موقع أميركي: نصف سكان سنجار لم يعودوا لمنازلهم

ترجمة/ حامد أحمد

عند قرية تل القصب الايزيدية رحب ابناء جيران فرحين بالنازحة العائدة نوفا خُدَيدة وهي تخطو بقدميها نحو البيت الذي هربت منه قبل ستة أعوام عندما اجتاح مسلحو داعش المنطقة. خديدة، وهي ترتدي زيا تقليديا مع شال ابيض على رأسها، قامت بتقديم حلوى لهم احتفالا بالمناسبة.

وقالت خديدة وهي محاطة بأقارب وجيران كانوا قد رجعوا قبلها انه “شعور جميل ان يرجع المرء لبيته”.

بعد ست سنوات من حملة الابادة الجماعية التي شنها داعش ضدهم عام 2014 والتي تسببت بقتل وسبي وتشريد مئات الآلاف منهم، ما يزال هناك 200000 أيزيدي تقريبا، وهو عدد يقارب نصف نفوس منطقة سنجار قبل غزوهم، ما يزالون يعيشون في مخيمات للنازحين في اقليم كردستان واغلبهم يعيشون وضعا نفسيا سيئا او انهم فقراء جدا لا يملكون ما يمكنهم من العودة.

رغم ذلك ومنذ شهر حزيران، مع اجراءات الحظر بسبب وباء كورونا التي زادت من صعوبة الحياة في المخيمات المكتظة، رجعت اكثر من 7000 عائلة للمحاولة في اعادة بناء حياتها في منطقة سنجار.

اغلب البيوت في المنطقة اما كانت متضررة بسبب المعارك أو كما حال بيت النازحة خديدة، التي تعرضت للنهب والتخريب من قبل مسلحي داعش.

كوتة مراد، نازحة من حي آخر في منطقة سنجار رجعت في شهر أيلول الى بيت محطم تعيش فيه عائلتها بعد اعمار غرفتين منه. ليس هناك كهرباء ولا ماء اسالة.

عند نقطة تفتيش في سنجار، ينتظر سائقو شاحنات صغيرة محملة بافرشة وامتعة منزلية اخرى ليتم تفتيشهم من قبل رجال شرطة وجيش وفحص الوثائق الرسمية الاصولية لديهم وهم عائدون مع عوائل لمنطقة سنجار.

حسن مراد 52 عاما، احد سائقي الشاحنات الصغيرة، كان متوجها لبيته الصغير مع عائلته في قرية الوردية التي ما تزال مهجورة تقريبا وتبعد 20 كم تقريبا عن الحدود السورية. انها المرة الاولى التي يرى فيها منزله بعد مرور ستة أعوام من النزوح.

سقف بيته المصنوع من قش وطين كان قد انهار، ولم يبق من بيته المبني من احجار كونكريتية سوى ثلاثة جدران. وكما هو الحال مع ايزيديين آخرين يقول حسن مراد انه لم يتلق عند عودته اي مساعدة من الحكومة العراقية او من منظمات اغاثة.

وقال مراد “هذا البيت المتضرر هو كل ما املك، ولكن مع ذلك انا سعيد بعودتي. اذا نبقى في معسكرات النازحين لفترة طويلة فلن نحصل على شيء”. وكان مراد قد اعتاد على الزراعة في قريته ولكن الان لا تتوفر مياه كافية للزراعة.

تقول زوجته وحدة آمو، وهي تنظر الى البيت المحطم “ماذا علي ان اقول، انه بيت محطم، الحياة في المخيم كانت جيدة، ولكن لا يمكننا العيش للأبد هناك، لا بد وأن نرجع في النهاية الى منطقتنا وبيتنا”.

كلارا ماكلندن، مسؤولة علاقات بعثة USAID الاميركية للمساعدات والتنمية في العراق، تقول “نظرا للتواجد الحكومي المحدود هنا، فان الوقت ما يزال لم يحن بعد لاسترجاع الخدمات الاساسية لاحياء كثيرة من منطقة سنجار. افتقار المنطقة للخدمات، بضمنها المدارس قد اعاق كثيرا من الايزيديين عن العودة الى سنجار”.

اعداد قليلة جدا من اصحاب المحلات الايزيديين عادوا لمزاولة نشاطهم في سنجار. زياد قيراني، عاد قبل ثلاثة اسابيع بعد جمع مبلغ ايجار لفتح مخزن صغير للالبسة. يقول قيراني “انه شعور مروع عندما ترجع وتتذكر اصدقاءك الذين تم اختطافهم وما تزال لا تعرف ما حل بهم”.

اضاف قيراني قائلا “هذه المنطقة تمثل الحي القديم من البلدة واغلب البيوت هنا متضررة، ولهذا السبب فان العمل التجاري هنا ليس بذلك المردود المربح. ولكن خطوة بعد خطوة نأمل بان الامور والاوضاع ستتحسن أكثر”.

عن: موقع NPR الاخباري الأميركي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here