أهوار ذي قار مهددة بمخزونها السمكي وصيادون ومسؤولون يطالبون الزراعة بضخ الإصبعيات

ذي قار/ حسين العامل

حذر صيادون ومسؤولون من تراجع المخزون السمكي في مناطق الاهوار، وفيما طالبوا وزارة الزراعة بضخ الاصبعيات لتنمية الثروة السمكية، اشاروا الى ان الحظر الناجم عن انتشار الكورونا حرم اهوار محافظة ذي قار من ضخ 50 مليون اصبعية كانت تضخها الزراعة كل عام.

وقال رئيس جمعية الصيادين في هور السناف، ناجي السعيدي لـ (المدى) ان “وزارة الزراعة لم ترفدها مناطق اهوار محافظة ذي قار بإصبعيات الاسماك هذا العام”، مشيرا الى ان “الوزارة ومن خلال دوائرها العاملة بالمحافظة كانت تضخ اكثر من 50 مليون اصبعية كل عام”.

واكد السعيدي ان “برنامج ضخ الاصبعيات من اهم عوامل تنمية الثروة السمكية وانعاش حياة السكان ولاسيما الصيادين في مناطق الاهوار”، داعيا “وزارة الزراعة الى ضخ اصبعيات في مناطق الاهوار لتعويض النقص الناجم عن عمليات الصيد”.

واوضح رئيس جمعية الصيادين أن “مناسيب المياه في مناطق الاهوار جيدة حاليا واخذت تتحسن مع انقضاء فصل الصيف”، مشيرا الى ان “الوفرة المائية انعكست ايجابا على حياة الصيادين وزادت من غلة الصيد”.

واشار السعيدي الى ان “الصياد بات يصيد نحو 40 كغم من السمك في اليوم الواحد بعد ان كان يحصل على اقل من 10 كغم في موسم الشحة المائية”، منوها الى ان “وفرة الصيد تكون ذات اثر سلبي على الثروة السمكية ان لم يرافقها ضخ كميات كافية من الاصبعيات”.

وعن الصيد الجائر للاسماك قال رئيس جمعية الصيادين في هور السناف ان “الصيد الجائر للأسماك باستخدام الجهاز الكهربائي (النتال) اثر على عملية تكاثر الاسماك وبات يهدد التنوع الاحيائي في مناطق الاهوار كونه لا يستهدف الاسماك فقط وانما جميع الاحياء المائية”، لافتا الى ان “دور شرطة البيئة جدا محدود في مجال منع الصيد الجائر كونها تعمل في المناطق القريبة من مراكز المدن وليس في داخل الاهوار حيث عمليات الصيد والتجاوزات الفعلية على قانون الصيد”.

وبين السعيدي ان “عناصر الشرطة تخشى من المشاكل العشائرية في حال قامت بتطبيق القانون لهذا اخذت تكتفي بأداء دورها بصورة روتينية”.

وبدوره قال مدير زراعة ذي قار السابق والعضو الحالي في مجلس ادارة هيئة استثمار ذي قار لإدارة مشاريع الثروة الحيوانية والمشاريع الزراعية فرج ناهي ثمار لـ(المدى) ان “ضخ اصبعيات الاسماك تأثر بالحظر الناجم عن مخاطر الكورونا الذي تزامن مع فترة التفقيس وتوقف مفاقس وزارة الزراعة عن العمل في حينها”، واردف “وبعد رفع الحظر خاطبنا وزارة الزراعة ووعدتنا بتجهيز اهوار المحافظة بالاصبعيات حال انتاج اول وجبة في مفاقس الصويرة بمحافظة واسط لكن للان لم يتم التجهيز”.

واضاف ثمار ان “ضخ اصبعيات الاسماك لغرض التكاثر في العادة يكون مطلع شهر نيسان ويتواصل طوال مدة التفقيس لكنه تأخر هذا الموسم”، مشيرا الى ان “العام المنصرم 2019 تم ضح 52 مليون يرقة واصبعية في اهوار محافظة ذي قار”.

وتابع مدير زراعة ذي قار السابق ان “برامج اطلاق الاصبعيات هي ديمومة للمخزون السمكي كونها تعزز الثروة السمكية وتعوض النقص الناجم عن عملية الصيد والصيد الجائر والصيد غير القانوني”، مشيرا الى ان “وزارة الزراعة تبنت قبل عدة اعوام برنامجا في هذا المجال حيث تتوفر مفاقس في اهوار القرنة والشرش في محافظتي البصرة وميسان وهذه تعمل وفق نظام الاستثمار وقد تم رفد اهوار المحافظتين المذكورتين بالإصبعيات الا ان اهوار محافظة ذي قار لم تُشمل بذلك”.

