الحور العين محرقة لملاين المسلمين

ضياء محسن الأسدي

(( أن كثيرا من الآيات القرآنية الكريمة والتي وردت فيه فُسرت بعقول وأفكار ومنافع وأهواء المفسرين القدماء وما عادت تصلح الآن في عصرنا الحاضر وهذا لا يعني المساس بالقرآن الكريم بل بعض تفسير آياته الخاطئة التي خُدع بها المسلم آنذاك ومن هذه الكلمات التي نحن بذكرها شكلت مشكلة من مشاكل العصر الحديث وأثرت على السلم المجتمعي العالمي والمحلي والمختلف عليها منذ عصور قديمة وما زلنا نعاني منها وهي كلمة ( الحور ) و ( العين ) التي وردة في القرآن الكريم ومنها في سورة الواقعة في الآيات 22. 23. 72 وغيرها من السور الكرام مثلا ( وحور عين ,كأمثال اللؤلؤ المكنون ) و ( حور مقصورات في الخيام )
فقد جاءت التفاسير لهذه الكلمة الحور كثيرة ومنها
_ رجع إليه أو دار حوله ( حار إلى شيء )
_ كل شيء متغير من حال إلى حال حيث جاءت ( حار . يحور . حورا )
_ النقصان بعد الزيادة
_ شدة بياض العين مع شدة سواد العين وهذا لا يكون إلى في عين الظباء والبقر .
أما تفسير كلمة ( عين )
_ هو الماء القريب من عريش العنب
_ أو الشيء بعينه أو ذاته أو شكله .

فأن تفسير هذه الكلمات بحسب مواقعها في الكتاب الكريم ( القرآن ) تفضي إلى معنى واحد ومتقارب مع تفسيرات كثيرة لها تُجمع على أنها جائزة المؤمن يوم القيامة وهو غذاء من لحم طير وغيره متحور ومتغير من طعم ولون ورائحة وشكل ومذاق حسب رغبة وما يُريده المؤمن بدون تكلفة بدنية وجاهز في مستودعات للخزن محفوظة ومحروسة كاللؤلؤ المكنون في صدفات المحار مع جملة من النعم الربانية من الأثاث والطيبات النادرة في الدنيا من الفواكه وغيرها من الملذات لكن تفسير الحور العين مع هذه الملذات غير مقنعة ومبررة في الزمان والمكان على أنهن فتيات صغيرات في العمر فائقات الجمال للمؤمنين من الرجال حصرا لكن المؤمنات ما لهن من هذه الحوريات علما أن كلمة الحور العين مطلقة للمؤمن وهي جامعة للرجال والنساء وهذا مخالف لسياق الآية والنسق القرآني لها والحكمة الآلهية تقتضي أن يكون الله تعالى هو العدل فعليه جل وعلى أن يساوي في العطاء والجائزة وملخص القول أن الله تعالى أراد لهذه البشرية ولجميع الملل والنحل أن تسموا وترتقي بأنفسهم وأجسامهم نحو الطهارة والزكاة من الذنوب والمعاصي والتعامل مع بعضهم البعض في نظام معرفي عقلاني يخدم التعايش السلمي وبأسلوب وغاية أرادها الله تعالى في دنياهم وآخرتهم من خلال تطبيق النظرية الالهية أسمها الإسلام بالتسليم والانقياد المطلق للغيب بالعبادة توصلهم إلى الغاية المرجوة منها بعيدا عن التعقيد والتكلف والاعتماد على الغير من البشر . لكن تفسير هذه الكلمتين (الحور )و(العين) على أنهن فتيات صغيرات في السن أعدهن الله للشهداء من المسلمين الذين يُقتلون في سبيل الله وبهذه الأعداد العائلة منهن وبأسلوب مبالغ به من قبل المفسرين الذين خدعوا المسلمين بهذه الفرية التي أعدها لهم كبار العلماء من المتقدمين والمتأخرين بتفسيرها الخاطئ بحجة الجهاد لنصرة الإسلام وبيضته ضد أعدائه حيث ينعمون بحياة الترف والرفاهية والتمتع بالحياة هم وذرياتهم بعيدين عن الجهاد والموت بعدما زجوا بالمسلمين في أتون الحروب التي سُميت بالفتوحات الإسلامية في صدر الإسلام الأول وبعده تبين زيف إدعائهم حيث كانت إلا استعمار وعبودية وتشريد وقتل ودمار كل من خالف الدين المحمدي في مشارق الأرض ومغاربها علما لم يبقى الإسلام وعقيدته إلا القليل منه في تلك الأراضي التي فُتحت عنوة ولا حور عين يوم القيامة ولا الدرجات الرفيعة في الآخرة .بعدما أنكشف زيف إدعاء بعض رجال الدين والفقهاء للعقيدة الإسلامية بدافع قتال الكفار والمخالفين للرأي والعقيدة والمذهب والطائفة باسم السنة النبوية الشريفة وزُهقت أرواح الشباب المندفع القاصري النظر والعقل والتفكير فكانوا وقودا لهذه الحروب والفتن بدون مشايخهم ومفتيهم الذين تنعموا بالمناصب والمكاسب والخيرات الدنيوية فقد أضاعوا دينهم ودنياهم وأخرتهم بجهلهم وإتباعهم الأعمى لعلمائهم الذين سلبوا منهم العقل والدين والروح باسم الجهاد أما الآن بعد غربلة الفكر الإسلامي وعقيدته السمحاء وتفسيرات آيات القرآن بأسلوب علمي عربي مبين والوقوف على معانيه ومعرفة الغرض منه بحيث تكون مطابقة للعقل والمنطق وإرادة الله تعالى الذي أنزل هذا الكتاب رحمة للعالمين وليس لقوم بذاته وحفاظا على النسق القرآني وأغراضه وكل هذه الآراء ما هي إلا السبيل الوحيد لتبيض صفحة الإسلام المحمدي العالمي والسنة النبوية الشريفة وطرح ما تعلق بها من شوائب ومعتقدات منحرفة خاطئة أُريد بها الإساءة للإسلام وكراهيته من قبل شعوب الأرض الأخرى )

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here