حراب وسهام العراق ستلاحق حكّام طهران واذنابهم وأمريكا وعملاؤهاوفسدة دهاقنة الشر في العراق

   أ.د.سلمان لطيف الياسري

تركت هذه الفواصل الإجرامية آثارها على نفوس المقاتلين الأميركيين بعد عودتهم إلى ديارهم فأصبحت هذه اللعنة تلاحقهم، فتحوّلوا إلى معاقين نفسياً وصلت عند العشرات منهم إلى حالات الانتحار أو الانخراط بتجارة المخدرات للعائدين من أفغانستان. وفي الولايات المتحدة هناك شفافية عالية في كشف الحقائق التاريخية، خصوصا المتعلقة بالاحتلالات الأميركية عبر التسريبات الصحافية أومن خلال الأعمال السينمائية وهي الأكثر تأثيراً في نفوس الأميركيين داخل أميركا أو المتلقين خارجها من العرب والعالم. وسيظل الاحتلال الأميركي للعراق وجرائم سجن أبوغريب وغيرها لعنة تلاحق أولئك المسؤولين الأميركيين الكبار والصغار وكذلك جميع من عاونهم من العراقيين بعد عام 2003 خصوصاً أولئك الذين يدّعون اليوم معاداتهم لها.

 

يبدو أن لعنة العراق تلاحق حكام إيران، وقبل أن تأتي اللحظة التي يراجع فيها سليماني ما اقترفه من جرائم ضد العراقيين والسوريين، أخذ جزاءه العادل  ولكن ماذا عن مسلسل الجرائم التي اقترفتها إيران ضد العراقيين منذ الأيام الأولى لعام 2003 برعاية أميركية في تعقّب واقتناص وقتل قادة الجيش الوطني العراقي وطياريه الذين شاركوا في الحرب العراقية الإيرانية، بين 1980 و1988، وكذلك نُخب العلماء من المهندسين والأطباء والأساتذة، وانتشرت السجون خصوصا في بغداد وفق البرنامج الإيراني للتصفيات بإشراف قادة من الأحزاب وبأدوات الميليشيات المسلحة ومورست فيها أبشع أنواع التعذيب من بينها القصص المرعبة حول القتل بـ”الدريل” وهو آلة ثقب حديدية بإشراف وزير الداخلية الأسبق علي بيان جبر حسب ما أشيع حوله

 

يمر العراق بمرحلة تحول كبرى على يد شباب الانتفاضة في آخر فصول المعركة مع إيران وميليشياتها التي فقدت قدرتها على التماسك، فاستغلت قصة الهجوم على السفارة الأميركية ببغداد لتخلط الأوراق وتفكك ساحات الاعتصام.

عشرات الأفلام الأميركية التي تنتجها هوليود تظهر فصول درامية وبعضها واقعية لما أطلق عليه لعنة العراق وقبله أفغانستان. تمحورت خطايا الجنود الأميركان في العراق المحتل في قتل كل من يقفون في طريقهم من المدنيين العراقيين أو يسكنون بيتاً يتوقعونه ملاذاً للمقاومة المسلحة. وكانت اعترافات أولئك الجنود المتورطين في القتل تكشف عمق الجريمة التي اقترفها الاحتلال في مدن الفلوجة والموصل وأطراف بغداد. وكيف يتفاخر بعض الجنود الأميركان بعدد القتلى من الأطفال والنساء العراقيات، وهناك إحصائيات عديدة تحتفظ بها المؤسسات الأميركية السياسية والاجتماعية والمعنية بحقوق الإنسان أدانت تلك الجرائم، ولم تعترف الإدارات الأميركية العليا خصوصاً في ظل حكم جورج بوش الابن بذلك لخشيتها من الملاحقات القانونية.

 

دخل فصل جديد من تصفيات عشرات الألوف من المدنيين العراقيين بعد رحيل القوات الأميركية من العراق عام 2011 تحت غطاء الحرب على داعش والاتهام الجائر ضد أبناء المحافظات العربية السنية، بعد تمكّن الميليشيات الموالية لإيران من الهيمنة على المفاصل الأمنية والعسكرية في تلك المحافظات في محاكاة للحرس الثوري الإيراني، فتم منع غالبية المواطنين من العودة لديارهم ومدينة جرف الصخر واحدة من أمثلة تلك الفظائع حيث تحتوي على السجون السرية ومنع أهلها من العودة إليها دون أن تتدخل ممثلية هيئة الأمم المتحدة ببغداد وهي المتهمة بالتواطؤ مع حكومة بغداد.

