أكوام النفايات تُعَرض بلدية الكوت إلى موجة انتقادات والأخيرة توضح : المالية هي السبب

واسط / جبار بچاي

للأسبوع الثاني على التوالي واصل عمال التنظيفات والسواق والبستانييّن في بلدية الكوت إضرابهم عن العمل والامتناع عن رفع النفايات احتجاجاً على تأخير صرف رواتبهم على الرغم من توفر التخصيصات المالية ،

وفيما عزا مدير البلدية عدم صرف الرواتب بسبب وقف إشعار الصرف من قبل وزارة المالية ، أكد أن الأقسام البلدية لجأت الى استخدام الشفلات والقلابات لرفع أكبر قدر ممكن من كميات النفايات الهائلة التي ملأت الساحات العامة وشوارع المدينة.

تكدس النفايات على نحو غير مسبوق عَرّضَ البلدية الى انتقادات شديدة من قبل المواطنين وسط المخاوف من انتشار الأوبئة والأمراض وطالب البعض وزارة المالية بإطلاق رواتب شريحة العمال وهي في الواقع ضئيلة جداً لا يزيد أعلى راتب لعامل التنظيف عن 300 ألف دينار شهرياً.

يقول المواطن محمد غازي السراي من حي الكرامة إن ” منظر النفايات في الشوارع أمر مؤلم ويدل على عجز البلدية وعدم قدرتها على أداء عملها وخدمة الناس خاصة في الظروف الصعبة.”

وأضاف ” في السابق حين كانت الرواتب تُصرف بشكل منتظم للعمال كانت النفايات تملأ الساحات والشوارع وحتى في بعض الحدائق العامة وهو أمر مؤلم جداً .”

وحَمّلَ زميله علي أمجد ،المواطن جزءاً من المسؤولية بقوله إن ” الكثير من العوائل ورغم وجود الحاويات المنزلية تقوم برمي النفايات وحتى أنقاض البناء وغير ذلك من المخلفات الأخرى في الساحات العامة خاصة جوار المدارس ووسط الاحياء السكنية .”

وأضاف أن ” وزارة المالية تتحمل المسؤولية الأكبر كونها لم تعطِ أذونات صرف رواتب هذه الشريحة رغم وجود التخصيصات المالية من واردات الدوائر البلدية.”

ويبلغ عدد عمال بلدية الكوت بين الأجراء اليوميين والعقود وعمال البستنة والمراقبين نحو 1400 عامل يتوزعون على خمسة أقسام بلدية تضم أكثر من 85 حياً سكنياً.

وتلافياً لموجة الانتقادات التي وجهت لها قدمت بلدية الكوت اعتذاراً لأهالي المدينة عبر موقعها على صفحات التواصل الاجتماعي جاء فيه ( إلى أهلنا الكرام والأعزاء في مدينة الكوت الحبيبة … بسبب إضراب مهندسي النظافة والمراقبين والسوّاق والبستانيين، تعتذر مديرية بلدية الكوت وعلى رأسهم السيد المدير المهندس حيدر جسام حمود عن رفع النفايات في كافة مناطق المدينة في الوقت الحالي لعدم قيام وزارة المالية بإرسال إشعار لصرف رواتبهم المتأخرة منذ مدة والذي يعتبر القوت الوحيد لعيشهم ولعوائلهم . لذا نتمنى من الجهات المختصة ذات العلاقة حل الموضوع خدمة لأهالي محافظتنا العزيزة ومن الله التوفيق نعمل لخدمتكم ومن أجلكم. )

من جانبه يقول العامل حسين بشار، وهو أحد عمال التنظيفات أو ما يطلق عليهم مهندسي التنظيفات إن ” قضية عدم صرف الرواتب وامتناع المالية عن إصدار الإشعار للمصارف أصبحت تتكرر شهرياً ونحن لا مصدر لنا غير الراتب.”

وأضاف لـ ( المدى ) ” في كل مرة نتظاهر مثلما فعلنا هذه المرّة بهدف إيصال صوتنا الى المسؤولين لكن دون جدوى، فالتعمد واضح بإضرار هذه الشريحة التي إذا ما توقفت عن العمل لأي سبب كان سوف تترك أثراً سلبياً ينعكس على المواطنين كما هو واقع الحال اليوم حيث تكدست النفايات وشوّهت المدينة.” من جانبه يوضح مدير البلدية المهندس حيدر جسام حمود صباح أن ” الموضوع برمته يعود الى وزارة المالية وإصرارها على عدم إطلاق إشعار الصرف لشريحة عمال التنظيفات رغم السيولة المالية المتوفرة من الإيرادات.”

وأضاف ” نحن كبلدية وبعد التوجيه من قبل المحافظ قررنا صرف رواتب العمال من الواردات المتحققة وأكملت اللجان المتخصصة قوائم الصرف وحتى الشيكات لكن ذلك اصطدم برفض المصارف لأن الإشعار لم يصلها من المالية .”

موضحاً أن ” الجميع يقف مع هذه الشريحة لهذا شاركنا معهم في الوقفات الاحتجاجية وطالبنا بشدة بإطلاق صرف رواتبهم التي تعتبر السبيل الوحيد لعيشهم ولعوائلهم لكن دون جدوى..

مبيناً أن “كوادر بلدية الكوت من الجهد الآلي والبشري تعمل صباحاً ومساءً لرفع أكبر كمية من النفايات باستخدام الشفلات والقلّابات التي وزِعت حسب الأقسام البلدية والعمل مستمر دون توقف ولكافة قواطع الأقسام البلدية بما فيها منطقة الأسواق.”

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here