لِماذا افتخرُوا بصداقاتهِم؟! وهل سينجحُونَ في توظيفِها؟!

لِماذا افتخرُوا بصداقاتهِم؟! وهل سينجحُونَ في توظيفِها؟!

نـــــــــــــــــزار حيدر

*رُبما من باب [ليس حبّاً بهِ وإِنَّما بُغضاً لخصمهِ] تفاخرَ زُعماء [شيعة السُّلطة] بعلاقةِ الصَّداقة التي جمعتهُم في يومٍ من الأَيَّام معَ الفائز في سباقِ الرِّئاسة الأَميركيَّةالديمقراطي جو بايدن، ولكن بالتَّأكيد فإِنَّ للحُبِّ والبُغضِ في السِّياسة ثمنٌ يدفعهُ صاحبهُ! نتمنَّى أَن لا يكونَ على حسابِ مصالحِ العراق وأَمنهِ كما هو الحال منذ ١٨عاماً!.

*والذي يقرأ برقيَّات التَّهاني التي بعثُوها للرَّئيس الجديد مشفوعةً بصورهِم معهُ، كما فعلَ زعيم [إِئتلاف دَولة القانون] الذي استعجلَ تقديم فرُوض الطَّاعة والولاء علىالرَّغمِ من كونهِ لا يحملُ أَيَّة صِفة رسميَّةً في الدَّولة، رُبما من بابِ الإِشارة إِلى إِستعدادهِ لتسليم مفاتيح [المُقاومة والمُمانعة] لنزيلِ البيت الأَبيض الجديد! [ناسِياً أَو مُتناسياًإِتِّهاماتهُ لهُ بأَنَّهُ صاحب مشروع التَّقسيم وداعش!] يظنُّ في الوهلةِ الأُولى أَن [شيعة السُّلطة] سيبدأُون معهُ من حيث إِنتهى معهُم يومَ كان نائباً للرَّئيس أَوباما!.

كانَ يُمكنُ ذلكَ لَو كانُوا حريصينَ على مصالحِ البلاد، يعرفونَ كيف يوظِّفُون علاقاتهِم القديمة من أَجلِ إِستراتيجيَّاتٍ جديدةٍ، أَما وأَنَّهم مُرتَهنُونَ لسياساتِ [الغُرباء] ومصالحهُم فلن!.

لا أُريدُ أَن أَستعجلَ الحُكم على النَّتائج من الآن، دعُونا ننتظر بعضَ الوقت ونرى! فتجاربنا مع هؤُلاء لا تدع مجالاً للتَّفاؤُل!.

*لا أَحدَ يُجادلُ في أَنَّ مشرُوع إِسقاط واشنطُن لنظامِ الطَّاغية الذَّليل صدَّام حسين بالغزو عام ٢٠٠٣ كانَ مصلحةً [شيعيَّةً] عضدها موقفٌ [كُرديٌّ] إِيجابيٌّ فيما وقفَ[السنَّة] يتفرَّجُونَ لأَنَّهم كانُوا يرَونَ في ذلك زوالٌ لسُلطتهِم!.

ولذلكَ تعاونت كلُّ الأَحزاب والقِوى السياسيَّة [الشيعيَّة] مع [المشروع الأَميركي] فكانُوا يزورونَ واشنطُن سِرّاً وإِعلاناً [للتَّنسيقِ والتَّعاوُن والمَشورة] فيما دفعت بعضهابعناصرِها للمُشاركةِ في الدَّورات التَّدريبيَّة التي نظَّمتها لهُم واشنطُن بهذا الخصُوص! طبعاً باستثناءِ التيَّار الصَّدري الذي لم يكُن جُزءاً من حركةِ المُعارضة خارج البِلاد.