 

التطور الأخطر بالجرائم ضد الإنسانية حصل بعد انتفاضة الأول من أكتوبر2019 حيث تم قتل وجرح أكثر من 23 ألف شاب عراقي بأساليب إيرانية مدبرّة بدقة وبخبرات قاسم سليماني، تنفذها الميليشيات التي تدعي انتسابها للحشد الشعبي عبر حلقات إجرامية مبرمجة انتقلت من القنص إلى الاختطاف والقتل البشع، وما زال هذا المسلسل الإجرامي ساريا بتضامن وصمت الحكومة بل وبتنفيذ من بعض أدواتها التي تتقاسم الإجرام مع تلك الميليشيات.

 

سيظل الاحتلال الأميركي للعراق وجرائم سجن أبوغريب وغيرها لعنة تلاحق أولئك المسؤولين الأميركيين و جميع من عاونهم من العراقيين بعد عام 2003 خصوصاً أولئك الذين يدّعون اليوم معاداتهم لها

 

يمرّ العراق الآن بمرحلة تحوّل كبرى على يد شباب الانتفاضة في آخر فصول المعركة مع إيران ووكلائها من الميليشيات التي فقدت قدرتها على التماسك، فاستغلت قصة الهجوم على السفارة الأميركية ببغداد لتخلط الأوراق وتفكك ساحات الاعتصام تمهيدا لإنهائها، لكن المؤامرة سقطت على يد المنتفضين الذين أعلنوا البراءة مما حصل في المنطقة الخضراء الأسبوع الماضي في استهداف السفارة الأميركية وما تبعها في قتل رأس الاحتلال الإيراني في العراق ولبنان وسوريا واليمن قاسم سليماني.

 

يبدو أن لعنة العراق تلاحق حكام إيران، وقبل أن تأتي اللحظة التي يراجع فيها سليماني نفسه ما اقترفه من جرائم ضد العراقيين والسوريين، قد أخذ جزاءه العادل. لكن إيران تمتلك جيشاً يحمل ذات عقيدة القتل والتدمير وقد يبرز آخر يزايد على دور سليماني. مع ذلك ستطاردهم جميعا لعنة العراق خصوصا أولئك الذين يعيشون في العراق ويحملون جنسيته.

 

الرّد عند شباب الانتفاضة الشعبية الذين يقفلون اليوم أبواب عهد دموي تديره إيران ووكلائها في العراق، ليفتحوا أبواب عهد مشرق جديد مخضّب بدمائهم الزكية سينهي هذه الصفحة المؤلمة من تاريخ العراق في ظل الاحتلال الإيراني، عندها ستفتح جميع ملفات قتل العراقيين. وستتكرر ذات لعنة العراق على وكلاء نظام طهران في العراق

 

واللعنة على الفاسدين ولا عراقين ولاشرفاء وعبدة المال والسحت والقمار والروليت ومتعهدي الملاهي والبارات من العارات (؟؟؟؟؟؟؟؟ ) وسياسي غطيللي واغطيك والمسؤولين الخردة والذي سرقونا باسم الدين والتحذير والتكفير ويالهم من زنابير وخنافس الروث  

