إن الانخراط في صفوف ما يسمى بالحشد الشعبي الكوردي خيانة عظمى بحق الشعب الكوردي و وطنه كوردستان؟

محمد مندلاوي

عزيزي المتابع، لقد أخبرنا التاريخ القديم والحديث إن كل محتل غاشم لأرض كوردستان الطاهرة، سرعان ما يبتدع كياناً مصطنعاً ويطلق عليه اسماً شاذاً يلفظه الشعب الكوردي الجريح لفظ نواة التمر شكلاً ومضمونا. على سبيل المثال وليس الحصر، من منا لم يقرأ في صفحات كتب التاريخ الحديث كيف أنشأ الاستعمار البريطاني (الكافر) لبلاد الرافدين ما سمي في حينه بقوات “الليفي” الذي انتسب إليه في ذلك التاريخ بالإضافة إلى العرب والمسيحيون مجموعة من كورد الجنسية، من أولئك المنبوذين، الذين تزدريهم الجماهير الكوردية ولا تعتبرهم من أبنائها. وهكذا في العهد النظام الجمهورية، الذي صار حارساً للحدود المصطنعة التي خطها حراب الجيش البريطاني (الكافر)، وعلى المنوال نفسه استمر الكيان العراقي المصطنع باحتلال جنوب كوردستان، وبعد مرور فترة وجيزة على النظام الجمهوري العروبي العنصري جاء بمجاميع من المرتزقة واستحدث لهم كياناً مسلحاً أطلق على المجموعة الكوردية فيه “فرسان صلاح الدين” لكن الشعب الكوردي الذي ضاق ذرعاً بالاحتلال وأدواته استهزأ بهم وأطلق عليها اسم الـ”جاش” الصيغة الكوردية لاسم الجحش أي: ولد الحمار. والمجموعة العربية أطلق عليه النظام العروبي العنصري اسم خالد ابن الوليد… ذلك الذي قال النبي محمد عن إحدى أفعاله الدموية (اللهم إني أبرأ إليك مما فعل خالد). للعلم أن خالداً هذا نجل الوليد ابن المغيرة، ذاك القرشي الذي ناصب النبي محمد العداء، الذي أدرك الإسلام ولم يسلم، ومات بعد الهجرة بثلاثة أشهر عن عمر ناهز الـ95 عاما. دعونا نعود إلى موضوعنا، إن حزب البعث المجرم هو الآخر أطلق على تلك المجموعة من المرتزقة اسم “الأفواج الخفيفة” لكن، كما سماهم الشعب الكوردي من قبل الحمار – جاش- هو ذاك الحمار الأجرب نفسه فقط غيروا بردعته، غيروا اسمه لا غير. وبعد عام 2003 وتحرير العراق على يد الجيش الأمريكي من براثن نظام حزب البعث المجرم، ومن ثم تسليمه السلطة إلى الأعاجم الناطقون بالعربية، سرعان ما بدأ هؤلاء… بجعل نظام الحكم في العراق شبيهاً بنظام ولاية الفقيه في إيران، الذي أسس فيها آية الله دولة داخل دولة، وهؤلاء الأعاجم الناطقون بالعربية على غرار دولة آية الله العظمى في إيران بدؤوا أول مرة بتأسيس جيش رديف للجيش العراقي، لكن في الواقع الجيش العراقي هو الذي أصبح فيما بعد رديفاً لما سمي بالحشد الشعبي، لكن، كعادة الإسلاميين بسينهم وشينهم لم يقفوا عند هذا الحد، لقد جاءوا البارحة في مدينة كركوك السليبة من قبل العراق بمجموعة شاذة… يزعمون أنهم من الكورد، وأسسوا لهم كياناً مسلحاً عميلاً لهم باسم الحشد الشعبي الكوردي، وهي بلا أدنى شك، عبارة عن مجموعة مرتزقة باعت نفسها بسعر بخس لوكلاء ولاية الفقيه في العراق.
إن المضحك في الأمر، يزعم قادة ما يسمى بالحشد الشعبي، بأن الحشد يخضع لأوامر قائد العام للقوات المسلحة، الذي هو رئيس مجلس الوزراء (مصطفى الكاظمي)، لكن القائد العام للقوات المسلحة لم يعلم بتأسيس هذه المجموعة المسلحة العميلة من الكورد الجنسية!!. صدقني عزيزي القارئ الكريم، دعنا من سرقات أشياع السلطة لقوت الشعب العراقي، وجرائمهم التي يندى لها جبين الإنسان، وفسادهم المستشري في طول البلاد وعرضها، أن هؤلاء الأشياع – أعني أشياع السلطة- القابعين في بغداد في منازل ومباني مغصوبة تحرم الصلاة فيها، لقد ثبتت لنا الأيام والأعوام التي حكموا فيها بالحديد والنار، أنهم أكذب الناس، أكذب مَن حكم العراق منذ تأسيسه عام 1920 على يد الجيش البريطاني وإلى يومنا هذا.
عزيزي المتابع الكريم، دعني أقص عليك هذه القصة القصيرة، لكي تكون عبرة للمرتزق -جاش- الذي يخون شعبه الكوردي الجريح ووطنه الأبي كوردستان، في عهد نظام حزب البعث المجرم، وإبان إعلان حربه الظالمة عام 1974 – 1975 على الشعب الكوردي الجريح في جنوب كوردستان، وأثناء سير المعارك الدامية بين قوات الـ”پێشمەرگە = Alpeshmerga” وأفواج من المرتزقة الـ”جاش”، لقد كان القتال ضارياً بينهما بالسلاح الأبيض، حتى تداخلت القوتان المتقاتلتان في بعضهما، واشتركت السمتيات (هليكوبتر) العراقية التابعة للجيش العراقي المجرم، وأثناء طيرانها فوق ساحة المعركة، وجدت أن المتقاتلين متداخلين في بعضهم، لم يعرف الطيار كيف يضرب قوات الـ”پێشمەرگە” فلذا اتصل بقيادته: سيدي، قوات الأفواج الخفيفة مشتبكة مع قوات العصاة لا أستطيع أن أميز بينهما. ردت عليه القيادة: يا غبي، أضرب كل من مرتدي الزي كوردي، كل من مرتدي الشروال الكوردي!!. أقول لمن ارتضى لنفسه أن يكون خائناً فليعتبر بعد أن يقرأ هذا الكلام العنصري المقيت الذي يعني، أن حياة المرتزق كبعرة في أست كبش لا قيمة لها عند سيده، فلذا أمر الطيار بصريح العبارة: أضرب كلاهما العصاة وجماعتنا معاً. هذه هي قيمتكم يا أوغاد عند من غرر و يغرر بكم ببعض المال ماضياً وحاضراً ومستقبلاً يا من تخونون شعبكم الكوردي الجريح ووطنكم الأبي كوردستان. كي لا يقال من أين لك بهذه القصة، لقد سردها لي عام 1975 صديقي (رحيم البدري) وهو مواطن كوردي من مدينة بدرة التابعة إدارياً لمحافظة واسط كان حينها في صفوف الـ”پێشمەرگە” وكان يعمل على جهاز اتصال اللاسلكي، جهاز إرسال واستقبال. وقال لي أيضاً، أن القائد أو الضابط العسكري العراقي الذي تكلم مع طيار الحوامة كان المجرم المدعو طه الشكرجي.
” خائن الوطن من يكون سبباً في خطوة يخطوها العدو في أرض الوطن”
شكراً لكِ ولكَ على القراءة
16 12 2020

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here