لنفكر قبل ان نصرخ.. ماكرون والرسوم المسيئة (2)

لنفكر قبل ان نصرخ.. ماكرون والرسوم المسيئة (2)

عبد الرضا حمد جاسم

أولاً: فرنسا والإسلام:

1-فرنسا غير كل الدول الاوربية…فرنسا مستعمراتها تعيش فيها ومعها وقريبة عليها وتحيط بها وبالمقرات الحساسة للدولة وتخترقها على كل الصُعُدْ.

2- يشير البعض الى ان ماكرون قام بذلك من اجل كسب الناخبين من اليمين المتطرف وهذه إشارة الى أهمية اليمين المتطرف وزيادة ثقله على الساحة الداخلية بحيث دفع الرئيس الى ان يخطو هذه الخطوة الكبيرة الذي سيسانده بها كل الشعب غير المسلم اتباعه واتباع اليمين المتطرف واتباع اليسار حتى اليسار المتطرف يعني كما اصطف الشعب بعد جريمة شارلي ابدو سيصطف في هذه الحالة وبقوة اكثر وتطرف اكثر… إن كان هذا التفسير السطحي وهو الغالب فهذا يجب ان يُحسب للرئيس ماكرون حيث انه يهتم برأي الشعب ويحترم ارادته وتعني ان الشعب الفرنسي هو من يريد ما طرحه ماكرون. ولكن أقول لهؤلاء ان اتباع اليمين المتطرف لن يذهبوا في تأييدهم لماكرون حد التضحية بصاحب الفكرة الأساس وهو حزب اليمين المتطرف ولكنه يعني أن اتباع الأحزاب الأخرى من يمين الوسط واليسار بتفرعاته حتى الشيوعيين سيقفون من طروحات ماكرون.

3- ماكرون والقيادات الفرنسية يعرفون حق المعرفة ان كل رجال الدين المسلمين صغارهم وكبارهم من مفتي الديار المقدسة الى مفتي الأزهر الى مفتي الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الى رابطة العالم الإسلامي ومفتي طالبان ومفتي الباكستان وبالذات منهم العرب هم اُجراء بدرجة خادم عند الملوك والرؤساء وعلى هذا يقيسون مع انفسهم ولا يجهرون به من ان الدين الإسلامي عقيدة منحرفة كون كل رجال الدين منحرفين بكل تفاصيل الانحراف ويعرفون ان كل رجال الدين والمشايخ على استعداد تام للإساءة حتى لنبيهم من خلال ادعاء احاديث وطرح تفسيرات حسب اهواء أصحاب السلطات السياسية والمالية لأن الفرنسيين لم يقرئوا القران ويحكمون على الأمور من خلال رجال الدين وما يصدر عنهم ومن خلال تصرفات اتباع الدين واخلاقهم. عليه فعندهم انحراف رجال الدين المغطى بفتاوي وتفسيرات ونصوص دينية دليل على انحراف الدين.

