حقيقة الأصنام

حقيقة الأصنام، الدكتور صالح الورداني
————–
عندما نتحدث عن الأصنام فإننا نتحدث عن الباب الرئيس المؤدي للشرك بالله..
وكل ما يعبد من دون الله هو صنم..
والوثن: صنم صَغِير وَقيل هُوَ كل صنم وَالْجمع أوثان..
وفَرَّق بَيْنَهُما الكَلْبِيُّ فِي كِتابِ الأَصْنامِ بِأَنَّ المَعْمُولَ من الخَشَبِ أَو الذَّهَبِ والفِضَّة أَو غَيْرِها من جَوَاهِرِ الأَرْضِ صَنَم، وَإِذا كَانَ من حِجارةٍ فَهُوَ وَثَنٌ..
والسّادن، وَالْجمع سَدَنَة، وهم الْقَوْم على الْأَصْنَام كَانُوا فِي الْجَاهِلِيَّة وَالِاسْم السِّدانة..
وَقَالَ الْأَخْفَش: الطاغوت تكون الأصنامَ، وَتَكون من الجنِّ وَالْإِنْس، وَتَكون جمَاعَة وواحداً..
وروى الكلبي في كتابه الأصنام : حمار رجل من العمالقة، كان له بنون ووادٍ مخصب، وكان حَسَنَ الطريقة. فخرج بنوه في بعض أسفارهم، فأصابتهم صاعقة فأحرقتهم. فكفر بالله عز وجل، وأخذ في عبادة الأصنام..
وقال: لا أعبدُ ربّاً أحرق بَنِيَّ أبداً..
وهو الذي يضرب به المثل فيقال: أَكْفَرُ من حمارٍ..
والأصنام القديمة مثل اللات والعزى وهبل ومناة التي كان يعبدها العرب في الجاهلية كانت مجرد صورة مادية تباع و تشترى في السواق وتزين بها البيوت..
حتى أنها كانت تصنع من العجوة وإذا جاع المرء أكلها كما فعل عمر في جاهليته حسبما روى..
وقد قام إبراهيم (ع) بدور بارز في مقاومة الأصنام..
وجاء في القرآن على لسانه{وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ . رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ } إبراهيم: 35: 36
{إِذْ قالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا هذِهِ التَّماثِيلُ الَّتِي أَنْتُمْ لَها عاكِفُونَ} الأنبياء/52
وهو ما يكشف لنا خطورة الدورالذي تلعبه الأصنام وقدرتها على الجذب حتى أن نبياً كإبراهيم يدعو الله أن يجنبه وبنيه عبادتها..
وخطورة الأصنام تكمن فيمن يقف ورائها ويأمر وينهى باسمها..
وقد تم استغلالها من قبل الحكام بالتعاون مع الكهان المستترين بالأصنام في الماضي..
والعبادة ليست مجرد الركوع والسجود..
وكذلك الأصنام ليست تلك الصورة المادية العالقة في أذهان الناس..
الأصنام في حقيقتها قيمة معنوية تقوم على فكرة جاذبة تستقطب الناس نحوها..
وهى لا تسستقطب سوى ضعاف العقول من أهل الهوى والشهوات..
وكل فكرة تقود إلى عبودية غير الله هى صنم..
واليوم اختفت الصورة المادية للأصنام وبرزت بصورتها الحقيقية أي الفكرة أو الصورة المعنوية..
وهى تلعب نفس الدور في تعبيد الناس لغير الله وإضلالهم عن سبيله..
ومن أخطر أصنام العصر ما أطلق عليه اسم الفن..
وهو صنم يعتكف من حوله الناس ليل نهار..
ونرى الكثير من الرجال والنساء قد وهبوا أنفسهم له..
وهم على استعداد للتضحية بأي شئ في سبيله..
والمرأة خاصة قد فرطت في كرامتها وتخلت عن حيائها من أجله..
وهى تتعرى وُتضاجع وترقص بخلاعة متناهية بأمر منه..
وقد تم استغلاله من قبل الحكومات في إضلال الشعوب وإفسادها..
وهو صنم له سدنته الذين يدعمونه مثل النقاد والمخرجين والمنتجين وأعوانهم ..
وتعد الموضة أيضاً من الأصنام..
وكذلك ما سموه بالسنة يعد من أخطر الأصنام أيضاً ،فقد اعتكف المسلمون من حوله يستمدون منه الدين والحلال والحرام وأهملوا كتاب الله..
والأخطر من ذلك أصبحوا يستمدون منه مشروعية إراقة الدماء واستحلال الأموال وتخريب الأوطان ودعم الإرهاب..
وقد تحولت العديد من المذاهب والزعماءعلى مستوى الماضي والحاضر إلى أصنام مثل الوهابية والبهائية والشيوعية والاشتراكية وماركس وماوتسي تونج وعبد الناصر..

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here