وكتعبيرٍ عن تقديرهِم لمشرُوع إِسقاط الطَّاغية وتسليم السُّلطة لهُم لتصحيحِ خطأ تاريخي إِرتكبهُ [الإِحتلال البريطاني] عام ١٩١٧ وصحَّحهُ [الإِحتلال الأَميركي] عام٢٠٠٣ أَهدى زعيم أَكبر وأَعرق حزب شيعي [ديني] في البلاد [حزب الدَّعوة الإِسلاميَّة] سيف ذو الفِقار إِلى مُهندس الإِحتلال وزير الدِّفاع الأَميركي راميسفيلد، كعربونِصداقةٍ وشراكةٍ بينَ [شيعة السُّلطة] الجديدة وواشنطُن! إِلَّا أَنَّ الرِّياح لم تجرِ كما اشتهت سُفُنَهُم، لأَسبابٍ عدَّة على رأسِها ضَياع البَوصَلة عندَ [شيعة السُّلطة] الأَمرُ الذيقد نتحدَّث عن تفاصيلهِ فيما بعدُ.

*إِذا تصوَّرُوا أَنَّ السِّياسة [صداقات] دائِمة فهُم واهِمُون فليسَ في السِّياسةِ صداقات دائِمة وعداوات دائِمة، إِلَّا عندَ [الزَّعامات] التي استصحبت عقليَّة المُعارضةالمسكونة بعُقَدِ صِراعات الأُسَر والأَحزاب والعشائِر إِلى السُّلطة والدَّولة!.

ولذلكَ أَضاعُوا صداقاتهُم ولم يحمُوا البلاد من عداواتهِم!.

*بايدن نائباً للرَّئيس أُوباما يختلف عن بايدن الرَّئيس، كما أَنَّ بايدن المُرشَّح الديمقراطي للسِّباق الرِّئاسي يختلف عن بايدن الرَّئيس، ولذلكَ يلزم على العراقيِّين التَّفكيروالتَّخطيط بعقليَّة أُخرى تختلف عن عقليَّة قبلَ [٤] سنَوات أَو أَكثر، إِذا أَرادُوا أَن يوظِّفُوا [صداقاتهم] القديمة مع نزيل البيت الأَبيض الجديد.

وإِلَّا فستمضي السُّنُون على العراق وهو يُراوح في مكانهِ من دونِ أَن يستفيدَ من إِتِّفاقيَّة الإِطار الإِستراتيجي التي تربطهُ بالوِلايات المُتَّحدة، وهي الإِتِّفاقية الإِستراتيجيَّةالشَّاملة الوحيدة التي شرَّعها مجلس النوَّاب بقانونٍ لحدِّ الآن.

*لم يتعهَّد المُرشَّحان في الإِنتخابات الرِّئاسيَّة الأَميركيَّة بأَيِّ التزاماتٍ فيما يخصُّ المنطقة عموماً والعراق على وجهِ التَّحديد، إِلَّا اللَّمَم، فكلُّ الملفَّات التي تنافَسا عليها فيفترةِ الحَمَلات الإِنتخابيَّة كانت داخليَّة بسبب الأَوضاع التي تمرُّ بها البِلاد وعلى مُستويات عِدَّة، ولذلكَ يلزم العراق أَن لا ينتظرَ كثيراً لمعرفةِ ما يريدهُ الرَّئيس الجديد! وعليهِأَن يُبادرَ فوراً لصَفِّ أَولويَّاتهِ بما يُحقِّق ويحمي مصالحهِ الوطنيَّة العُليا وبما ينسجم مع الوضع الدَّولي الجديد وتحديداً وضع واشنطُن!.

الإِنتظار ليس من مصلحةِ العراقيِّين، فالعالَم كلَّهُ بدأَ يصُفُّ أَولوياتهُ إِستعداداً لمرحلةِ ما بعدَ [كورُونا] و [الترامبيَّة]!.

١٢ تشرينُ الثَّاني ٢٠٢٠

لِلتَّواصُل؛

‏Face Book: Nazar Haidar

Twitter: @NazarHaidar2

Skype: nazarhaidar1

WhatsApp, Telegram & Viber: + 1(804) 837-3920

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here