الإيزيديون يباشرون بفتح قبر الأمهات بمساعدة وفد من الأمم المتحدة

ترجمة/ حامد احمد

منطقة سنجار، وبعد مرور ست سنوات منذ ان شن تنظيم داعش حملة ابادة جماعية ضد ابناء الطائفة الايزيدية، ما يزال الناجون منهم يواصلون محاولاتهم المضنية للعثور على رفات اهاليهم واقاربهم. ولتحقيق هذا الهدف بدأ محققون من الامم المتحدة الشهر الماضي بنبش قبر جماعي في قرية صولاغ بالمنطقة.

عمال ومحققون شرعيون وهم يرتدون بذلات بيضاء وكمامات يقومون بحفر الموقع بعناية مع غربلة ما يرفعونه من تراب وفحصه بشكل دقيق للتحقق من اي بقايا بشرية وعظام .

لحد هذا الوقت عثر المحققون في منطقة سنجار على 17 قبرا جماعيا على الاقل. القبر الجماعي الذي بدأوا بنبشه في قرية صولاغ يدعى قبر الأمهات، ويعتقد ان هذا القبر الجماعي يضم رفات العشرات من النساء الحوامل وكبار السن الذين قرر مسلحو التنظيم اعدامهن لعدم حاجته اليهن مع اقتياد الفتيات والنساء الأخريات كسبايا .

سعيد مراد، وهو شقيق الناجية الايزيدية نادية مراد الحاصلة على جائزة نوبل للسلام، كان من بين الايزيديين الآخرين الذين حضروا للموقع لمتابعة البحث عن بقايا افراد عوائلهم واقاربهم واعطاء عينات من دمهم لغرض فحص مادة الحمض النووي الـ DNA للتأكد من صلة القرابة مع من يعثرون عليه من جثث او بقايا عظام .

عندما اجتاح تنظيم داعش منطقة سنجار عام 2014 قام بقتل غالبية الرجال والشباب اليافعين برميهم بالرصاص. وكان سعيد قد تعرض لجروح واختبأ بين الجثث وتمكن بعدها من الهروب والنجاة بنفسه .

قال سعيد، متحدثا لموقع NPR الاخباري وهو يمسح الدموع من عينيه “كانت امي مسالمة وامرأة طيبة. كانت اذا ترى فقيرا ولدينا قطعة رغيف واحدة فانها تقسمها الى قسمين وتعطي الفقير قطعة. انا وشقيقتي نادية لم نقض وقتا كافيا معها، داعش حرمنا منها ولم تعد بيننا .”

ويقول سعيد انه منخرط الان ضمن قوة عسكرية محلية مع بقية ايزيديين في منطقة سنجار وذلك بعد طرد مسلحي داعش من المنطقة، مشيرا الى انه ما تزال بقايا ضحاياهم تحت الارض دون التحقق منها .

واضاف سعيد قائلا “عندما رجعت الى المنطقة بعد تحريرها كانت هناك ملابس لضحايا مبعثرة على الارض مع عظام بشرية، ولكن عندما عدنا للمكان مرة اخرى لم نجدها ربما حيوانات ازالتها او اشخاص مجهولين رفعوها. لم نجد عظاما .”

يعتقد سعيد انه بالاضافة الى والدته، فان القبر الجماعي قد يحوي رفات عماته وزوجات اعمامه واخواله. الهم الوحيد الذي يراود الناجين هو تمكنهم من العثور على رفات اقاربهم واهاليهم لكي تتم مراسيم دفنهم بشكل اصولي وشرعي .

عند مركز المجلس البلدي لقرية كوجو في قضاء سنجار، الذي يخضع لاعادة تعمير وتأهيل الان، تجمع ايزيديون لاعطاء عينات من الحمض النووي الـ DNA .

فواز عبد العباس، نائب مدير اللجنة الدولية للمفقودين فرع العراق قال “نبدأ بجمع المعلومات من ذوي الضحايا من هنا، نقوم بالتأكد من ادراج جميع المعلومات المطلوبة، ثم ننتقل الى المرحلة الثانية وهي أخذ عينة من الدم من جميع ذوي الضحايا. وبشكل مثالي نأخذ ثلاث عينات من كل عائلة وذلك للتعرف بشكل اكثر دقة عن الاقارب من الدرجة الاولى او الثانية مثل الاب والام والاخ والاولاد .”

ليلى، امرأة ايزيدية ناجية كانت مستعبدة جنسيا لدى داعش، جاءت للموقع علها تتعرف على رفات زوجها واولادها الثلاثة الذين قد يتم العثور عليهم في قبر جماعي آخر. تعتقد ان أمها مدفونة في هذا القبر بالاضافة الى عمتيها وزوجة أخيها ووالدة زوجها .

قالت ليلى “لم يبق لدينا شيء في العالم سوى هذه العظام، نريد ان ندفنهم بشكل اصولي ونصلي عليهم. نريد ان نجلس بجوار قبورهم.”

بجوار مدرسة قرية كوجو، التي كان زوج ليلى يعمل مدرسا فيها، قام داعش بجمع العوائل هناك وفصل بين الذين سيقوم بإعدامهم عن اللذين سيقوم باقتيادهم اسرى معه من نساء وفتيات واولاد صغار .

تفشي وباء كورونا أخّر من عملية التحقق من الوجبة الاولى من الرفات التي جمعت والتي تعود لحوالي 60 جثة. الاقارب ينتظرون الاخبار عن نتائج فحص الحمض النووي بترحيب وخوف في الوقت نفسه، حيث قاموا بحفر وتهيئة قبور لهم بشكل مسبق. ولكن ما يزال هناك 3000 ايزيدي آخر في عداد المفقودين، وكثير منهم يعتقد بانهم قد توفوا، ولكن لحين حصول عوائلهم على رفاتهم يبقى الشعور بالالم والكرب قائما لديهم .

عن: موقع NPR الأميركي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here