ناشطو الناصرية يعيشون ليلة مرعبة: قوة أمنية لاحقت العشرات

ذي قار/ حسين العامل

شنت القوات الامنية في الناصرية، فجر يوم أمس الثلاثاء، حملة اعتقالات ومداهمات ليلية استهدفت خلالها عشرات الناشطين والمتظاهرين.

ويعتقد ناشطون تحدثوا لـ(المدى) ان دوافع حزبية وراء التحرك لاعتقالهم، واتهموا خلية الازمة ببث تطمينات مخادعة للمتظاهرين.

وكانت خلية الازمة التي شكلها رئيس مجلس الوزراء مصطفى الكاظمي من قيادات امنية عليا برئاسة مستشار الامن الوطني قاسم الاعرجي قد اجرت يوم الاحد الماضي، مفاوضات مع وفد من متظاهري محافظة ذي قار توصلت خلاله الى اتفاق على تأمين حماية ساحة الحبوبي والشروع بالتحقيق في الهجوم الذي تعرضت له مؤخرا، فيما شهد مركز مدينة الناصرية صباح اليوم التالي انتشارا واسعا للقوات والآليات العسكرية التي ارسلتها الحكومة المركزية لاحتواء التوتر الامني في المحافظة.

وقال المتظاهر أحمد حسن لـ(المدى) ان “الاجهزة الامنية شنت عند الساعة الثانية من فجر يوم الثلاثاء حملة دهم واعتقالات واسعة استهدفت اكثر من عشرة ناشطين في تظاهرات الناصرية”، مبينا ان “القوة المكلفة بالاعتقال تمكنت حتى الان من اعتقال عدد محدود من الناشطين من بينهم كرار الحجامي فيما تمكن الآخرون من الافلات”.

واوضح الناشط المدني ان “عمليات الدهم استهدفت منازل كل من الناشطين احسان الهلالي، وحسن باسكت بول، وعامر حسين الفاران، ومنتظر كريم، وآخرين، الا ان القوة المداهمة لم تتمكن من اعتقالهم”.

ولفت حسن الى ان “حملة الاعتقال تأتي في ظل ظروف يتداخل فيها ما هو حزبي بما هو مؤسساتي ولم نستبعد وقوف جهات حزبية وراء تحريك حملة الاعتقالات لتأجيج حدة التوتر واحراج خلية الازمة التي التقت بعدد من المتظاهرين مؤخرا”.

ولم يستبعد حسن ان “تشهد ساحة التظاهرات في الحبوبي اعمال تصعيد جماهيري للرد على حملة الاعتقالات”، مشيرا الى ان “السكوت على الاعتقالات من شأنه ان يجعل جميع المتظاهرين على لائحة الاعتقال وبالتالي وأد انتفاضة تشرين التي تحاول احزاب السلطة منذ اكثر من عام القضاء عليها بمختلف الوسائل”.

وكتب الناشط عامر حسين الفاران ــ احد الناشطين الذين لاحقتهم قوات الامن، على حسابه الشخصي في (فيس بوك) ان “قوات تحمل أنواع مختلفة من الأسلحة وعجلات عسكرية انتشرت امام منزلي واطلقت النار باتجاهي عند محاولتي الهرب”.

وتابع “تمكنت من الافلات من القوة المداهمة عبر القفز باتجاه الدور المجاورة ما ادى ذلك الى تعرضي للإصابة بجروح ورضوض في انحاء مختلفة من جسدي”.

وتساءل الفاران، “أين كانت تلك القوات يوم اقتحم المسلحون ميدان التظاهرات في ساحة الحبوبي وقاموا بقتل واصابة نحو 80 متظاهرا؟”، مشيرا الى ان “الافلات من الاعتقال ليس خوفا من القوات الامنية وانما لان اوامر الاعتقال صدرت دون وجه حق وجاءت بدفع من جهات سياسية وحزبية”.

كذلك كتب الناشط حسن باسكت بول على صفحته الشخصية عقب مداهمة منزله انه “انا حسن باسكت بول، لا ارهابي، ولا صاحب مليشيا، ولا قاتل، ولا مخرب، ولا مبتز احد.. القوة العسكرية التي داهمت بيتي وروعت عائلتي آخر الليل كان المفروض ان تعرف على من تخرج للواجب في هكذا وقت”.

وتعليقا على ذلك قال الناشط محمد الناصري، وهو احد اعضاء وفد المتظاهرين الذي التقى برئيس واعضاء خلية الازمة، لـ(المدى)، ان “خلية الازمة طمأنت المتظاهرين وقالت انها جاءت لحمايتهم وستعمل على ايقاف جميع الملاحقات القضائية ضدهم”. واستدرك “لكن ما حصل على ارض الواقع هو خلاف ذلك اذ شهد فجر الثلاثاء استهدافا واسعا للناشطين والمتظاهرين”.

واعرب الناصري عن استغرابه من “تزامن حملة الاعتقالات مع تواجد خلية ازمة عليا جرى تشكيلها لتهدئة الاوضاع بالمحافظة”، مؤكدا ان “الاجراءات والتصريحات الاستفزازية لا تنسجم مع التوجهات المركزية المعلنة للتخفيف من حالة التوتر والتصعيد”.

بالمقابل، نفت الحكومة المحلية في محافظة ذي قار، أمس، أي توجه لمنع التظاهرات في المحافظة.

وقال محافظ ذي قار ناظم الوائلي إن “ما يشاع عن وجود توجه أو نية للحكومة المحلية والقوات الأمنية، في المحافظة، لمنع التظاهرات وانهائها، يندرج ضمن الحرب الاعلامية ضد المحافظة وابنائها ومحاولة لزيادة التوتر فيها”.

واكد الوائلي: “لا توجد لدى الحكومة المحلية والقوات الأمنية أي نية، أو توجه، أو رغبة، لمنع التظاهرات، فالتظاهر حق مكفول دستوريًا وحق من حقوق المواطنين، ما دام ضمن الأطر السليمة”.

ووقعت صدامات بين متظاهرين في ساحة الحبوبي واتباع زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر يوم الجمعة الماضي أسفرت عن 7 شهداء وأكثر من 80 جريحا. وحاول اتباع الصدر انهاء التظاهرات وازالوا مجموعة من الخيام.

وبسبب ذلك، تدفق الآلاف، الاثنين، الى ساحات الاحتجاج واعادوا تشييد الخيام.

وبعد الصدامات، فرضت السلطات إغلاقا مؤقتا، وأقالت قائد الشرطة المحلية، وفتحت تحقيقا في الأحداث.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here