الغلو

الغلو، الدكتور صالح الورداني
——
قالوا: الغلو من الغُلاةِ جمع غَالِ وَهُوَ المُتعصِّبُ الْخَارِج عَن الحَدِّ فِي الغُلُوِّ من المبتدعة..
وقالوا :غلو، غلي: غلا السغر يغلو غلاءً ، وغلا الناسُ في الأمر، أي: جاوزوا حدّه، كغلوّ اليهود في دينهم..
وغَلاَ فِي الدِّيْن غُلُوًّا تَشَدَّدَ وتَصَلَّبَ حَتَّى جَاوَزَ الحَدَّ..
والغُلُو: الِارْتفَاع فِي الشَّيْء ومجاوزة الحدّ فِيهِ..
وَمِنْه قَوْله جلّ وعزّ: (لَا تَغْلُوا فِي دِينكم)، أَي لَا تجاوزوا الْمِقْدَار..
والرهبانية: غلو في تحمل التعبد من فرط الرهبة.
والغلو يكون في الرجال الروايات والمذاهب على مستوى الدين وغيره..
وخارج دائرة الدين غالى البعض في الزعامات والمذاهب الوضعية كالإشتراكية والقومية والعلمانية..
وقد قاوم الغلو العديد من العقلاء على مستوى السنة والشيعة..
ووجه بعض الفقهاء القدامى النقد للرواية والرواة أشار ابن حجر في فتح الباري إلى بعضهم أثناء دفاعه عن البخاري في مقدمة شرحه له المسماة هدي الساري..
ومن رموز السنة المعاصرين الذين قاوموا الغلو الشيخ محمد عبده والشيخ عبد المتعال الصعيدي والشيخ محمد الغزالي وحسن المالكي والسقاف..
وفي دائرة الشيعة برز العديد من العقلاء الرافضين للغلو..
قال الشيخ المفيد في تصحيح الاعتقاد:الغلاة من المتظاهرين بالإسلام هم الذين نسبوا أمير المؤمنين والأئمة من ذريته إلى الألوهية والنبوة،ووصفوهم من الفضل في الدين والدنيا ما تجاوزا فيه الحد،وخرجوا عن القصد وهم ضلال كفار..
وقال الطاهر المكي في اللمعة الدمشقية كتاب الوقف :المسلمون من صلى إلى القبلة إلا الخوارج والغلاة فلا يدخلون في مفهوم الإسلام وإن صلوا إليها للحكم بكفرهم..
وقال الخمينى في تحرير الوسيلة:وأما الغالي فإن كان غلوه مستلزماً لإنكار الألوهية أو التوحيد أو النبوة فهو كافر..
ومن صور الغلو تقديس فقهاء الماضي والتعبد باقوالهم وعلى راسها ما يتعلق بوجوب قتل المرتد وتكفير ساب الصحابي واستحلال دماء المخالفين واموالهم..
مع الاشارة الى غلو الوهابيين..
وغلو الملحدين في الحادهم..

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here