ناشط كوردي: مخيم الشهباء .. أكبر «سجن» في العالم يديره PKK!

كشف ناشط كوردي سوري، اليوم السبت، أن حزب العمال الكوردستاني PKK بنى أكبر «سجن» في العالم، تحت يافطة مخيم يأوي نازحين كورد من عفرين في غربي كوردستان (كوردستان سوريا) يضم الشيوخ والنساء والأطفال في مناطق الشهباء بريف حلب، شمال سوريا.

وقال الناشط السياسي الكوردي دارا حصري: «في منطقة تسمّى بالشهباء في ريف حلب، يقع أكبر وأسوأ السجون سمعة في التاريخ، مبني على مساحة عدة كيلومترات، حيث تم تجهيز خيم بأسوء المواصفات فيه، بحيث لا تقي من البرد ولا من الحر، وهو عبارة عن مكان تتفشّى فيه كافة الأمراض».

وأضاف أن «الطعام والدواء يوزعان حسب الولاء للطغمة العسكرية الحاكمة (PKK)، لا فسحة للرأي الآخر أو التشكيك بحكمة القرارات الصادرة من شخص يسمّى (كادرو)، وهو مسؤول من PKK، جاهل بالحياة المدنية وكيفية سيرها».

وأشار حصري إلى أن «ما يميز هذا المعتقل عن باقي السجون السيئة الصيت، أنه يضم جميع الفئات العمرية، وهم بالأساس عوائل كاملة من أطفال ونساء وشيوخ، والأكثر سخرية أنهم مجبرون بشكل أو بآخر على الخروج والنداء بحياة شخص واحد، أهل قريته ومحيطها لا يذكرونه إلا بالسوء».

وأوضح أن «أبواب السجن مفتوحة، فقط المنافذ الرسمية تحت الحراسة، باقي محيط المعتقل ملغمٌ بشكل متقن وذكي ومكثف، بحيث لا يجرؤ أحد على محاولة الاختراق إلا وينفجر فيه لغمٌ، وعلى إثر ذلك فقد عشرات المعتقلين الكورد لحياتهم لدى محاولتهم الهرب خارجه».

وبين حصري، أن «الذي يجعل ذلك المعتقل الأسوأ على الإطلاق، هو أنه عندما يكون لديك فتاة أو شاب، وبلغ من العمر 13 عاماً، فأنت لست المسؤول عن تربيته ولا عن أفكاره ولا عن ميوله في المعتقل، هناك سجان من PKK يختلط به ويغسل دماغه ويزرع في عقله أفكاراً عن الحرب ونشوتها، بدلاً من العلم، والكلاشينكوف بدلاً من القلم، والعصيان والشكوى على الأبوين بدلاً من الاستماع لهما».

وأكد الناشط الكوردي، أن «حالات خطف وتجنيد الأطفال في المعتقل تسير على المنوال نفسه منذ ثلاث سنوات، وكل من ينوي الخروج منه يتم اتهامه بالعمالة والعصيان، ومن يتكلم عن خطف الأطفال مهدد بالنفي والاعتقال، داخل المعتقل».

وقال حصري: «إن الآلاف من أبناء عفرين الفارين من الحرب يعيشون في ذلك المعتقل القسري، لا طريق أمامهم سوى دفع الرشاوي للوصول إلى حلب أو عفرين اللتين لا تختلفان كثيراً عن ما هو عليه الحال في ذلك المعتقل».

وتابع «لم يشهد التاريخ رعباً أكثر من أن تكون مقيداً في منطقة وحولك آلاف الألغام، حتى لعب الأطفال تكون خطراً إن تجاوزت الخط المسموح به، ولكن لا حرّاس ينبّهونك، ولا شواخص دالّة، عليك أن تكون مطيعاً وإلا سيكون مصيرك مثل من حاولوا الخروج قبلك ودفعوا أطرافهم أو حياتهم ثمناً».

وتساءل حصري قائلاً: «إن مرتادي السجون هم من الفئات المجرمة بحق الآخر، فما هي الجرائم التي ارتكبها هؤلاء الناس كي يتم اعتقالهم في هكذا مكان وفي هكذا ظروف؟».

وختم الناشط الكوردي حديثه قائلاً: «في أكثر السجون سوءاً لا يمنع الطعام ولا الماء ولا حتى التفريق بين النزلاء وفق توقعات السجّان؛ إلا في منطقة الشهباء، وللعلم غالبية هؤلاء لديهم بيوت أو معارف في مدينة حلب التي لا تبعد عنهم إلا دقائق ولكن هيهات أن يصلوا، أو يفكروا في الوصول».

يذكر أن حزب العمال الكوردستاني يحتجز قرابة 150 ألف نازح من أبناء عفرين في مخيمات الشهباء بريف حلب، يمنع عودتهم أو الخروج من المخيم. وكان هؤلاء قد فروا من عفرين بعد سيطرة الجيش التركي وميليشياته على المدينة في شهر مارس/ آذار 2018.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here