4- فرنسا حصلت على فتاوى من السعودية خادمة الحرمين من خلال مفتي الديار المقدسة ومن الامارات ومن مصر على ان جماعة الاخوان المسلمين ارهابية وهذا يعني انها حصلت على موافقة للقضاء عليها على التراب الفرنسي ومن ثم اوروبا وبأيادي واموال وسيوف عربية إسلامية وبهذا ستضرب فرنسا عصافير بحجر واحد أولهم مشروع الاخوان في اسلمة اوروبا وحيث ستقص اجنحة اردوغان التي يريد بها الطيران لاستعادة امجاد الخلافة ومنافسة فرنسا في ليبيا والمغرب والجزائر وتونس وشرق المتوسط ومن ثم قبرص وأذربيجان وبذلك يكسب ماكرون اللوبي الأرميني… ويكسب الشارع الفرنسي الذي ذاق ذرعاً بالإسلام واتباعه وممارساتهم وخوف الشعب الفرنسي قاطبةً من تكاثر المسلمين بالولادة واللجوء وهم يتصورون ان يأتي يوم يكون فيها الرئيس مسلم وان الآذان يُكَّبر به من خلال الإذاعات ومحطات التلفاز وتصبح هناك بلاجات للحريم وأخرى للرجال وان يكون الزواج بأربعة عرفاً سارياً وزواج القاصر ولا يغرهم النموذج التركي لانهم يعرفون حق المعرفة انه كاذب ولولا الظروف لكان كما النموذج السوداني او كأحسن حال كما النموذج المصري ودليلهم على ذلك ما تقوم به بعض الجماعات في بعض الجُمَعْ في باريس وبعض المدن الاخرى من قطع الطرق والصلاة في الشوارع وهم الذين تربوا على ان هناك طريق للمشاة واخر للدراجات الهوائية واخر للسيارات وينظم حركة الجميع الإشارات المرورية.. دعكم من بعض المشاعر امام التلفاز والفضائيات…نحن العراقيين ذقنا ذرعاً بأشقائنا المصريين والسودانيين عندما جاءوا للعمل خلال الحرب العراقية الإيرانية رغم الخدمات الكبيرة الكثيرة التي قدموها وهذا حال كل الشعوب في العالم وفي التاريخ ومن يريد ان يقنع نفسه بغير هذا فهو حر…أنا أتكلم عن تجربة وعن علاقات وثيقة مع الاشقاء فرضتها المشاعر وظروف العمل في المواقع الإنتاجية لعدة سنوات. واتكلم عن معايشة مع الفرنسيس البسطاء الذين لا يكذبون في مثل هذه الامور

5ـ سيكون كل تمويل الإسلام في فرنسا عن طريق البنوك الفرنسية…سيتم التوسع بمنع الحجاب وستلغى نهائيا المدارس الإسلامية والدراسة المنزلية وسيكون مهرجان الحلال العالمي السنوي الذي كانت تقيمه على ارض المعارض في (لا بوغجييه) المنظمات الإسلامية بدعم من التنظيم العالمي للإخوان المسلمين وتركيا وبعض دول الخليج والمغرب العربي الذي يستقطب مئات الاف الزائرين والمتبضعين في أيامه الثلاث سوق منتجات فرنسية خالصة بعد ان كانت تركية وشمال افريقية حيث سيتم انتاج الحلال في فرنسا بدعم ومباركة سعودية إماراتية ومصرية.

ثانياً: نبذة عن تاريخ الإسلام في فرنسا:

تشير الويكيبيديا الى ان الاسلام وصل الى فرنسا قبل بداية القرن الثاني الهجري حيث وصل سنة 95 هجرية الى مسافة 150 كم جنوب باريس اي قبل حوالي ثلاثة عشر قرناً من الزمان

وتعاظم وصول المسلمين في القرن العشرين وكما التالي:

1- بداية القرن العشرين عن طريق استقطاب الايدي العاملة الرخيصة من المستعمرات الفرنسية (30 الف مسلم).

2ـ التجنيد الاجباري في الحرب العالمية الاولى (175 الف) قُتِلَ منهم في سبيل فرنسا(25 الف)مقاتل.

وعِرفناً من الحكومة الفرنسية بدور المسلمين في الدفاع عن فرنسا اصدرت الحكومة قرار يجيز بناء مسجد ومعهد اسلامي في باريس تم انجازه عام 1926

3ـ لأجل الاعمار بعد الحرب العالمية الاولى استقدمت الحكومة الفرنسية ( 200 الف) عامل من مستعمراتها منهم (70الف جزائري).

4ـ استقدام مئات الالاف للمشاركة في الحرب العالمية الثانية.

5ـ هجرة “الحِركيين” او ما يُطلق عليهم “كتائب الاعانة” أي الجزائريين الذي تعاملوا مع جيش الاحتلال الفرنسي قبل التحرير(1962).

6ـ استقدام 360 ألف تركي بعد الحرب العالمية الثانية.

7ـ صدور قرارات لم الشمل التي ساهمت بقدوم عوائل العمال او الجنود الذي سبق لهم أن دخلوا التراب الفرنسي.

8ـ كل مواليد الجزائر قبل 1962 هم فرنسيون ويحق لأولادهم الحصول على الجنسية الفرنسية وفق صيغة: (إعادة الجنسية) بتقديم الأوراق الثبوتية الى المحاكم المختصة.

