تأخير ( استلام الراتب ) انتهاك جديد للموظف العراقي !

تأخير ( استلام الراتب ) انتهاك جديد للموظف العراقي !
بقلم : د . خالد القره غولي
بدأ موظفو الدولة في جميع مناطق العراق الشُّعور بالاستياء ؟ والضجر ويعد هذا أول تحد حقيقي لسلطة رئيس الوزراء الجديدالمكلف السيد الكاظمي ! يقولون انه تأخير استلام رواتبهم غير عادل وغير منصف وطالب هؤلاء بصرف رواتبهم على الفور في جميع محافظات العراق ، فيما لوح
( البعض منهم ) باعتصام مفتوح ومن ثم القيام بإضراب عن العمل حتى توزيع رواتب موظفي القطاع العام رفضا لتأخير استلام رواتبهم وهذه الفعاليات الاحتجاجية تشكل اول تحد واسع للإصلاحات التقشفية التي بدأها السيد( الكاظمي ) ويسعى من خلالها الى ضغط النفقات في بلد يعمل في مؤسساته اربعة ملايين موظف عمومي وسط ازمة مالية خطيرة نتيجة نفقات الحرب ضد ( داعش ) وانخفاض اسعار النفط الذي تعتمد الموازنة العامة على 90 بالمائة من وارداته , إذا بدأت الحكومة بحل المشاكل الصغيرة فهي خطوة صحيحة للبدء بخطة منظمة لحل المشاكل والفوضى والخراب الذي يُعانيه العراق وشعبه المظلوم : وضمن عقائد وأسس التنمية البشرية في العصر الحديث يبقى الاهتمام المطلق بالمواطن وتوفير سبل العيش الرغيد أو على الأقل الكريم له من السلطة الحاكمة أهم الأهداف التي يجب تحقيقها بناءً على مبادئ الدستور .. وهذا ما تسعى إليه الدول المتقدمة وحققت به نمواً متوازناً في هذا المجال رغم التحذيرات المستمرة من المعاهد والمؤسسات المتخصصة بموضوع التنمية البشرية للحد من التباطؤ الخطير في أوربا وآسيا وأفريقيا بطبيعة الحال .. وفي العراق ومنذ عام ( 2003 ) استبدلت بديهيات التنمية البشرية بتحويل العراق إلى ميدان وساحة للصراع بين دول العالم وتصفية حساباتها فوق أرضه ، احتلال ومقاومة وحرب أهلية وحكومات حائرة تائهة ضائعة ، وزراء ( سياسيون ) تحولوا إلى تجار من الدرجة الأولى وحكومات ( محلية ) لاهمَّ لها سوى الإيفادات وعمليات التجميل وشراء العقارات والزواج من ثانية و ثالثة وقد تصلُ إلى عاشرة ! بينما ينقضُّ الفقرُ بكلِّ ألوانه وأنواعه ومواسمه وأجنحته على العراقيين جميعاً دون استثناء من غير هؤلاء
( أقصد المسؤولين ) .. بِطالة أطبقت على ثلثي العراقيين وخزينة الدولة فارغة والبلد على وشك إعلان إفلاسه في مطلع عام 2021 جاء الآمر على لسان وزير المالية الاخير خلال المؤتمر الصحافي ، بينما تُصرف مليارات على شراء سيارات وعقارات وأرصدة لمسؤولي الدولة وبذخ وهدر وتبذير للأموال لم يشهد له التاريخ مثيلاً .. لا أحد يهتمُّ بمصير الشعب ومشاكله وهمومه بل مجرد وعود انتخابية كاذبة وفارغة من كل مسؤولي الدولة

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here