عمران بن حطان شاعر الخوارج

عمران بن حطان شاعر الخوارج، الدكتور صالح الورداني
—————–
قال في الحجاج :
أسد علي وفي الحروب نعامة … فتخاء تنفر من صفير الصافر
هلا برزت إلى غزالة في الوغى … بل كان قلبك في جناحي طائر
أي: أنت مجترئ علي، وفي الحروب جبان رعديد..
واستعمل لفظ “أسد” في معنى المجترئ, كما استعمل لفظ “نعامة” في معنى “الجبان”،والنعام يوصف بالجبن كثيراً..
ويقال إنَّ النعامة إذا خافت من موضع لا ترجع إليه أبداً..
والفتحاء المسترخية الجناحين عند النزول..
والمراد بقوله: “تنفر من صفير الصافر” أنها تنزعج من مجرد الصدى..
وهو حال العرب اليوم الذين صاروا أسوداً على إخوانهم الضعفاء ونعامة أمام الأمريكان والصهاينة الأقوياء..
ومناسبة هذه الأبيات أن غزالة وهى امرأة من الخوارج كان يضرب بها المثل في الشجاعة، وقد حدث أنها هجمت على الكوفة ليلاً في ثلاثين فارساً..
وكان الحجاج بالكوفة على رأس ثلاثين ألف مقاتل فخرج مولياً، فصلت المرأة صلاة الصبح فيها وقرأت -على ما قيل- في تلك الصلاة سورة البقرة..
وعمران له قصيدة يمدح فيها عبد الرحمن بن ملجم قاتل الإمام علي..
يقول فيها:
يا ضربة من تقي ما أراد بها إلا ليبلغ من ذي العرش رضوانا
إني لأذكره حينا فأحسبه أوفى البرية عند الله ميزانا
قال الذهبي تلميذ ابن تيمية في كتابه تاريخ الإسلام :وابن ملجم عند الروافض أشقى الخلق فِي الآخرة..
وهو عندنا أَهْل السُّنَّةِ ممّن نرجو له النار، ونجوِّز أن الله يتجاوز عَنْهُ، لَا كما يقول الخوارج والروافض فِيهِ..
وحُكْمه حُكْم قاتِل عُثْمَان: وقاتل الزبير، وقاتل طَلْحَةَ، وقاتل سَعِيد بْن جُبَيْر، وقاتل عمّار، وقاتل خارجة، وقاتل الْحُسَيْن. فكلّ هؤلاء نبرأ منهم ونبغضهم فِي الله، وَنَكِلُ أمورَهُمْ إِلَى الله عز وجل..
ومما يجب ذكره هنا هو أن عمران بن حطان ممن اعتمد روايته البخاري باعتباره صدوقاً ولا تضر بدعته حسب قواعد علم الرجال..

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here