تعالوا نحسبها حساب عرب؟

تعالوا نحسبها حساب عرب؟

محمد مندلاوي

رداً على الأصوات النشاز الأنثوية والذكورية التي لم تنقطع من بغداد، والتي تتهم إقليم جنوب كوردستان زوراً وبهتاناً بأنه لم يسلم كمية النفط المتفقة عليها مع بغداد. للأسف الشديد، تتناغم مع هذه الأصوات النكرة بعضاً من كورد الجنسية، من الذين يسمون في كوردستان بالـ”جاش” أي: عملاء، إلا أن الأستاذ (أحمد ملا طلال) المتحدث الرسمي باسم رئيس مجلس الوزراء (مصطفى الكاظمي) ضربهم على أفواههم… حين صرح لوسائل الإعلام قائلاً: إن حصة إقليم كوردستان 12,67% من ميزانية العراق، دعنا نقول 12% إن إقليم كوردستان مفروض نرسل له بالشهر الواحد مليار دولار وذلك حسب الموازنة، لكن لماذا نبعث له 320 مليار دينار عراقي؟ يعني حدود 250 مليون دولار وليس مليار. ثم يتساءل الأستاذ أحمد: لماذا؟ لماذا؟ ألم يسأل أحد ما نفسه؟ لأن الحكومة الحالية تستقطع من إقليم كوردستان مبلغ 250 ألف برميل نفط وتستقطع أيضاً ما تقدره الحكومة إرادات المنافذ الحدودية – جمارك- وتستقطع كذلك مبالغ الحاكمة الاتحادية، كل هذه المبالغ تستقطعها الحكومة الاتحادية،وتبقى حدود 320 مليار دينار عراقي ما يعادل 250 مليون دولار. ويستمر الأستاذ أحمد: هؤلاء -الكورد- في كوردستان شافوا الضيم، لا يجوز أن أجوع ابن السليمانية، وأجوع ابن دهوك، وأجوع ابن أربيل لأن هناك خلافات سياسية ومشاكل لم تحل منذ 17 سنة هذا ليس ذنب هذه الحكومة. انتهى كلام الأستاذ أحمد ملا طلال. إن المتحدث باسم رئيس مجلس الوزراء بهذا التصريح المدوي من قلب مركز القرار في بغداد كشف للعالم أجمع زيف وكذب وتلفيق الأحزاب الشيعية الطائفية والعنصرية التي تعادي الشعب الكوردية وحكومته في جنوب كوردستان. عزيزي المتابع، لا أجزم، لكني أحلل، أن استقالة الأستاذ (أحمد ملا طلال) التي أعلنت بعد هذا التصريح مباشرة من المحتمل جداً جاءت بسبب ضغوطات من ديناصورات أشياع السلطة، لأنه كشف للشارع العراقي والكوردستاني كذب وزيف وتدليس الأحزاب الشيعية الطائفية والعنصرية ضد الشعب الكوردي في إقليم كوردستان، التي -الأحزاب الشيعية- باتت تهدد الشارع العراقي بميليشياتها الإرهابية، وبدعم وغطاء غير قانوني من الكتل البرلمانية الشيعية الفاسدة المنتهية الصلاحية (Expired) التي باتت رائحتها الكريهة وتزكم الأنوف، التي في كل صغيرة وكبيرة تتهم الكورد وكوردستان بجملة أكاذيب سوقية رخيصة لا أساس لها من الصحة على أرض الواقع، ومنها تلفيقها المفضوح عن حصة إقليم كوردستان من الميزانية العراقية المخصصة له بعشرة تريليون دينار عراقي التي توازي 12,67%، لكن الإقليم الكوردستاني خلال الأعوام الـ17 التي تلت تحرير العراق من براثن حزب البعث المجرم لم يستلم المبلغ المخصص له وهو كما قلنا عشرة تريليون دينار، لكن لنفترض جدلاً، أن الإقليم على مدى الأعوام الـ17 استلم حصته بالكامل من الميزانية العراقية. أستسمح القارئ الكريم، الآن دعونا نحسبها كما قلنا حساب عرب. إن العراق بعد عام 2005 تَكَون رسمياً من 15 محافظة بالإضافة إلى إقليم