هذا غيض من فيض ما يتناهى لأسماعنا من حجم فساد مهول وتبييض أموال، لا تعد ولا تحصى. ناهيكم عما سببه نظام المحاصصة الرث بصعود جهلة وانصاف اميين واولاد شوارع وسواهم، بمجرد أنهم يقدمون خدماتهم القذرة كأبواق رخيصة، واذرع مليشياوية مستعدة للقتل بأبشع الطرق، وتشكيل مجاميع قتل واختطاف واغتصاب لا تردد في احراق الأخضر واليابس بما يؤمرون به، وكبارهم وقادتهم يختبئون كما الجرذان، ليتركوا تلك المخلوقات السافلة والمنحطة في تقويض كل محاولة للتغيير أو حتى لجم الأصوات التي تنادي لا بالتغيير في البدء، بل بتوفير ابسط حالات العدالة الاجتماعية، مما سبب بتوسيع الهوة بشكل مخيف بين الشعب المحروم والفاسدين، الذين تمادوا بشكل لا يمكن تصوره وعطلوا مجساتهم كلها، ناسين أو متناسين، بانهم تركوا الناس لأقدارهم ومصائرهم، ليعانوا الفقر والحرمان والبطالة والسكن غير اللائق وانعدام الخدمات بكل انواعها، حتى وصل الأمر بفلول الفساد أن يتركوا الأطفال بلا مدارس، او بمدارس طينية وأخرى لا تتوفر فيها ابسط شروط العمل التربوي، بالإضافة الى انعدام الخدمات الصحية واهمال البنية التحتية وغيرها من الوسائل المتعمدة لترك البلد في حالة من الخراب والإهمال، والناس في وضع مزري وفقر متقع لا وصف له

إنها إرادة الجماهير الحقيقية واصرارها بكنس كل الفاسدين وتصحيح الوضع السياسي العليل منذ بداية احتلال العراق حتى يومنا الراهن هذا، بعد أن فاض الكيل بالشعب العراقي، وبلغ السيل الزبى، وقد اداروا ظهورهم لمطالب الجماهير ولم يتركوا ولا لمسة رعاية لوطن مخرب، وطن تعرّض لشتى صنوف الإهمال والخراب والافعال الهمجية بعد ان اخضعوه لنظام محاصصة مقيت واشاعوا فسادا فريدا، من حيث نهب الثروات وتوزيع المال العام على ابواق أحزاب الإسلام السياسي المجرمة بعد ان استحوذت الرؤوس الكبيرة على حصة الأسد، ويعلم الله كم هي حصة الأسد هذه حتى اننا نتوصل بأرقام فلكية لحجم الفساد وتبييض الأموال، سيما في ملاذاتنا هنا في المهجر، حين يأتي اشخاص يفكرون بإقامة مشاريع استثمارية هنا في المغرب، كشراء الفنادق الفخمة مثلا، وعند استفسارنا عن مصدر الأموال هذه، لا نحصل الا على القليل من الإجابات عن هؤلاء المستثمرين، نصعق بحجم النهب الذي قاموا به وهم مجرد أدوات للرؤوس الكبيرة، سماسرة ومروجين لمن يخولهم بالقيام  بمثل هكذا مشاريع خطيرة.

     السؤال المحير هنا، هل ان هذه المخلوقات قد جاءت بتكليف من جهات غير معلومة بتدمير العراق والانتقام من شعبه؟ ونحن نعلم، واغلب الظن ان علمنا مشكوك فيه، بأنهم كانوا من المحرومين والملاحقين والمطاردين من النظام الصدامي، وبدأنا نشك في ذلك، ليأخذ الأمر مديات لا يمكن تصورها، بترك البلاد للفوضى والطائفية وتسيّد كتل منتفعة وفاسدة من شتى مكونات الشعب العراقي لنهب البلاد وترك العباد الى مصيرهم المتهالك. حتى وصلت النسبة التي تعيش تحت خط الفقر لأكثر من ثلث العراق.

     وهيهات ان نعرف منهم سبب كل هذا الإصرار والعناد في افقار العراق وتحويله الى بلد مخرب ومعدوم السيادة والسلطة على مقدراته، ليأتي في الترتيب ما قبل الأخير من حيث التصنيف الأممي في انعدام التطور والبناء؟؟؟ ما الذي يدور في اذهانهم وعقولهم المتسخة وهم يزاوجون بين الديني والسياسي، ليتفرغوا من خلال هذا التوظيف النتن، تمرير مخططاتهم وافعالهم الخسيسة، دون ان يعوا بأن للعراقيين الأباة صبرا محدودا وأن البركان اذا ما بدأ أواره فسوف لن يوقف هيجانه، لا مليشياتهم المجرمة، ولا من بث في نفوسهم المريضة الاطمئنان، بأن الأمور قد آلت اليهم بشكل لا رجعة فيه، وكما قال احدهم ممن يعود اليه سبب الخراب خلال فترة حكمه الأهوج لثماني سنين متتالية، حين قال: “بعد ما ننطيها” وكأن العراق بات ملكا عضوضا له ولأترابه من المنحطين والفاسدين  .

