المحررين وكان يذهب الى الضفة والى داخل فلسطين التاريخية كان يعتبر السيارة فرصه للعمل والنزهة والتعرف على الوطن .
اعتقل أبنه الأكبر عبد الناصر لعدة سنوات ولفترات متفاوتة متنقلاً بعدة سجون للاحتلال الصهيوني كان خلالها محروماً من زيارته ولم يكد يتعرف على أبنه الصغير جمال حتى تم اعتقاله وحكم عليه بالسجن الفعلي لمدة ستة سنوات وعاد ليعتقل مره اخرى في سجون الاحتلال الصهيوني بتهمة مقاومة الاحتلال الصهيوني واعتقل عدد كبير من أبناء عائلة فروانة المناضلة.
عمل موظف في مؤسسة رعاية الشمس الذي يديرها آنذاك الدكتور حاتم ابو غزاله مع كوكبه من المناضلين هم الإخوة يوسف الخور وناصر دغمش وعبد القادر العفيفي واخرين وكان دائما من المخلصين بعمله ويخدم المواطنين بما اوتي من قوه.
وبعد ان تم حل المؤسسة وإغلاق أبوابها عمل في وزارة الشؤون الاجتماعية في السلطة الوطنية وتم احالته للتقاعد بعد ان بلغ الستين من العمر.
اصيب المناضل أبو العبد بحاله من التسمم اثناء قيامه برش مبيدات حشريه لمزروعات قام بزراعته في بيته بتل الهو وقد تم نقله الى المستشفى واجراء اللازمة له بعد ان كاد يفقد حياته.
في عام 2010 اصيب بوعكه صحية وقام بإجراء عملية قلب مفتوح في مدينة غزه بمستشفى الشفاء وفي نفس العام حج الى البيت الحرام ضمن منحة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وهو دائم الحركة والقيام بزيارات عائليه والمشاركة في أي مكان يدعى اليه وخاصه من الأسرى المحررين اصدقاءه من كافة التنظيمات الفلسطينية.
المناضل “أبو العبد” لدية الكثير من الأحفاد وقد ارتقى منهم شهيداً أثناء مقاومته للاجتياح الصهيوني الذي جرى أثناء الحرب الاولى على غزه عام 2008,هو الشهيد عماد ماهر فروانة
ستجرى مراسم الدفن يوم الاثنين بعد صلاة الجنازة عليه في مسجد مصعب بن عمير في حي تل الهوا بمدينة غزة الساعة العاشرة والنصف
بقلوب ملؤها الحزن والأسى وبالأصالة عن نفسي وعائلتي أتقدم بخالص العزاء إلى كلاً من الاخوة عبد الناصر فروانة وجمال فروانة بوفاة والدهم المناضل/ عوني فروانة وإلى عائلة فروانة في الوطن والشتات سائلين المولى عز وجل أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته، وأن يسكنه فسيح جناته، وأن يلهم أهله وذويه الصبر والسلوان”
يا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي ”

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here