9ـ لا توجد احصائيا دقيقة لعدد المسلمين في فرنسا حيث يمنع القانون اعتماد الديانة في مثل هذه الأمور لكن اكيد عن السلطات المختصة ارقام أقرب الى الدقة من خلال الأسماء وبلد المنشأ وعليه فالسلطات تضع رقم محصور بين (5 الى6) مليون…

وأعتقد أنه أكثر.

10ـ لو يتابع باحث عدد الولادات الني تعلنها دوائر البلدية سنوياً في نشرياتها ومن خلال الأسماء يجد ان ولادات غير الفرنسيين(ان صح هذا القول) تصل الى 60% احيناً حيث تُنشر الأعداد والاسماء ومن هذه ال60% تستطيع بسهولة تحديد عدد المواليد المسلمين الذي قد يتجاوز ال70% وبالمقابل لو تحصي عدد الوفيات تجد ان من الفرنسيين ربما يقترب من 80% بل اكثر حيث ان النسبة العالية من غير ’’الفرنسيين الأصليين’’ هم من العمر الأول والثاني أي الشباب بعكس الجانب الثاني وهذا يؤشر الى حجم الكارثة التي يشعر بها او يتصورها السياسي الفرنسي بكل اطيافهم دون استثناء من اقصى اليسار الى اقصى اليمين مع اختلاف الطروحات الانية. أرجو ان لا يتصور أحد مثلاً ان الشيوعي الفرنسي يقبل ان يرى العزل في البلاجات او انتشار الحجاب وفصل الذكر عن الانثى في بعض المراحل الدراسية…سيكون موقفه نفس موقف اليميني المتطرف مع اختلاف الطرق لتحقيقه وارجو ان لا يتصور أحد ان الضغوط السياسية او الاقتصادية تثني السياسي الفرنسي عن موقفه الحاسم من هذه الحالة لأنه على يقين تام من ان رجال الدين المسلمين خُدام كراسي الحُكم.

11ـ السياسي الفرنسي الذي يعرف قانون مندل الوراثي يعرف مستقبل الاختلاط والذي لا يعرفه لمس ذلك عن قرب…هذا علم ومشاعر وليس عنصرية.

ثالثاً: الجمعيات الاسلامية في فرنسا:

1ـ المعهد الاسلامي / مسجد باريس/ تتحكم به اليوم الجزائر ويشرف على مئات المساجد.

2ـ اتحاد المنظمات الاسلامية / يديره المعهد الاوربي للعلوم الانسانية/ تسيطر عليه وتديره جماعة الاخوان المسلمين. ويضم الجمعية الطبية ابن سين /فرنسا، شباب فرنسا المسلم، طلاب فرنسا المسلمين، خدمات الحلال الاوربية، اللجنة الخيرية لمناصرة فلسطين، الجامعة الفرنسية للنساء المسلمات، المعهد الأوربي للعلوم الإنسانية وبعد ادراجه من قبل الامارات العربية المتحدة على قائمة الإرهاب غير اسمه الى (مسلمو أوروبا)

3ـ الفدرالية الوطنية لمسلمي فرنسا/رابطة العالم الاسلامي /فرنسيون اعتنقوا الاسلام/ ثم اصبحت تسيطر عليها المملكة المغربية/ تدير 150 مسجد وجمعية.

4ـ جماعة الدعوة والتبليغ / من الهند.

5ـ جمعيتان تركيتان واحدة تحت اشراف الحكومة التركية وتشرف عليها السفارة التركية ويسمى الاتحاد الإسلامي التركي للشؤون الاسلامية والاخرى معارضة.

6ـ جمعية الفاياكا / المسلمين ألأفارقه من غير العرب.

7ـ جمعية هامه / المذهب الاسماعيلي.

8ـ هناك جمعيات او جماعات او حسينيات للمسلمين الشيعة مثل حسينية الخوئي وحسينية الغدير لشيعة لبنان وأخرى للشيرازيين وسمعت اخيراً عن جمعية او هكذا تخص مسلمين كمبوديين أقرب للشيعة تجمعوا حول أستاذ دخل الإسلام الشيعي وتجمع حوله بعض المقيمين واللاجئين الكمبوديين

رابعاً: حال المسلمين في فرنسا:

يتبع لطفاً

عبد الرضا حمد جاسم

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here