موقع أميركي: معرقلات الفساد والعشائر تحجمان قطاع النفط في العراق

ترجمة/ حامد أحمد

أشار الخبير الاقتصادي الدولي سايمون واتكنز، الى ان استعدادات العراق العملية لتحقيق هدفه المرسوم بالوصول الى معدل انتاج 7 مليون برميل باليوم بحلول العام 2025 قد طرح مرة اخرى الاسبوع الماضي مع تصريحات من قبل شركتي نفط عالميتين تعملان على تطوير حقلي الرميلة والغراف اشارا فيها الى ان تحقيق انتاج اعلى من خلال اعمال التطوير التي يقومان بها لا تجري بانسيابية كما قد يبدو الامر عليه .

ويقول الخبير واتكنز انه برغم ان العراق كان من الممكن ان يصل انتاجه الان الى 9 مليون برميل باليوم على الاقل، او حتى الى 12 مليون برميل، لو لم يكن الامر متعلقا بعوائق الاستثمار ومعوقات البنى التحتية الملازمة الناجمة عن الفساد المستشري في البلاد، مشيرا الى ان قدرة العراق للوصول الى هدفه المرسوم بانتاج 7 مليون برميل باليوم تبدو ايضا بعيدة عن التحقيق وفقا للظروف الحالية .

ما يتعلق بحقل الرميلة الذي تديره شركة برتش بتروليوم BP البريطانية، والذي يشكل انتاجه مجتمعا مع حقل كركوك نسبة 80% من معدل انتاج العراق الكلي للنفط الى الآن، فان الشركة تجري حاليا مباحثات مع وزارة النفط العراقية حول خطط لرفع الانتاج الى 2.1 مليون برميل باليوم عن معدل الانتاج الحالي للحقل والبالغ 1.4 مليون برميل باليوم. ومع الاخذ بنظر الاعتبار حجم الاحتياطي المثبت للنفط في الحقل والبالغ 17 مليار برميل، فان الانتاج الحالي البالغ 1.4 مليون برميل باليوم لا يشكل شيئا ازاء معدل انتاج الحقل المفترض ان يكون عليه. وحقل الرميلة هو مثال رئيس لاي حقل يمكن ان يفضي فيه استثمار صغير نسبيا لنتائج موعودة بتحقيق زيادة مهمة في معدل انتاج النفط .

واستنادا لما صرح به، زياد الياسري، مدير فرع شركة برتش بتروليوم في العراق فان “هناك نقاشا يجري حاليا مع وزارة النفط وشركة نفط البصرة في كيفية مواصلة العمل ضمن بيئة تشهد انخفاضا باسعار النفط وتقليصا بنشاط العمل وفقا لطلب الوزارة من جميع شركات النفط العالمية بتخفيض الانتاج خلال هذا العام بسبب انخفاض اسعار النفط. هناك نقاش ايضا بخصوص التوقيت وجميع التفاصيل الاخرى. ونحن نعمل ايضا لزيادة الانتاج بشكل تدريجي .”

كانت الخطة الاصلية الاولية بالنسبة لشركة برتش بتروليوم هي اضافة 100,000 برميل باليوم كل عام لحين ان يصل الانتاج الكلي بحلول عام 2020 الى 2.4 مليون برميل باليوم، وهو رقم ما يزال قيد التحقيق في غضون فترة زمنية قصيرة نسبيا وفق متطلبات التنمية النفطية.

ويقول المحلل الاقتصادي ريجارد برونز، ان السبب الرئيس لعدم الوصول لهذا المعدل وفقا للخطة الاصلية هو ان حقل الرميلة كان من بين الحقول التي تلجأ اليها الحكومة عندما تريد تقليص الانتاج الكلي للبلاد من النفط. لهذا السبب فان شركة برتش بتروليوم لم تكن راغبة بتنفيذ مزيد من الاستثمارات المطلوبة لغرض تحقيق الزيادة المروجة بانتاج النفط.

أما بالنسبة لحقل الغراف الذي تديره شركة التنقيبات النفطية اليابانية (جابكس) في محافظة الناصرية فقد بينت الشركة الاسبوع الماضي بان هدفها الانتاجي المتواضع في الوصول الى معدل 230.000 برميل باليوم بحلول نهاية عام 2020 سيتأخر عن هذا الموعد.

يقول الخبير الدولي إن احد اسباب تراجع الانتاج هو انه يتطلب من الشركة اولا ان تسترضي العشائر المحلية الذين يرفضون التخلي عن ترك اراضيهم المتاخمة للحقل سلميا. وهو ما يعيق عملهم. ويشهد انتاج الغراف تراجعا حاليا لاسباب تتعلق بتأجيلات في عمليات الحفر .

عن: موقع أويل برايس الأميركي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here