كوردستان، الذي يتكون إلى الآن وهو تاريخ 29 11 2020 أعني قبل تنفيذ المادة 140 وعودة كركوك والمناطق المستقطعة الأخرى إليه من ثلاث محافظات وهي هەولێر (أربيل) العاصمة وسليمانية العاصمة الثقافية، ودهوك الدلال. عزيزي المتابع، أن ميزانية العراق المخصصة لعام 2020 148 تريليون دينار نخرج منها 10 تريليون دينار التي هي حصة إقليم كوردستان تبقى 138 تريليون دينار، وزعها على 15 محافظة متبقية. لكن، بما أن بغداد العاصمة كبيرة ونفوسها تعادل ثلاث محافظات لذا نعتبرها ثلاث محافظات، أي: إن العراق بدون إقليم كوردستان 18 محافظة قسمها على ثلاث محافظات مثل الإقليم تصبح ست وحدات إدارية، دعونا الآن نقسم المبلغ المتبقي من ميزانية العراق الذي هو 138 تريليون دينار على 6 وحدات إدارية كل وحدة إدارية بثلاث محافظات تصبح حصتها ضعف حصة إقليم كوردستان بمبلغ قدره 20 تريليون دينار، ويبقى لدى الحكومة مبلغ قدره 18 تريليون دينار فائض؟؟؟ عزيزي القارئ، كل عام تكون ميزانية العراق بهذا المقدار تقريباً. دعنا نلقي نظرة على ميزانية عام 2019 التي كانت عبارة عن 142 تريليون دينار طلع منها 10 تريليون حصة الإقليم ثم قسمها بذات الطريقة على ست وحدات إدارية كل وحدة مثل إقليم كوردستان بثلاث محافظات تكون حصة كل وحدة 20 تريليون دينار وهي أيضاً ضعف حصة إقليم كوردستان، ويبقى أيضاً لدى الحكومة مبلغ 12 تريليون دينار عراقي فائض تستطيع أن تتصرف بها كيفما تشاء. بعد هذه الحسبة البسيطة، أتوجه للمواطن العراقي والكوردستاني بسنته وشيعته ومسيحييه وصابئته وشبكه وإيزدييه وكاكائييه الخ وأقول له بكل أخوية وصدق، امسك بيدك ورقة وقلم واحسب بطريقة سلسة كل سنة ميزانية العراق، وقسمها على الوحدات الإدارية الستة، ثم اجعل كل وحدة إدارية مكونة من ثلاث محافظات، شبيهة بالمحافظات الثلاث في الإقليم الكوردستاني، ومن ثم قارن حصتها مع حصة الإقليم حتى تكشف زيف وكذب وتدليس وتلفيق الرخيص الذي يحوكه أشياع السلطة أهل الشقاق والنفاق ومساوئ الأخلاق، ومعهم سنة المالكي الذين باعوا أبناء جلدته بسعر بخس، وكذلك بعض كورد الجنسية الذين ظاهرهم كوردي إلا أن دواخلهم لا تمت إلى الكورد بأية صلة حتى تعرف مدى و كيفية المؤامرة الخبيثة التي تحاك في الغرف المظلمة ضد الشعب الكوردي الجريح وإقليمه الفتي، ومن ثم قارن عملية الإعمار والبناء وتعبيد الطرق وإنشاء السدود والجسور الموجودة في إقليم كوردستان مع وحدة إدارية المتكونة افتراضياً مثل بصرة وعمارة وناصرية، أو صلاح الدين وأنبار وموصل، عندها سيتضح لك مدى الإهمال المتعمد لمدن وقرى وسط وغرب وجنوب العراق، وهذا دليل كافي أن تثور وتصرخ بصوت عالي وتفضح عموم السياسيين الشيعة والسنة، وقبلها قل كلمة حق عن إقليم كوردستان الذي احتضن في أيام المحن اثنين مليون لاجئ من كل مدن العراق، وقسم معهم لقمة العيش.
“تستطيع أنّ تخدع كل الناس بعض الوقت، أو بعض الناس كل الوقت، ولكنك لا تستطيع أنّ تخدع كل الناس كل الوقت” (إبراهام لنكولن)
29 11 2020

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here