قانون الجرائم الإلكترونية عودة حثيثة لأيام البعث وتكميم الأفواه بشدة

قانون الجرائم الإلكترونية عودة حثيثة لأيام البعث وتكميم الأفواه بشدة

بقلم مهدي قاسم

يكاد أن يكون مشروع قانون الجرائم الإلكترونية المتداول حاليا في مجلس النواب للتصويت عليه ، نقول يكاد أن يكون خطوة ما بعد الأخيرة للطغمة الحاكمة والأحزاب الفاسدة ليصبحوا مثل النظام القمعي السابق من حيث محاربة وقمع ومصادرة الأفكار المختلفة والآراء المتعارضة والمواقف الرافضة للفساد و استغلال السلطة ، إذ إنهم قلدّوا النظام السابق في معظم جرائمه الدموية ، ولا سيما على صعيد سجن و اختطاف و اغتيال و قتل المعارضين حيث رأينا ماذا فعلوا مع المتظاهرين ــ كفئات ومجموعات معارضة ــ و كيف قاموا بتصفيتهم بواسطة ميليشياتهم ، تماما ، مثلما فعل النظام السابق بكل قوة و بطش وحشيين مع المعارضين في ذلك الحين ، مع فارق واحد ألا وهو أن التظاهرات في العهد السابق كانت محظورة والناس كانوا يعلمون بذاك ولهذا فانهم كانوا يخشون القيام بمظاهرات خوفا من أعمال التنكيل ، بينما في العهد الجديد فأن الدستور كان يضمن حق التظاهر، ومع ذلك فأنهم تعرضوا ويتعرضون لأعمال قتل واغتيال جماعية وبشكل شبه يومي ..

فهذا ما نعنيه و نقصده بتقليد أحزاب الفساد الحاكمة لممارسات النظام السابق الدموية..

و رجوعا لمشروع قانون الجرائم الإلكترونية فالغاية الكامنة الواضحة من وراء ذلك هو تكميم الأفواه ، لكي لا يعبر الناس عن أرائهم بحرية كاملة ولا عن مواقفهم السياسية والرافضة للفساد واستغلال السلطة وللفشل الإداري في إدارة شؤون الدولة ، وبالأخص أن لا يهتفوا مثلا :

ــ ” باكونا الحرامية ” !..

ولكن في حالة التصويت على هذا القانون ، فأنه سوف لن يطرأ تغيير كثير على هذا الأمر ، إذ أن العراقيين سيضطرون آنذاك إلى الاستعانة بأسماء مستعارة لفتح حسابات في المواقع الإلكترونية و باقي صفحات التواصل الاجتماعي ليعبروا عن أرائهم ومواقفهم السياسية مثلما يريدون ويرغبون أو عن تلك الفاضحة للسرقات واللصوصية ومظاهر الفساد و استغلال السلطة من قبل الأحزاب المتنفذة، حيث يتحتم حينذاك على مشرعي هذا القانون ومطبقيه مراقبة وملاحقة أشباح والقبض عليها لتقديمها للمحاكمة بتهمة ارتكاب جريمة إلكترونية !! .

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here