مواجهة مصيرية بين الإنتر والريال… وبايرن وليفربول وسيتي ترصد ثمن النهائي

فرصة أمام مونشنغلادباخ وأتلتيكو مدريد للتقدم على حساب شاختار ولوكوموتيف في الجولة الرابعة لدوري الأبطال

لندن: «الشرق الأوسط»

يصطدم إنتر ميلان الإيطالي مع ريال مدريد الإسباني في مباراة مصيرية بالجولة الرابعة من منافسات دوري أبطال أوروبا، التي يرصد فيها كل من ليفربول الإنجليزي ومواطنه مانشستر سيتي، وبايرن ميونيخ الألماني حامل اللقب، بطاقة التأهل مبكراً لثمن النهائي.

في المجموعة الثانية؛ يجدد إنتر ميلان الموعد مع ريال مدريد حين يستضيفه اليوم في مباراة قد تحدد مصير مدربه أنطونيو كونتي؛ لأن خسارتها قد تؤدي إلى انتهاء مشوار الفريق عند هذا الدور للموسم الثالث توالياً.

وبعدما أنهى موسمه الأول بقيادة كونتي في المركز الثاني ضمن منافسات الدوري الإيطالي بفارق نقطة فقط عن يوفنتوس الفائز باللقب للمرة التاسعة توالياً، بدا إنتر مرشحاً هذا الموسم ليكون الرقم الصعب إن كان محلياً أو قارياً، لكن الفريق يجد نفسه قابعاً في المركز الخامس بالدوري الإيطالي بفارق 5 نقاط عن جاره ميلان المتصدر بعد 8 مراحل، ومهدداً بتوديع مسابقة دوري الأبطال من دور المجموعات للموسم الثالث على التوالي بعدما فشل في تحقيق أي فوز في مبارياته الثلاث الأولى، آخرها في الجولة الماضية حين خسر في معقل ريال مدريد 2 – 3 بهدف متأخر للبرازيلي رودريغو.

ويحتل إنتر حالياً المركز الرابع الأخير في المجموعة الثانية بنقطتين فقط، بفارق 3 عن المتصدر بوروسيا مونشنغلادباخ الألماني، واثنتين عن كل من شاختار دونيتسك الأوكراني وريال مدريد الذي حقق في الجولة السابقة فوزه الأول.

وأشار الأرجنتيني لاوتارو مارتينيز مهاجم الإنتر إلى وضع فريقه بعدما عوض تخلفه أمام ريال بهدفين نظيفين وأدرك التعادل قبل أن يتلقى هدف الهزيمة في الوقت القاتل من اللقاء، قائلاً: «نحن نلعب بشكل جيد، لكننا نرتكب الأخطاء على الدوام». وشاءت الصدف أن يختبر رجال كونتي الأحد مباراة مشابهة للقاء الذهاب ضد بطل المسابقة القارية 13 مرة، وذلك بعد تخلفهم أمام تورينو بهدفين نظيفين في المرحلة الثامنة من الدوري المحلي، لكنه نجح بفضل ثنائية وتمريرتين حاسمتين من البلجيكي روميلو لوكاكو في العودة وحسم اللقاء 4 – 2، محققا فوزه الأول في آخر 5 مباريات على الصعيدين المحلي والقاري.

ورغم العودة والفوز، فإن لوكاكو أقر بأن الإنتر لم يصل للمستوى الذي يؤهله للمنافسة على الألقاب، وقال: «بصراحة؛ لم نصل إلى مرحلة أن نكون فريقاً كبيراً. ليس من الجيد أن تعاني بالطريقة التي عانينا بها في الدقائق الستين الأولى. لقد لعبنا بشكل سيئ». وأضاف: «لعبنا من دون حماس ورغبة في حسم الفوز. استفقنا لاحقاً، والأمر الأهم هو الخروج بالنقاط الثلاث».

ويأمل إنتر أن يتخلص اليوم من صيامه عن الانتصارات في المسابقة القارية؛ إذ اكتفى باثنين فقط في آخر 13 مباراة، لكنه يعول على سجله الجيد على أرضه في مواجهة النادي الملكي؛ إذ لم يسبق أن خسر في ميلانو أمام الريال (فاز 5 مرات وتعادل مرتين)، علماً بأن مواجهة الذهاب في الثالث من الشهر الحالي كانت الأولى بينهما في المسابقة منذ 1998 حين فاز عملاق مدريد 2 – صفر ذهاباً على أرضه في دور المجموعات، قبل أن يرد منافسه الإيطالي إيابا 3 – 1 بفضل هدفين في الدقائق الأربع الأخيرة من روبرتو باجيو.

