معركة “ام السبيس”!!

 متي كلو

قالوا:

* مثال الالوسي يقول: كلما حضرتُ الى البرلمان اخرج مشتاقا لمداعبة كلبي بالبيت..!

* شروق العبايجي تقول: ‏ مأساة الحياة البرلمانية وجود بيئة فاسدة.

* محافظ بغداد السابق صلاح عبد الرزاق : البرلمان صار ريسز .. يتسابق فيه كل ادب سز..!*

المعركة :

طلال الزوبعي نائب عن تحالف القرار العراقي وكريم ابو سودة  نائب عن ائتلاف القوى جرى بينهما شجار اثناء متابعتهم لتبليط احد الشوارع بمادة  “السبيس” في منطقة الحصوة  ثم تبادل اطلاق النار بين حمايتهما حيث  جرت معركة “نيابية مسلحة” حامية  الوطيس، مما ادى الى اصابة عدد من المواطنين  بجروح!! واشتركت في هذه المعركة اكثر من  10 سيارات وحماية مدججة بالسلاح وعشرات من انصارهما، وبعدها حمل انصار احدهم نائبهم على الاكتاف وجابوا به شوارع المنطقة منتصرين داعين للنائب الفوز في الانتخابات القادمة  ومزيدا من “السبيس” و”الزفت” واكثر متانة وقوة  وسوادا واطلق  على هذه المعركة من قبل الناشطون في منصات التواصل الاجتماعي بمعركة “ام السبيس” ونعلم بان “السبيس” كلمة تطلق على المادة التي تسفت فيها الشوارع في العراق، والسبب بان كل واحد منهما اراد ان يحسب له “الانجاز” السبستي،كما استخدم في هذه المعركة  الطماطة المستوردة  والبطاطة المستوردة من الجارة  العزيزة ،اضافة الى السلاح المنفلت امام انظار الدولة ومؤسساتها الامنية وامام رئيس البرلمان”الحلبوصي” وتم نشر مقطع فديو من تلك المعركة في على كثير من شاشات التلفزة العراقية والاجنبية !!وتم التعليق عليه بتهكم وسخرية من البرلمان العراقي وامثال هؤلاء الذين انتخبهم”الشعب” وكخبر مثير الدهشة في بلد يدعى ابنائه انهم اصحاب اقدم حضارة في العالم!!

نعتقد ان هذه المعركة يجب ان يستغلها العاملون في حقل السينما واخراجها كفلم سينمائي  وسيكون فريد من نوعه ولا اشك بانه سوف ينال جوائز عالمية  لان ابطاله برلمانيين! ويكون اسم الفلم “ام السبيس”! ويتذكر القراء الكرام بان مادة السبيس العراقي  ارتفع سعرها بسبب اقبال المرشحين قبل الانتخابات البرلمانية عام 2018 بسبب حملة المرشحين للبرلمان باكساء شوارع  منتخبيهم وقيل بان اسعارها اصبحت كالذهب! ثم تم بيعها من قبل معمل اسفلت القرنة في البصرة  وفق المحاصصة والفساد ،لان في العراق الجديد لا شيئ يوزع او يباع الا وفق المحاصصة  بعيدا عن الضمير والوطنية.

ان معركة “ام السبيس” تجعلنا نحزن ونضحك في ان واحد اي  كما يقول المثل شر البلية ما يضحك،بدلا ان يكون البرلماني في العراق شخصية محترمة  اصبح شخصية هزيلة لا يحترم ناخبيه بتصرفاته بل يتصرف كشخص خارج عن السلطة، فكيف لهذا البرلماني ان يسن القوانين  لخدمة ناخبيه ووطنه اذا كان وطنيا ونحن نشك في وطنية اغلبية البرلمانيين !!  لان كل منهما تصرف خارج القانون!وطبعا هذان النائبان نموذجان لعشرات امثالهم يعج بهم مجلس الفساد العراقي  والذي يطلق عليه اسم مجلس النواب او البرلمان!!

عشرات المقالات تكتب يوميا في منصات التواصل الاجتماعي وعشرات اللقاءات التلفزيونية والاذاعية حول الفساد الذي ينخر في جسم الدولة العراقية  بعد الاحتلال الامريكي  والى الان!واذا كان البرلماني بهذا التصرف  فكيف بالمواطن البسيط ! هؤلاء اصبحوا يتجارون بكل شيئ، في القانون والاخلاق والشرف وعدم تحمل المسؤولية التي منحها لهم الناخب، لماذا لم يراجع احدهم نفسه ويتراجع عن فساده، الى  متى يسحق المواطن دون ان يهتز جفن البرلماني!

مع الاسف  في العراق اصبح النائب فاسد والمحامي فاسد والقاضي فاسد والوزير فاسد والمسوؤل  فاسد وحتى الذين صمتوا  عاجزين  على قول الحقيقة  هم من الفاسدين ايضا، لا يمكن استثناء احد، هؤلاء الذين قتلوا شبابنا في ساحات الاعتصام  ومازالوا يختالون  الناشطين  ونريد ان نسال هؤلاء، عن اي مستقبل ينتظر الشعب العراقي اذا كان مثل هذان البرلمانيان يشرعون قوانين الدولة! وهم بعيدان كل البعد عن الاعراف البرلمانية الرصينة،انهم  يدعون بحمل لواء مكافحة الفساد ولكن هم اول من يشارك بالفساد في كافة انشطة الدولة، مستغلين الحصانة البرلمانية من اجل مكاسب شخصية.

هل هذان يحملون شعار مكافحة الفساد! هل هذان هم من يراقب ويحارب مظاهر الانحراف والفساد! هذان  ليسوا سوى مثال سيئ  في  مفاصل الدولة كافة،  هذان  كما الاخرين استخدموا شعارات الاصلاح   قبل الانتخابات  ولكن تبخرت في اول يوم استلامهم المقعد النيابي،  فكيف هذان النائبان  يبدءان بالاصلاح  والنزاهة اذا لم يتخلوا هم عن فسادهم!

لسنا منجمين ولا بقراء البخت ولا الفنجان او الكف ولكن الانتخابات القادمة  سوف تكون اسوا من السابقة وسوف يعج البرلمان بالفاسدين  الجدد من احزاب اسلامية فاسدة، فليس الا المطالبة بانشاء مؤسسات تختص بمراقبة اداء النواب، وتعديل بنود الحصانة البرلمانية والا سوف نشاهد معارك جديدة اسوأ من معركة السبيس!!

  • كلمة تركية تطلق على من هو قليل “الادب”.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here