         وها نحن نعيش أياما من الزهو والفخر والمجابهة البطولية وقد جنّد الشباب العراقي طاقاتهم وجهودهم ورهنوا أعمارهم للموت والرصاص الهمجي والمفخخات الجبانة، بعد أن وصل الإصرار بالتغيير الجذري تماما وغير القابل للمساومة أو المهادنة وهم ينذرون دماءهم فداء للوطن بعد ان تيقنوا ان لا سبيل للخلاص من الخروج من النفق المظلم الا بالعصيان العام والتمرد الذي لا رجعة فيه لحين تحرير العراق من ساسته الفاسدين والخونة، الذين باعوا الوطن للأجنبي لقاء حمايتهم التي اثبتت الانتفاضة المباركة، انهم لم يعودوا بمأمن من الحساب المرير والعقاب الحتمي والمصير الذي بات قاب قوسين من نهاياتهم غير مأسوف عليهم وستلاحقهم اللعنات أينما حلوا وارتحلوا كمن سبقهم.

         والآن وبعد أن تحققت اسطورة الشعب الثائر لينحاز اليها كل العراقيين ويخرجوا عن بكرة ابيهم للإعلان عن الثورة العارمة التي سوف لن تقف الا بمعاقبة الفاسدين والناهبين للمال العام والخونة والقتلة والقنّاصين وكل من تلوثت يده بالدم العراقي الطاهر.

     ومن المفخرة حقا ونحن نستعيد تاريخ العراق الحافل بالشموخ والبطولات حين انتفض الشباب العراقي وبكل عزيمة وارادة، شابات وشباب، عوائل تصطحب حتى الاطفال الصغار والرضّع، مكونات جماهيرية حركتها النخوة العراقية، لتقديم الدعم المادي والمعنوي، شعب هب عن آخره للتعبير عن الغضب والاحتجاج والمطاولة، متحديا رصاص القتلة والمجرمين، والملفت حقا الطلاب بكل تخصصاتهم يقومون بتقديم الخدمات الطبية والعون للمصابين والجرحى، حتى وصل الأمر الى قيامهم بتزيين أماكن الاحتجاج بلمسات فنية رائعة اذهلت الجميع.

       ليبقى اللسان عاجزا عن وصف ما يجري من بطولات مذهلة من قبل الجميع دونما استثناء. فهناك من يواجه الرصاص بصدور عارية، ومن يقيم الاحتفالات، ومن يهيئ الطعام، ومن يجهز الخيم بمستلزمات الإقامة، ومن يوزع الحلوى، ومن… ومن… خلايا نحل في العمل والمجابهة والتحدي، ادهشت المجرمين.

     انها ملاحم بطولية نادرة، لا يفهم كنهها ومحتواها السفلة والفاسدون ومن باع ذمته وضميره لأعداء العراق.

     هنا نصل الى النهاية الحتمية التي ينبغي على دهاقنة السلطة والمنتفعين وكل من تلطخت يده بالفساد وبدماء العراقيين أن يعرفوها ويستوعبوا دروسها، أما بقي لكم من فتات عقول؟ ونحن نعرف انها رثة وفاسدة، أن تذعنوا للأمر الواقع وتنفذوا بجلودكم الجرباء، رغم اننا نشك في ذلك، لأنكم الآن على يقين بأن لهيب الثورة المباركة زاحف لجحوركم في الخضراء الكالحة، فقط من يريد ولو بشكل متأخر أن يكفّر عن ذنوبه وما اقترف من خطايا وآثام ليعلن توبته امام الشعب المنتفض والثائر، ولعل الحساب سيكون أخف اذا ما ارجعوا الأموال التي نهبها أو نهبتها تلك المخلوقات الرخيصة قيما واخلاقا وامانة ووطنية.

     العبرة بالنهاية لمن يعتبر ومن يفكر ولو بقليل من النباهة، لأنه لا يمكن لأي مخلوق عاقل أن يستمر بهذا النهج التخريبي وهو يعلم أن مصيره المحتوم لا محالة قاب قوسين من المحاسبة العسيرة.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here