ويبقى نهائي عام 1964 في فيينا اللقاء الأبرز بينهما من أصل 16 مواجهة حتى الآن (بما في ذلك لقاء ذهاب النسخة الحالية)، حين فاز إنتر باللقب للمرة الأولى بعد حسمه اللقاء 3 – 1 بفضل ثنائية لساندرو ماتسولا.

وسيدخل ريال اللقاء المقرر على ملعب «جوسيبي مياتسا» وهو في وضع لا يحسد عليه من ناحية الغيابات؛ إذ يفتقد قائده سيرجيو راموس بسبب تعرضه لتمزق في الفخذ خلال مباراة الدوري السبت ضد فياريال (1 – 1) التي أصيب فيها أيضاً الهداف الفرنسي كريم بنزيمة، لينضما إلى الأوروغوياني فيديريكو فالفيردي. لكن المباراة شهدت عودة البلجيكي إيدن هازارد من الحجر الصحي بعد إصابته بفيروس «كورونا» المستجد، على غرار زميله البرازيلي كاسيميرو الذي لم يشف بعد.

ويأمل مونشنغلادباخ في الاستفادة من اللعب على أرضه لكي يضع قدماً في الدور الثاني من خلال الفوز على شاختار دونيتسك الذي مُني في الجولة السابقة بهزيمة مذلة في العاصمة الأوكرانية بسداسية نظيفة على يد الفريق الألماني.

وفي المجموعة الأولى يتطلع بايرن ميونيخ حامل اللقب إلى تكرار انتصاره الكاسح على ريد بول سالزبورغ النمساوي (6 – 2 ذهاباً) عندما يستضيفه اليوم في ألمانيا لحسم تأهله مبكراً إلى ثمن النهائي، وأيضاً تعزيز الرقم القياسي من حيث عدد الانتصارات المتتالية في المسابقة بعدم رفعه إلى 14.

وسيضمن فريق المدرب هانزي فليك بطاقته إلى ثمن النهائي في حال جدد الفوز على ضيفه النمساوي، بغض النظر عن نتيجة المباراة الأخرى بين أتلتيكو مدريد الإسباني وضيفه لوكوموتيف الروسي.

ويتصدر العملاق البافاري ترتيب المجموعة بـ9 نقاط، بفارق 5 عن أتلتيكو الثاني، مقابل نقطتين للوكوموتيف الثالث، ونقطة لريد بول.

ويأمل فليك أن يحسم فريقه لقاء اليوم سريعاً وألا يضطر لتكرار سيناريو مباراة الذهاب حيث كان التعادل سيد الموقف 2 – 2 قبل أن يسجل بايرن 4 أهداف في الدقائق العشر الأخيرة تقريباً. وقال فليك: «مباراة الذهاب كانت رائعة بالتأكيد بالنسبة للحياديين، لكنها لم تكن كذلك بالنسبة للمدرب» الذي عاش ليلة عصيبة حتى جاء الفرج في الدقائق الأخيرة بمساهمة من هداف المسابقة الموسم الماضي البولندي روبرت ليفاندوفسكي الذي افتتح رصيده التهديفي في نسخة هذا الموسم بثنائية.

وفي المجموعة نفسها يتطلع أتلتيكو إلى تعزيز آماله في حجز بطاقة ثمن النهائي عندما يلتقي لوكوموتيف الذي ما زال يملك أيضاً الفرصة.

ويتطلع أتلتيكو إلى الاستفادة من فترة تألق مهاجمه البرتغالي الشاب جواو فيليكس، بعد تسجيله 4 أهداف في غضون 5 أيام الشهر الماضي، ليدخل فريقه في المنافسة على صدارة الدوري الإسباني. وبعد ثنائية حاسمة في مرمى سالزبورغ (3 – 2) ذهاباً سجل فيليكس على أرض أوساسونا ثنائية أخرى (3 – 1) ليخرج مدربه الأرجنتيني دييغو سيميوني مشيداً به بقوله: «جواو يتطوّر. بات الآن مهاجماً مكتملاً». وأضاف: «جواو قدم لمحات جيدة. وما يلفت نظر الناس هو ثبات مستوياته في المباريات وعمله الجاد». وقد شُبّه فيليكس بكثير من نجوم اللعبة مثل الهولندي يوهان كرويف، والبرتغالي روي كوستا، والبرازيلي كاكا، وحتى النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو.