مبينا ان “عدم ضخ الاصبعيات في اهوار ذي قار لهذا العام ناجم عن عدم وجود مفاقس خاصة بها كالتي في البصرة وميسان وان ذي قار تعتمد على مفاقس الصويرة في الكوت”، واضاف ان “ذي قار التي تشكل مناطق الاهوار خمس مساحتها وتضم اكبر اهوار العراق بحاجة الى مفاقس لإنتاج الاصبعيات كي تعزز المخزون السمكي”.

واشار ثمار الى ان “دائرة زراعة ذي قار من اولى المحافظات التي خصصت 50 دونما لإنشاء مشروع لمفقس في ناحية الاصلاح وقد طلبت منذ عدة اعوام ان تتبنى الحكومة المحلية في ذي قار عملية تمويله ضمن خطة تنمية الاقاليم الخاصة بالمحافظة لكن للأسف لم تحصل موافقة الحكومات المحلية المتعاقبة على تخصيص التمويل المطلوب لتنفيذه”، واضاف ان “المشروع تم طرحه كذلك على وزارة الزراعة لغرض تمويله لكنها ارتأت ان يكون التمويل من خلال الخطة التنموية للمحافظة وهذه الخطة تعتمد الاولويات الخدمية في المشاريع لذلك لم ينفذ”.

واردف مدير زراعة ذي قار السابق ان “ذي قار فيها مفقس للأسماك تابع للهيئة العامة للارشاد الزراعي في الغراف وقد جرى تنفيذه من قبل الايطاليين وسلموه لهيئة استثمار المحافظة وهو لا يعمل حاليا اذ تم ادراجه ضمن مشاريع الاستثمار مع مشروع الخمسين دونما”، مشددا ان “مفاقس الاسماك مشروع ضروري للمحافظة لكن للأسف لم يلق التجاوب المطلوب من قبل الحكومة المحلية”.

وعن تحقيق الاكتفاء الذاتي من الاسماك قال ثمار ان “الثروة السمكية ونتيجة برامج تعزيز المخزون السمكي السابقة حققت الاكتفاء الذاتي بالأسماك ليس من خلال مناطق الاهوار فقط وانما من خلال تجربة مشاريع تربية الاسماك بالأقفاص التي حققت نجاحا وتطورت بصورة كبيرة”، مشيرا الى ان “مشاريع تربية الاسماك بالأقفاص انطلقت بعشر مشاريع وبلغت حتى الان 70 مشروعا مجازا تتوزع على نهري الفرات والغراف المتفرع من نهر دجلة فضلا عن المسطحات المائية الواسعة في مناطق الاهوار”.

وكان الصيادون في مناطق اهوار الناصرية حذروا يوم الاحد (31 ايار 2020) من استنزاف الثروة السمكية نتيجة تلكؤ وزارة الزراعة في تنفيذ برامجها الخاصة بضخ اصبعيات الاسماك لهذا العام والنقص الحاصل بالمخزون السمكي، وفيما اكدوا انقراض انواع من الاسماك كانت معروفة في مناطق الاهوار، اشاروا الى ان مهنة صيد الاسماك في مناطق الاهوار باتت مصدر الرزق الرئيس لمعظم سكان الاهوار اذ تستوعب اكثر من 60 بالمئة من العاطلين عن العمل.

وتشكل الأهوار خمس مساحة محافظة ذي قار وهي تتوزع على عشر وحدات إدارية من أصل 20 تضمها المحافظة، إذ تقدر مساحة أهوار الناصرية قبل تجفيفها مطلع تسعينيات القرن الماضي، بمليون و48 ألف دونم، في حين تبلغ المساحة التي أعيد غمرها بالمياه بعد عام 2003 نحو 50 بالمئة من مجمل المساحة الكلية لأهوار الناصرية إلا أن هذه المساحة المغمورة سرعان ما تتقلص بصورة كبيرة بعد كل أزمة مياه تمر بها البلاد.

وكانت دائرة زراعة ذي قار حذرت يوم السبت (الاول من حزيران 2019) من مخاطر الصيد الجائر على برامج تنمية الثروة السمكية في مناطق الاهوار، فيما اشارت الى ضبط عدد من الصيادين الذين يستخدمون اجهزة الصعق الكهربائي والسموم في صيد وابادة اصبعيات الاسماك.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here