الأهداف الزئبقية ومجتمعاتنا الوهمية!!

الأهداف الزئبقية ومجتمعاتنا الوهمية!!
المجتمعات العربية ممنوعة من الصرف , وكأنها لا تقبل علامة الرفع , وتبدو منصوبة والفاعل معروف ومتأسد عليها.
فما هي الأهداف المرسومة لأي مجتمع؟
هل هي إقتصادية علمية سياسية عسكرية أم أنها بلا أهداف , ولا تعرف معنى الوطن والوطنية؟!
لا يوجد للمجتمع أهداف واضحة يُجمع عليها ويسخر طاقاته وقدراته لإنجازها , بعكس مجتمعات الدنيا التي تسعى لتحقيق أهدافها المعلومة الواضحة.
لأن الوطن مبني للمجهول , ولا يحضر في تفاعلات الناس , بل منفي ومنهي بجميع اللاءات .
فأين الوطن وقيمته ومعناه وسيادته فيما يحصل في المجتمعات العربية؟
فتشوا عن الوطن فلن تجدوه!!
وأي دعوة وطنية مهما كانت ستواجَه بمقاومة عنيفة من قبل أبناء المجتمع , المُسخرين لتنفيذ مشاريع وبرامج الآخرين , ومعهم ينساق المجتمع إلى ميادين الويلات والأنين.
فالأنظمة السياسية الوطنية يتم الإجهاز عليها وتدميرها ووصفها بالمشين , والأمثلة تحققت في الدول التي نظامها لديه أهداف واضحة ومشاريع واعدة , ويعمل على الإرتقاء إلى حيث الدول المعاصرة , التي تتحرك بكلها لإنجاز الأهداف المرسومة لأجيالها.
فالواقع العربي لا يسمح بالسلوك الوطني , وتهيمن عليه السلوكيات المُقنّعة بالدين , لأنها ضد الوطن والوطنية , وتسعى للتبعية والطائفية وتعزيز التفاعلات الأصولية المدمرة للمجتمع.
ومثلها فعلت الأحزاب القومية التي نسفت الثوابت الوطنية وزعزعت القيم القومية , وما أنجزت غير الخراب الدمارات المتواكبة والحروب المتوالدة.
ولا يمكن للمجتمعات أن تكون وتتحقق وتعاصر إذا فقدت أهدافها , وإنتفت غاياتها وبرامجها وتطلعاتها المستقبلية , وإندحرت بأحزاب تسمي نفسها دينية , وهي ظلامية بهتانية مناهضة للوجود الوطني , ومعادية لجوهر الحياة وقيمها , وداعية للموت اللذائذي الواعد بما في الغيب البعيد.
وعليه فلا بد من وضوح الأهداف والتفاعل الجمعي الوطني لإنجازها , فهل لدينا القدرة على رؤية ما نريد؟!!
د-صادق السامرائي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here