وفي المجموعة الرابعة وعلى غرار البايرن، سيكون ليفربول أمام فرصة جيدة لحسم تأهله حين يستضيف أتالانتا الإيطالي، بصرف النظر عن نتيجة المباراة الثانية التي تجمع أياكس الهولندي وميدتيلاند الدنماركي. وكان ليفربول انتصر على أتالانتا في عقر دار الأخير بالجولة السابقة بخماسية نظيفة، بينها ثلاثية للبرتغالي المتألق جوتا.

ويتصدر ليفربول المجموعة بـ9 نقاط، بفارق 5 عن كل من الفريق الإيطالي وأياكس الذي يستضيف ميدتيلاند (من دون نقاط).

لكن ليفربول يعاني من الغيابات الكثيرة التي أجبرته على خوض لقاء الأحد ضد ليستر في الدوري الممتاز بغياب 10 لاعبين، دون أن يمنعه ذلك من تحقيق الفوز 3 – صفر.

ورغم الحماس الواضح الذي يبثه الألماني يورغن كلوب، المدير الفني لليفربول، في لاعبيه، فإنه لا يرى نفسه معلماً للتحفيز، وقال: «بأمانة، ليست لدي فكرة عن كيفية عمل التحفيز. وإذا كان التحفيز هو نقطة قوتي الوحيدة، لما وصلت إلى ما أنا عليه الآن».

ومن خلال أسلوبه في القيادة، تحول كلوب إلى رمز للإلهام، لكنه قال إنه يحب ما يفعله ولا يجد صعوبة لدى شرحه للأخرين «مدى أهمية أن يكونوا أكثر التزاماً إزاء ما يستمتعون به حقاً».

وفي المجموعة الثالثة، يحل ممثل إنجلترا الآخر مانشستر سيتي ضيفاً على أولمبياكوس وهو أمام فرصة حسم تأهله أيضاً بما أنه يتصدر بـ9 نقاط، وبفارق 6 عن ضيفه اليوناني الذي خسر ذهاباً 3 – صفر، فيما يحل بورتو البرتغالي (6 نقاط) ضيفاً على مرسيليا الفرنسي الأخير (من دون نقاط). لكن فريق المدرب الإسباني جوسيب غوارديولا يخوض اللقاء بمعنويات مهزوزة بعد خسارته في الدوري أمام مضيفه توتنهام صفر – 2، ما جعله يتقهقر إلى المركز الـ13 بفارق 8 نقاط عن منافسه اللندني المتصدر.

ووقّع غوارديولا مؤخراً عقداً طويل الأجل مع مانشستر سيتي، لكنه يدرك أن ذلك لا يضمن له الأمان في منصبه إذا لم تتحسن النتائج. وفي حدث لم يمر مطلقاً على غوارديولا في مسيرته مدرباً، وصل رصيد سيتي محلياً الآن إلى فارق سلبي من الأهداف، بعدما سجل 10 أهداف فقط في الدوري، وهو أدنى معدل له في هذه المرحلة من الموسم منذ 2006 – 2007 عندما احتل المركز الـ14 تحت قيادة المدرب ستيوارت بيرس.

لكن غوارديولا مؤمن بأن الفوز بدوري الأبطال كفيل بإسعاد إدارته وجماهيره، وهو يسير بشكل جيد بعد أن نجح في تخطي بورتو ومرسيليا وأولمبياكوس، مسجلاً 3 أهداف في كل مباراة، محكماً سيطرته على المجموعة الثانية. وبالتالي، سيضمن الفوز على أولمبياكوس اليوم تأهله إلى دور الـ16، ونسيان، ولو مؤقتاً، الهزيمة أمام توتنهام. وقال غوارديولا: «أنا مؤمن بأننا سنستعيد قوانا. سجلنا في موسمين أكثر من 100 هدف. 80 أو 90 في المائة من اللاعبين متشابهون، خصوصاً في الهجوم».

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here